الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"كينج كونج" وأزمة الصراع الدائر بين الخير والشر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«بالعلم نوصل لهدفنا ولا أى قوة تخوفنا ولو فى الشدة نميل ونشيل بلدنا على أكتافنا وبالإيمان رب الملكوت خلق الحياة من قلب الموت وسمح لنا نصنع صواريخ وطيارات أسرع من الصوت تحمى السلام من أعدائه تراعيه وتبقى دواء لدائه وتبقى حصن حصين لينا لو حد فكر يإذينا أو حب علينا يجور علينا.. بالحب والعمل تطلع شمس الأمل وتملأ الدنيا نور».
هكذا اختتم «الحكيم» الذى يجسده الفنان محسن محيى الدين فى مسرحية «كينج كونج» التى تعرض حاليًا بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون، من إنتاج فرقة تحت الـ١٨ بقيادة الفنان وليد طه، التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، برئاسة الدكتور عادل عبده، تأليف سليم كتشنر، ويشارك بطولتها كل من نادر أبوالليف، محسن محيى الدين، مجدى عبدالحليم، كرم أحمد، وفاء سليمان، آسيا، أحمد صالح، إبراهيم الزهيرى، سيد مصطفى، صبرى علم الدين، أشعار محمد الشاعر، ألحان سيد أبوالعلا، توزيع موسيقى هيثم فاروق، ديكور وملابس مجدى ونس، استعراضات محمد سميح، إضاءة محمود عطية، خدع ومؤثرات إيهاب جمعة، وإخراج د. محمد حسن.
أجاد مخرج العرض الدكتور محمد حسن دوره فى تجسيد شخصية «بُمبه» الذى يسعى لبناء دولة على الشر والدمار، لكن يفشل فى نهاية المطاف، فلابد للخير من قوة تحميه هذا ما يطرحه العمل المستلهم فكرته مما تنتهجه الدولة من الاهتمام بالتنمية الصناعية والزراعية، بالإضافة إلى بناء المدن وفى نفس الوقت الاهتمام بالتفوق العسكرى لحماية هذه المقدرات من الطامعين، مشيرًا إلى أهمية بناء مصر مفاعل الضبعة النووى واستخدامه لأغراض سلمية، وذلك من خلال إطار فانتازى يشير للواقع بشكل غير مباشر.
فيما يجسد الفنان محسن محيى الدين شخصية «الحكيم»، وهى الشخصية التى تألق بها بعد عودته للمسرح من جديد بعد انقطاع دام لسنوات عدة، وتلعب دورًا مهمًا جدًا فى تنامى الأحداث، ففى حين دمر البركان مدينة بأكملها ولم يتبقَ منها سوى مجموعة من أهلها، فيبحث هؤلاء الفارون عن بناء مدينتهم الجديدة، فتنشق هذه المجموعة إلى طائفتين، الأولى تريد بناءها على إنشاء مصانع للسلاح والقوة والشر، والأخرى تريد بناءها على الحب والسلام والحكمة، فتقع التفرقة بينهم، ويلعب «الحكيم» دورًا مهمًا بين الناس التى لا تعرف كيف تبنى حياتها، وإرشادهم إلى المعلومة الصحيحة لهم، حتى لا يقعوا فريسة فى يدى الأعداء، وأيضًا إرشاد المجموعة الأخرى التى تغوى الشر وإرشادها للحب والسلام والمواطنة.
ويجسد الفنان نادر أبو الليف شخصية الدبدوب «كينج كونج»، وهو رجل فى هيئة دبدوب مع صديقه «بهلول» البلياتشو الذى يجسده الفنان كرم أحمد، ويريد صديقه بهلول إرشاده إلى مجموعة الخير والطريق الصحيح والابتعاد عن مجموعة الشر، لكن يفضل «كينج كونج» الاستمرار مع مجموعة الشر وبناء دولة على السلاح والدمار إلى أن يفيق ضميره مرة أخرى، ويبتعد عن هؤلاء الأشرار ويلجأ إلى مجموعة الخير، وهى أفضل طريق للحب والسلام والطمأنينة التى تعم البلاد.
ويتغنى الفنان أبوالليف «إيد على إيد نبنى بلدنا ونغنى لها أحلى نشيد»، و«بالطول بالعرض هنبنيها حتى لو ضاع عمرنا فيها ونرجع ليها ابتسامتها وهنسعد ناسها وأهاليها» تلك الرسالة التى يحملها العرض نحو التكاتف والمساندة لبناء دولة على الحب والعمل والسلام، ويخاطب العمل فئة عمرية مهمة، وهى مرحلة النشء تحت ١٨ عامًا، تلك المرحلة الخطرة التى يجب توعيتها وتمنيتها فكريًا وعلميًا وأخلاقيًا والواجب تجاه الأهل والمعلم والوطن، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم، وبث الوعى بتاريخ وطنهم وإنجازاته، وتثقيفهم بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن وترسيخ الانتماء.
بينما يلعب الفنان محمود أبوالعينين دور الإثارة والمتعة فى لعبة «الخناجر» الذى يتناولها داخل العرض وهو أول عمل فنى يشارك به فى هذه الفقرة، بالإضافة إلى فقرة أخرى، وهى الماسكات والعرائس، التى تجعلك وكأنك فى السيرك القومى تشاهد فقراته، بالإضافة إلى الدخان والبارود والخدع والمؤثرات الذى نجح بها إيهاب جمعة داخل العرض، وأجاد فنانى الديكور والإضاءة والسينوغرافيا والاستعراضات التى صممها محمد سميح ولحنها سيد أبوالعلا ووزعها هيثم فاروق، فجاءت أدوارهم ببساطة واجتهاد يليق بالمتعة والمشاهدة، والعرض يحض على مزيد من التحدي والعطاء لبناء الدولة.