الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بالصور.. وزير الآثار يتفقد أعمال ترميم مسجد الظاهر بيبرس

أعمال ترميم مسجد
أعمال ترميم مسجد الظاهر بيبرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 16 أكتوبر 2018 مسجد الظاهر بيبرس بمنطقة الظاهر، وذلك للوقوف على أعمال بدء مشروع ترميم وإعادة إعمار المسجد والذي كانت بدأته الوزارة في يوليو 2007، ثم توقف منذ عام 2011.
رافقه خلال الجولة المهندس محسن صلاح رئيس مجلس ادارة شركة المقاولون العرب، والسفير الكازاخستاني بالقاهرة، والنائب محمد حامد عضو مجلس النواب، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والعميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية ومحمد عبدالعزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية.
وصرح الدكتور خالد العناني خلال الجولة ان الوزارة ستعمل على إنجاز المشروع بالصورة التى تليق بالقيمة التاريخية والدينية والفنية والسياسية للمسجد مع الحفاظ على الطابع الأثري والمعماري له وان الوزارة حريصة على عدم توقف مشروع الترميم. كما توجه بالشكر إلى شركة المقاولين العرب والتى لم تترك موقع الجامع خلال سنوات التوقف واستمرت في شفط المياه الجوفية منه بالطلبات الخاصة بها. 
و اشار د. العناني انه منذ تولية وزارة الاثار قابل سفير كازاخستان بالقاهرة والتي تربطنا بها علاقات صداقة قوية للعمل على حل كافة العقبات والمشاكل التي قابلت المشروع وفعلا خلال العام والنصف الماضية تم حل كافة العقبات واستأنفت الأعمال بالمشروع كما تم الاتفاق على فروق الأسعار نظرا تغيير سعر الصرف.
وأضاف ان مشروع الترميم ياخذ وقت لان الشغل في الآثار يتطلب مهارات وتقنية ذات طابع خاص واستخدامات يدوية كما ان الطابع المعماري للمسجد يتطلب استخدام مواد معينة تحتاج إلى تصنيع خاص. 
مشيرا الى ان المسجد في حالة سيئة من الحفظ حيث واجهته مشاكل مالية وفنية وأثرية في أعمال الترميم، مما ادى إلى توقفه. 
وعبر سفير كازاخستان عن شكرة وتقديره للحكومة المصرية وشركة المقاولين العرب للاهتمام بالمشروع وما يبذلونه من جهد وعمل لاستئناف العمل بالمشروع، لافتا الى يجسده هذا المسجد من قيمة تاريخية ودينية للشعب الكازاخستاني حيث ان ١٢٠ ألف سايح كازاخستاني يزورون مصر كل عام ويتوجهون إلى الجامع قبل زيارة الأهرامات فهو وجهتهم الأولى بين المعالم الأثرية في مصر 
وأكد المهندس محسن صلاح ان شركة المقاولون العرب ستعمل علي الحفاظ علي الحالة الإنشائية والاثرية للمسجد خلال تنفيذ مشروع الترميم وأن الأعمال ستكون على مستوى عالي من الكفاءة
وأوضح عبدالعزيز أنه من المتوقع الانتهاء من أعمال ترميم المسجد ما بين عام إلى عام ونصف، حيث تم الانتهاء من عمل كافة الدراسات الخاصة بالمشروع من قبل لجنة مختصة مشكلة من وزارة الآثار ووزارة الإسكان وهيئة الخدمات الحكومية وشركة المقاولون العرب، والتي أقرت الأسعار التعاقدية والاعتماد المالي للمشروع بمبلغ 100 مليون جنيه. وقد ساهمت دولة كازاخستان في تمويل المشروع بمنحة مقدارها 4.5 مليون دولار.
وأضاف عبدالعزيز أنه تم البدء في المشروع حيث جاري ازالة الحشائش الموجودة بالمسجد وتزويد الجامع بالطلمبات اللازمة لشفط المياه الجوفية التي غمرت المنطقة كما سيتم استئناف أعمال الترميم متضمنه أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية بالمسجد، بالإضافة الى كافة الأعمال الإنشائية وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة،،بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق والمعماري، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وتغير نظم الإضاءة
وأكد عبدالعزيز أن العمل بالمسجد قد توقف منذ عام 2011 تماما بسبب مشاكل فنية في أعمال الترميم، واستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات الفنية والأثرية طبقا لرأي اللجنة الدائمة حيث تم استخدام الطوب الوردي غير المطابق للمواصفات الفنية والأثرية في إعادة بناء أكتاف وعقود الإيوانات المفقودة، وبناء عليه تم عرض الأمر على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية والتي قررت في أكثر من اجتماع لها اعتماد استخدام الطوب الطفلي في أعمال الترميم وبناء الأكتاف والعقود إيوانات المسجد بدلًا من الطوب الوردي.
ويذكر أن مسجد الظاهر بيبرس أنشأه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بن عبد الله البندقداري في الفترة من 665 - 667 هـ ( 1266 - 1268م)، وهو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية، وينسب إليه حتي الآن أحد أحياء القاهرة، وهو حي الظاهر الذي يوجد به جامعه. كان الظاهر بيبرس مملوكا للسلطان الصالح نجم الدين أيوب حيث جلب من الأراضي الواقعة بالقرب من جبال الأورال ( كازاخستان حاليًا) وترقى إلى أعلى المناصب وأصبح قائدًا ماهرًا وسياسيًا ذكيًا. تولى السلطنة 1260 - 1277م. هزم المغول في بيرة 1272م، ودخل في حروب مع الفرنج في فلسطين، وامتد ملكه إلى ما وراء حدود مصر وسوريا وبلاد العرب.
اما عن تخطيط المسجد فهو يشبه تخطيط جامع أحمد بن طولون إلى حد كبير، بحيث يبلغ طول الجامع 108م وعرضه 105م ويتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات تعلو المحراب قبة طول ضلعها 20م. وهي أكبر قبة أقيمت فوق محراب. يمتاز الجامع بوجود ثلاث مداخل محورية بارزة عن الواجهات الثلاث ما عدا الواجهة الجنوبية الشرقية… وهي ثاني مثال للأبواب البارزة بجوامع القاهرة بعد جامع الحاكم.. وقد استعملت فيها مداميك الحجر الأبيض والأحمر على التوالي.
وقد استعمل بيبرس في بناء جامعة رخام وأخشاب أحضرها من قلعة يافا بعد أن دمر هذه المدينة هي وأنطاكيا سنة 1267م / 666هـ.يوجد المدخل الرئيسي للجامع في منتصف الواجهة الشمالية الغربية، وتغطى ساحة المدخل الرئيسي قبة. وكانت تعلوه مئذنة تهدمت. استولى الفرنسيون على الجامع اثناء الحملة الفرنسية 1798 - 1801م وحولوه إلى قلعة وجعلوا من مئذنته بُرجًا دفاعيًا ونصبوا المدافع على أسواره، وسكنته طائفة من الجنود الفرنسيين فكان ذلك سببًا في تخربه وتهدم مئذنته.
وفي أيام محمد علي باشا تحول جامع الظاهر إلى مصنع للصابون كما أخذت منه أعمدة وأحجار استخدمت لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر. وبعد الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1881 قام المحتلون بتحويل الجامع إلى مذبح، ولذلك عرفت المنطقة التي بها الجامع لدى عامة الناس باسم "مذبح الأنجليز" حتى الخمسينيات من القرن العشرين. وقد جدد الجامع السلطان المملوكي جمقمق سنة 842 هـ (1438م). الجامع كائن بميدان الظاهر بالعباسية ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة.