الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل يتحدث لـ"البوابة نيوز": يجب إنشاء إدارة أزهرية في برازيليا.. الإرهاب أضر المسلمين.. و1.5 مليون مسلم منتشرون بالولايات.. ونؤيد دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني

الدكتور محمد حسين
الدكتور محمد حسين الزغبي، رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية فى ا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الدكتور محمد حسين الزغبي، رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية فى البرازيل، اللبنانى الأصل، واحدا من أبرز الشخصيات فى المجتمع المدنى البرازيلي، الأمر الذى أهله للحصول على وسام شرف خاص من الخارجية البرازيلية، لا يمنح إلا للأشخاص أصحاب النشاط المتميز، مدنيا وعسكريا، ممن قدموا خدمات جليلة للدولة هناك، كما أنه أول مسلم ينال هذا الوسام الرفيع.
التقته البوابة «خلال وجودها هناك فى هذا الحوار الذى تحدث فيه عن جميع التفاصيل التى تخص الإسلام والمسلمين فى هذه الدولة اللاتينية المهمة. والقضايا التى تخص العلاقات بين البرازيل ودول العالم الإسلامي، وفى مقدمتها مصر، خاصة أن «الزغبي» يصف نفسه دائما بأنه «مصرى الهوى» إلى جانب إلقاء الضوء على حياة الآلاف من المسلمين والعرب هناك، وعلى احتياجاتهم كمهاجرين انتقلوا للعيش فى هذه البلاد، وإلى نص الحوار:

■ نود التعرف فى البداية على تاريخ العمل الإسلامى فى البرازيل؟
- تأسس اتحاد المؤسسات الإسلامية فى البرازيل، على يدى والدى حسين محمد الزغبى الذى وصل للبرازيل فى عام ١٩٤٩ م، وبدأ حياته بائعا متجولا، وبمرور الوقت زادت أعداد المسلمين والعرب، القادمين إلى البرازيل، وبدأ والدى ينشغل بمستقبل هؤلاء الوافدين، وكان من الضرورى تكوين إطار ينظم استقبال المهاجرين الجدد، ومساعدة المحتاجين منهم، والحفاظ على إسلامهم، والإساهم فى الدعوة للمبادئ السامية، وفى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وبعد الكثير من العمل التطوعي، أسس والدى الاتحاد فى عام ١٩٧٩، وبرعاية السفارات العربية والإسلامية فى مدينة برازيليا، وبمباركة أزهرية، بالإضافة إلى دعم رابطة العالم الإسلامي، ووزارات الأوقاف والشئون الإسلامية فى أكثر من بلد إسلامي.
ومنذ ذلك التاريخ يعمل الاتحاد على التعاون مع مختلف المؤسسات الإسلامية فى البرازيل لنشر وتطوير مفهوم الثقافة الإسلامية، ولم شمل الجمعيات الإسلامية فى إطار واحد، وكانت ثمرة هذا الاتحاد، بناء ٣٧ مسجدا.
■ كيف تنظر لمسيرة العمل الإسلامى فى البرازيل؟ وما دور اتحاد المؤسسات الإسلامية وتأثيره على حياتهم؟
- مسيرة العمل الإسلامى فى البرازيل، متنوعة ومتميزة، وتحظى باهتمام الجميع، كما أن اتحاد المؤسسات الإسلامية هنا، الذى أتشرف برئاسته، يعمل على أداء دور مهم جدا، وذى تأثير كبير عن طريق تلبية احتياجات الجالية المسلمة، وتعويض النقص الشديد والواضح فى التأصيل العلمى والشرعي، بين العاملين بالدعوة، خاصة فى ظل التنوع الذى تحظى به البرازيل فى المؤسسات الإسلامية، والتى يصل عددها إلى ١٢٠ مؤسسة، تتنوع بين جمعيات خيرية، ومراكز إسلامية، ومساجد، لكن يجب أن نعى أن البرازيل ليست كغيرها من الدول الأجنبية، التى تعيش فيها أقليات إسلامية، فالميزة هنا أنه لا تفرقة على أساس الجنس أو اللون أو العرق أو الديانة، وإنما يحيا الجميع فى حرية مطلقة، ولا مساس بمعتقدات الآخرين.
