الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قبل أن أسلم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أن أسلم اعتقدت أن كل من على غير دينى كافر وبعد إسلامى اكتشفت أن كل البشر من الله، وأن حكمى على غيرى بالكفر هو نفسه ذاك الكبر الذى لن يدخل من ملك منه ذرة فى قلبه الجنة.
قبل أن أسلم كرهت كل اليهود وحلفت لو رأيت منهم أحدًا لأقتلنه، ثم بعد إسلامى عرفت أن الخلافات السياسية شىء والعلاقات الفردية الإنسانية شئ آخر، وأن دينى يحثنى على التعامل الحسن مع كل الناس بدون كره أعمى لفصيل بأكمله منه الجيد والسيئ.
قبل أن أسلم أقسمت بالله وبعد دخولى الإسلام قلت «صدقني» و«بأمانة» لأنى اكتشفت أن الحلف منهى عنه كما فى المسيحية تمامًا.
قبل أن أسلم عبدت الله لأننى أردت أشياء ولأننى خفت من النار وبعد أن دخلت الإسلام عبدت الله ليس لأى شىء سوى أنه يستحق أن يعبد.
قبل الإسلام ظننت أن ملبس الناس ومظهرهم عبادة ثم بعد إيمانى عرفت أن قلب الإنسان السوي المحب العطوف الذى يتمنى الخير لغيره والذى يتقى الله فى خلق الله هو العبادة الحق مهما اختلف من الخارج شكل الملبس.
قبل أن أسلم ظننت أن شارب الخمر والزانى فى النار، ثم عرفت الإسلام وعرفت منه أن الله يغفر الذنوب جميعًا مهما عظمت وأن له وحده فى النهاية الحكم على الناس.
قبل أن أسلم اعتقدت أن الله ينجح عباده المؤمنين وأتعجب من نجاح المسيحيين والملحدين فى حياتهم، بعد إسلامى اكتشفت أن النجاح لكل مجتهد وليس له علاقة بدين.
قبل أن أسلم صدقت أن للكلاب نجاسة ثم بعد إسلامى عرفت أن النجاسة فى عقول من قالوا ذلك، وأن الاعتناء بأى روح وحمايتها من المهالك هو قمة الدين.
قبل إسلامى صدقت أن للرجل أن يتزوج أربع وأن يضرب زوجته وأن قوامته تفضيل، وبعد أن دخلت الإسلام عرفت أن كل ما يتعارض مع الفطرة التى فطرنا الله عليها لا يمكن أن يكون من عنده فقد فسر تلك الآيات رجال تفسيرات لمصلحتهم وما هى من الله فى شىء.
قبل أن أسلم اعتقدت أن الإسلام أتى منذ ألف وأربعمائة سنة على يد محمد، وبعد دخولى الإسلام عرفت أن هذا الدين نزل الأرض على يد الله مع نزول آدم.
قبل أن أسلم ظننت أن وراثة الدين تجعلك منه، وبعد إسلامى عرفت أنه لا دين يورث وأن من لم يفكر ويصل لله بعقله وقلبه هو ليس إلا عالة على ذلك الدين.
قبل أن أسلم اعتقدت أنه يجب على العالم كله أن يكون مسلمًا، وبعد إسلامى فهمت أن فى الاختلاف حياة.
قبل أن أسلم ظننت أن فى كل شىء حرمانية، وبعد إسلامى رفضت أن يحرم على أحد أى شىء تقبله إنسانيتي.
قبل أن أسلم اعتقدت أن التفكير وكثرة التساؤل يؤديان إلى الإلحاد، ثم عرفت أن الإلحاد يؤدى إلى الله.
قبل أن أسلم عبدت الإسلام، ثم بعد إسلامى عبدت الله ولم أشرك به شيئًا.
العيب ليس فى دين أبدًا، بل فى صانعيه وقانطيه وأصحابه، يرتفع برفعتهم ويزهو من صلاح شأنهم أو يكون كالتراب المنثور، لا يُمسك باليد ويدخل فى أعين الناس يعميها إن كان أصحابه لاهين به عنه.. الإيمان الحق لا يأتى إلا بالشك، فبالشك يولد اليقين وبالبحث والتفكير يوجد الحق!. 
كل زمن وله تداعياته، وإذا ارتضيت لنفسى الإسلام بمعايير هذا الزمان دينًا فسأكون قد ارتضيت النار سكنًا أبديًا.. فمنذ عرفت الله وآمنت به وبجميع كتبه ورسله لم يستطع أى دين أن يشملنى، فكانت الإنسانية هى الملجأ والشىء العقلانى الوحيد الذى قبله قلبي!.