الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

جدل في موسكو حول التعامل مع الغرب.. صديق أم عدو؟

نائب وزير الخارجية
نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقاش حاد داخل القيادة الروسية، وعلى مستوى الأحزاب والقوى السياسية، حول سبل التعاون مع الغرب، وجدل بين من يدعو إلى المهادنة لحين بناء اقتصاد روسى قوى، ثم المواجهة. تشير صحيفة «برافدا رو» إلى أن هذا الموضوع برز بشكل مفاجئ، من خلال تصريحات لرئيس الجهاز الروسى للمحاسبات ونائب رئيس الوزراء وزير المالية الأسبق، أليسكى كودرين.
ففى أثناء حديث كودرين فى اجتماع اتحاد الصناعات ورجال الأعمال، قال إنه يجب أن نعترف بأنه إذا توسعت العقوبات؛ فإن الأهداف التي وضعها الرئيس، فى خطابه السنوى أمام مجلس الفيدرالية لن تتمكن الدولة من تحقيقها، بما فى ذلك الأهداف التكنولوجية والتنمية الاجتماعية. ولهذا وجب أن تنتهج روسيا سياسة خارجية قائمة على تخفيف التوتر مع الدول الأخرى، ويفضل التقليل من نظام العقوبات، وليس توسيعه.
وأضاف كودرين، أنه الآن يقيس نجاح السياسة الخارجية بالتمسك بهذا. وأشار إلى أنه ليس لدى روسيا أى مشاكل دولية تستدعى هذا التوتر مع الدول الأخرى ويقصد الغرب، أو خطر ذى أهمية عسكرية ـ سياسية مع دول أخرى.
واعتبر كودرين أن تنفيذ هذا، أى التخفيف من التوتر والسعي إلى عدم زيادة العقوبات هو الطريق الوحيد لتنفيذ المهام التى تحدث الرئيس عن تحقيقها. لكن على ما يبدو وزارة الخارجية الروسية لها وجهة نظر أخرى متشددة، فبعد تصريحات كودرين، خرج نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، وفى مقابلة مع صحيفة «الفايننشال تايمز»، قال إن روسيا تنظر إلى الغرب كخصم، ولا ترى ضرورة فى الاهتمام بأى شكل يريد الغرب أن يراها عليه.
وأشار إلى أن بلاده ترى فى الغرب صديقًا بالمفهوم الواسع لهذه الكلمة، وفى نفس الوقت، نحن نرى فى الغرب منافسًا، يعمل على خلخلة مواقع روسيا ومستقبل تطورها الطبيعي فى العالم.
وتحدث السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميترى بسكوف، وقال: إنه يوافق جزئيًا على ما قاله كودرين، ثم تحدث بسكوف وحدد جزء موافقته على ما قال كودرين، عندما أقر بأنه بالفعل تؤثر السياسة الخارجية الروسية فى الوضع داخل البلاد.
ونقلت الصحيفة عن السياسى الروسى المخضرم، جريجورى يافلينسكى قوله، لقد قلت أكثر من مرة، إنه يجب فى البداية بناء اقتصاد طبيعى، وبعد ذلك يمكن لروسيا أن تنشط على السياسة الدولية. وهو ما ذكرته المرشحة الرئاسية السابقة، كسينيا ساتشاك، أثناء حديثها عن برنامجها الانتخابى أثناء الحملة الانتخابية؛ حيث قالت: لن أصرف روبلا واحدا على السياسة الخارجية؛ لأن هذا يحرم الشعب من قطعة خبز بالزبد. تعود الصحيفة وتعرض وجهة نظرها وتشير إلى أن الطرفين الداعى للتخفيف والتهدئة مع الغرب، والداعى للسير فى نهج المواجهة والتوتر مع الغرب غير محقين، وتقترح الصحيفة وجهة نظر ثالثة، هى «الشراكة»، وتقول الصحيفة إنهم منذ البداية دفعونا فى اتجاه محطة البنزين، وضربت الصحيفة مثلًا عندما حاولت روسيا شراء شركة «أوبل»، وقالت حينها إنهم رضوا أن يبيعوها لنا ولن يبيعوها. وقالت الصحيفة إن الصين استغلت فرصة الحرب الباردة وبنت اقتصادها. وأقرت الصحيفة بأن الغرب لن يعطى روسيا مثل هذه الفرصة، نفس الشىء ينطبق على شركة «جازبروم» الروسية، والتى من دون نشاط مكثف على الساحة الدولية. وتختتم الصحيفة تحليلها بأن هذه المناقشات تجوب المجتمع، وبخاصة بين السياسيين، وتعتبر الصحيفة أنه لا عيب فى ذلك، بل تعتبره ظاهرة جيدة، لكن الشىء السيئ هو تدخل الخصوم فى هذه النقاشات ومحاولاتهم تحقيق مكاسب من وراء هذا الخلاف فى وجهات النظر.