■ هل لديكم إحصاء دقيق بأعداد المسلمين فى البرازيل؟ وكيف تقيم أحوالهم بشكل عام؟
- لا توجد إحصاءات دقيقة بأعداد المسلمين، لكننا نعتقد أنهم يصلون إلى ١.٥ مليون فرد، ينتشرون فى مختلف مدن الدولة البرازيلية، ولكن التمركز الرئيس لهم فى ساوبالو، وتليها ولاية ولاية بارانا، أما فيما يتعلق بأحوال هؤلاء المسلمين، فهم يعيشون بحرية تامة، كما أشرنا سلفا، ويتمتعون بممارسة شعائر الإسلام فى أكثر من ١٢٠ مسجدا ومصلى، ولا يعانون إلا من قلة أعداد الوعاظ والدعاة، قياسا على العدد الكبير لهم.
■ وماذا عن التعليم ودور مؤسستكم فيه؟
- المسلمون فى البرازيل، قادرون على إنشاء المدارس، التى تقدم الحياة الإسلامية الصحيحة، وباتت هذه المدارس حاليا، تقدم خدماتها باحترافية عالية، كما أن اتحادنا تمكن من تحقيق نقلة نوعية جيدة فى مجال التعليم الإسلامي، من خلال مشروع يحمل عنوان: «إعرف الإسلام»، الرامى إلى نشر المعرفة بالدين الإسلامى وحضارته وعطائه للبشرية. وننظم الكثير من الفعاليات الميدانية، بالإضافة للمحاضرات والندوات داخل الجامعات والمدارس، والدورات الخاصة فى المراكز الإسلامية، بهدف عرض الإسلام بطريقة حديثة ومبسطة.
■ وما دوركم لما يتعرض له الإسلام من هجمات متتالية ترميه بالشبهات لوأد تأثيره الإيجابى على مجتمعات العالم؟
- بالفعل ننتبه فى الاتحاد إلى كل ما يحاك ضد الإسلام والمسلمين من مؤامرات، ونبذل فى هذا السبيل جهودا كبيرة، تشمل توزيع الكتب الإسلامية باللغة البرتغالية مجانا، على قطاع كبير من البرازيليين، كما نشارك فى ندوات للتعريف بالإسلام، ودحض الشبهات المختلفة، ويتواصل بصفة مستمرة مع وسائل الإعلام المختلفة لبيان صورة الإسلام والتعريف به، كما أن الاتحاد يضم فى عضويته ٤٠ مركزا ومسجدا فى جميع أنحاء البلاد، حيث يقدم المساعدات المتنوعة، ومنها المادية، للكثير من هذه الجهات، إضافة لإقامة الدورات التعليمية ومدها بالكتب وتغطية المساجد التى تحتاج للأئمة.
■ حدثتنا عن أن المسلمين فى البرازيل يعيشون بحرية تامة فكيف ترى الخدمات التى تقدمها الدولة للأقلية المسلمة؟
- يتمتع الاتحاد بشبكة من العلاقات الممتازة مع الدولة البرازيلية على جميع المستويات، ولا توجد أى معوقات فى هذا الجانب، ويبذل الاتحاد الجهود لتعريف أركان مؤسسات الدولة على الدين الإسلامى من خلال الكثير من المناشط، وكذلك يحرص الاتحاد على الحضور والمشاركة فى المناسبات الوطنية المختلفة للدولة البرازيلية، ويضع جميع إمكاناته لتسهيل التواصل بين الدولة وأبناء الجالية المسلمة.
