اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن خطة لندن نحو "هواء نظيف" بمثابة نموذج يحتذى لمدن العالم الأخرى.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إن تضييق الخناق على التلوث يحتاج إلى تغيير سلوكي من جانب المزيد من البشر.
وأوضحت أن السلطة المحلية في المدينة أعلنت تحويل أجزاء من حي "السيتي سكوير مايل" إلى منطقة خالية من الانبعاثات بحلول عام 2022، وفي اليوم التالي للإعلان اقترح حيٌّ "وستمنستر" تنفيذ نفس الخطط في شارع "أكسفورد" الذي يضم أكثر مناطق تسوق المملكة المتحدة زحاما.
من جانبها، دعت لجنة برلمانية حكومة المملكة المتحدة إلى فرض حظر واسع على السيارات التي تستخدم الوقود، على أن يكون التوجه صوب السيارات الكهربائية.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الحاجة ماسة إلى تلك الخطوات؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أن التلوث يسهم في وقوع أكثر من 9 آلاف حالة وفاة مبكرة في لندن كل عام؛ وتتساوى تقريبا مع العاصمتين الصينية والهندية في مضمار التلوث بغاز ثاني أكسيد النيتروجين الضار، كما أنها أسوأ من مدن أخرى تسجل نسب تلوث متقدمة مثل نيويورك ومدريد.
ورجحت الصحيفة بلوغ خطط لندن لهواء نظيف أهدافها القصوى إذا ما تم تطبيقها في باقي مدن المملكة المتحدة احتذاء بالعاصمة التي حظرت ابتداء من العام الجاري صدور أي انبعاثات من كافة الحافلات ذات الطابق الواحد، كما أوجبت سيارات الأجرة بأن تكون إما "هايبرد" (اسم تجاري لتقنية مُخصصة للسيارات الهجين) أو كهربائية؛ على أن يشهد العام المقبل تطبيق خطة أكثر حزما فيما يتعلق بانخفاض الانبعاثات في وسط لندن مع التوسع في تلك الإجراءات في عام 2021 حسب خطة عمدة المدينة صادق خان.
ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الكثير من قائدي الدراجات الهوائية بحاجة إلى التشجيع للتخلي عن ركوب السيارات وتخصيص مزيد من الحارات للدراجات في الطرق بحيث تبدو لندن أكثر شبها بأمستردام أو كوبنهاجن.
وأكدت الصحيفة أنه رغم الجهود المبذولة في لندن أو سواها من المدن الكبرى للحد من تلوث الهواء، فإن المشكلة ستظل خطيرة ما لم يغير المزيد من الناس سلوكياتهم؛ كما يتعين على الحكومات مساعدة الشعوب وإلزامها في هذا الصدد.
