الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تلامس معي من فضلك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر حواس البصر والسمع والشم والتذوق واللمس حدث تطور تاريخى من الغرائز إلى المشاعر لجميع الكائنات الحية وعلى رأسها الجنس البشري، وعبر الحواس نفسها الخمس حدث تطور تاريخى لاحق نحو التفكير الذى ميز البشر عمَّن سواهم ثم نحو الضمير الذى ميز بعض البشر دونًا عمَّن سواهم، وبامتداد تاريخ وجغرافيا الجنس البشرى أدت حاسة اللمس كبقية الحواس دورًا هامًا فى تحديد الأبنية والمواقع والوظائف والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، لاسيما أن التلامس الذى يمكن أن يتم بشكل أحادى أو متبادل عبر أى واحد من أعضاء الجسد يمكن أيضًا أن يعبر بشكل أحادى أو متبادل عن أى واحد من المشاعر الإيجابية أو السلبية، إلا أن بعض الجماعات الحداثية بدافع من أغراضها التفكيكية قد أربكت الاستخدامات المجتمعية لحاسة اللمس على نحو يكاد يهدد مستقبل الجنس البشرى كله بدعوتها قبل ربع قرن زمنى إلى شعار «DO NOT TOUCH» أى «لا تلمسني»، الذى تلقفه بعض جماعات النساء الانعزاليات والذكوريات والمثليات بدافع من ميولها الجنسية فرفعته ونجحت فى تمريره عالميًا، استنادًا إلى اتساع نطاق الرفض النسوى العام للتعبير الذكورى باللمس عن المشاعر السلبية من جهة وعن المشاعر الإيجابية الأحادية المرفوضة من الجهة الأخرى، فضاعت بين هذه المشاعر الاستثنائية وتلك الجماعات الاستثنائية الاستخدامات الطبيعية لحاسة اللمس فى التعبير البشرى عن المشاعر الإيجابية التبادلية التى تبدأ حتمًا بشكل أحادى من هذا الجانب أو ذاك قبل تطورها نحو مختلف مراحلها المجتمعية، فى حين كان وما زال يمكن رفع وتمرير شعارات أخرى تكفل للمتلقية حق الرد الحاسم المناسب على تعبير المرسل باللمس عن مشاعره تجاهها، سواء كانت سلبية أو كانت إيجابية، لكنها أحادية ومرفوضة من جانبها، مع تحاشى الضرر المجتمعى المتمثل فى منع المرسل من حق التعبير الابتدائى الطبيعى عن هذه المشاعر أو تلك تجاه شريكاته فى الحياة، أما وقد وقع الضرر المذكور واستفحل حتى وصل حاليًا إلى درجة خطر التفكيك المجتمعى فقد أصبح من الواجب علينا الدعوة إلى شعار مضاد هو «PLEASE TOUCH» أى «تلامس معى من فضلك»، فهل من مجيبات بين النساء الطبيعيات يقمن برفعه وتمريره؟