ملف الإرهاب.
■ يعتبر ملف الإرهاب من أكثر القضايا التى تمثل تحديا للمسلمين فى مختلف أنحاء العالم فما دوركم فى مواجهته؟
- لا شك أن الإرهاب أضرّ بمسلمى العالم، وأساء إليهم، وخلق موجة كبيرة من الخوف تجاههم، ونحن لم نقف مكتوفى الأيادى فى مواجهة هذا التحدى الهائل، لذا يحرص الاتحاد على بذل الجهود الكفيلة بتقليل خطر الإرهاب والتطرف على حياة المسلمين الذين يعيشون بسلام فى مختلف المجتمعات، ونسعى فى هذا المجال إلى تعويض نقص التأصيل العلمى والشرعى لدى العاملين بالدعوة، حتى يكونوا قادرين على مواجهة آثار التطرف والإرهاب، ودحض حجج التابعين له، وما يروجونه من أباطيل بحق ديننا الحنيف، وفى هذا الشأن نحن نتخذ الأزهر الشريف، نبراسا وقدوة، ونشترط أن يكون الدعاة التابعين لنا، من خريجى الجامعات الإسلامية، وعلى صلة بالمؤسسات الموثوقة مثل: الأزهر الشريف ووزارات الأوقاف المختلفة، ورابطة العالم الإسلامي.
■ على ذكر الإرهاب ما تأثير «داعش» على صورة الإسلام لدى البرازيليين؟
- لا شك أن تنظيم داعش الإرهابي، أساء بشكل بالغ للمسلمين، ليس أمام البرازيليين فقط، وإنما أمام العالم بأسره، وهو ما تسبب كما أسلفنا فى انتشار حالة مروعة من الإسلاموفوبيا، وفى هذا المجال نحن ندعو الأزهر إلى أن يعاوننا كمراكز إسلامية، وأن يلبى حاجتنا للتعاون معه، من أجل توفير الدعاة المؤهلين للدفاع عن الإسلام، والمسلمين فكريا ودينيا، ومواجهة الفكر المتطرف، وبما يؤهلنا لإيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي.
■ كيف ترى الحلول العملية لمواجهة الـ«الإسلاموفوبيا»؟
- مواجهة هذه الآفة تعتمد على الحوار مع الآخر، والتعايش السلمي، ورفض وإبعاد هؤلاء الذين يثيرون الفتن باسم الدين، وهنا لا بد من تعاون المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامي، وتقوية أواصر التواصل مع المؤسسات الغربية، وأن يكون هناك خطاب ديني يتماشى مع العصر، ويعتمد على الاحترام المتبادل، وعدم التهميش، خاصة أن المناخ العام فى البرازيل، يحتضن الكثير من الثقافات والأديان، فى تعايش سلمى مشهود بين الجميع.
تجديد الخطاب الدينى
■ كيف تقيّمون دعوة رئيس مصر عبدالفتاح السيسى لتجديد الخطاب الديني؟
- الخطاب الدينى يحتاج إلى تجديد، خصوصا ذلك الموجه للغرب، وبلا شك فإن الثوابت لا تتغير ولا تتبدل، لكن التجديد يتناول إنزال هذه النصوص على أرض الواقع، بشكل يتوافق مع متطلبات العصر.
■ استمرارا للحديث عن الأزهر لأهميته العالمية ما المطلوب منه لتعزيز النظرة الإيجابية للإسلام فى العالم؟
- الأزهر الشريف هو المثل الأعلى، والمرجعية الأساسية للمسلمين علميا وشرعيا، والجميع ينتظرون منه زيادة التواصل مع الجالية المسلمة فى البرازيل، وأدعو إلى استمرار الجهود التى بدأت بالفعل من خلال زيارة وكيل الأزهر السابق الدكتور عباس شومان، والدعوة لمؤتمر عالمى للأقليات المسلمة، الذى عقد بدار الإفتاء المصرية العام الماضي، ونطالب باستغلال هذه الرغبة فى التواصل، فى تبنى آلية لتذليل العقبات أمام جاليتنا فى البرازيل، وإنشاء إدارة خاصة لمتابعة جميع احتياجات الأقليات المسلمة فى العالم.
■ يتهمكم البعض بالتركيز على المسائل المتعلقة بالذبح الحلال والابتعاد عن الدعوة فما صحة ذلك؟
- هذه أمور غير صحيحة على الإطلاق، فلدينا إدارة كاملة للشئون الإسلامية، ترعى مشروعات تعليمية، دعوية، وثقافية، وخيرية، ونستعد لتدشين مركز لتعليم اللغة العربية، يشرف عليه الأزهر الشريف، ويأتى هذا فى ضوء المناخ المتميز الذى توفره البرازيل للأقليات من حريات عامة فى البلاد، وهو ما نسعى عبره للكشف عن الوجه الحضارى المشرف للإسلام، وإيضاح حقيقته المتسامحة، فى مواجهة من يحاولون تشويهه، من أعدائه، بالإضافة إلى ذلك نعمل على نشر الثقافة الإسلامية، وفق منهج وسطى معتدل، ونترجم الكتب الاسلامية التى تتماشى وخطه الوسطي، لتوزيعها على جميع الجمعيات والمراكز الإسلامية فى البرازيل، وباقى دول أمريكا اللاتينية، ومن مقاصده وأهدافه كذلك تشجيع حفاظ القرآن الكريم، وكفالتهم والاهتمام بتعمير المساجد، لذا فإن الحديث عن التركيز على الذبح الحلال فقط أمر فيه افتئات على جهود الاتحاد، وظلم له.
■ ما الأنشطة الأخرى التى تقدمها المؤسسات والمنظمات الإسلامية فى البرازيل؟
- تقدم الجمعيات والمنظمات الإسلامية، فى البرازيل وعلى رأسها اتحادنا خدمات اجتماعية متنوعة، كالإفطار الجماعى فى رمضان، وتوزيع اللحوم فى عيد الأضحى على المسلمين المحتاجين، وهو ما يتكلف مبالغ مالية ضخمة نعمل على توفيرها.
■ ما أهمية مركز «سيبال حلال» ودوره فى خدمة المسلمين؟
- المركز الإسلامى البرازيلى للأغذية الحلال «سيبال حلال»، أسسه اتحاد المؤسسات الإسلامية عام ١٩٧٩، ومقره فى ساوباولو، وهو مؤسسة مختصة بالمراقبة الصحية والشرعية، على المذبوحات، وتوجد لديها بنية إدارية، تضم موظفين ودعاة يتابعون عملية الذبح الشرعي، إضافة لمجموعة من نحو ٦٠٠ مهاجر مسلم، من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى البرازيليين المسلمين، الذين يتوزعون على شركات المذابح التابعة لاتحاد المؤسسات الإسلامية، بحيث يعد «سيبال حلال»، مع اتحادنا المعروف اختصارا بـ«فمبراس»، المؤسستين الرائدتين فى تأسيس مفهوم الحلال بالبرازيل.
■ ما أبرز المعوقات التى تواجهونها؟
- لا توجد معوقات خطيرة، وإنما المشكلات اليومية المعتادة، فى أى مجتمع، ونسعى دائما إلى حلها سريعا، ومنها ما يتعرض لها الشباب العربى فى البرازيل، وبخاصة الجدد منهم من مشكلات تخص السكن والحصول على عمل، وتوثيق أوراق الإقامة، كما أننا نهتم بحماية الشباب من الوقوع فى الأنشطة الممنوعة، كما ننسق مع السلطات البرازيلية للإسهام فى حل جميع المشكلات، ومساعدة الراغبين فى العودة إلى بلادهم ماديا حتى يغادروا البرازيل.