السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الأوقاف" تطلق أكاديمية 6 أكتوبر لتدريب وتأهيل الدعاة.. "جمعة": جزء من الحلول غير التقليدية لاسترداد الخطاب الديني.. "البسطويسي": الهدف بناء عقول متفتحة قادرة على تحمل المسئولية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستعد وزارة الأوقاف، خلال شهر أكتوبر الجارى، لافتتاح أكبر أكاديمية لتدريب وتأهيل الدعاة، ضمن خطتها لتجديد الخطاب الدينى، والذى يبدأ من خلال تأهيل نحو 57 ألف إمام، و206 واعظات، مؤكدة الاستمرار فى التأهيل الكامل والجمع بين وسطية الدين الإسلامى المتمثلة فى مناهج الأزهر، ومتطلبات العصر الحديث، وما ينبغى أن يكون عليه الإمام من معرفة وإحاطة ببعض العلوم الأخرى، وتمتلك الأوقاف أكاديميتين فى الوقت الراهن لتأهيل الأئمة إلى جانب العاملين بالهيئة.

أكاديمية العباسية
سعت وزارة الأوقاف، من خلال أكاديميتها الأولى، التى تأسست بمسجد النور بالعباسية، مطلع عام ٢٠١٦، إلى تأهيل عدد من الأئمة، وفق اختبار تحديد مستوى وضعته الوزارة، إلا أن محدودية العدد فرض على الوزارة الاتجاه إلى إنشاء أكاديمية أخرى بمدينة السادس من أكتوبر، تعمل جنبًا إلى جنب فى استيعاب أعداد الأئمة إلى جانب العاملين بهيئة الأوقاف، حيث شهدت دورات قانونية لمحامي الهيئة، بالإضافة إلى ما تم إقراره من دورات تأهيل للأئمة والواعظات على الصحة الإنجابية وغيرها من القضايا المجتمعية.
وتتسع أكاديمية النور الحالية إلى نحو ٥٥٠ دارسا، من خلال قاعاتها الأربع، التى تتسع ثلاثة منها لنحو ٤٥٠ دارسا بمعدل ١٥٠ دارسا، وواحدة لـ١٠٠ دارس.

أكاديمية السادس من أكتوبر
أما الأكاديمية الجديدة بمدينة السادس من أكتوبر، فمجهزة بـ ٩ قاعات تتسع لنحو ٨٦٠ دارسا، و١٠٨ مقيمين، حيث ٤ قاعات صغيرة تحوى الواحدة منها ٤٠ دارسا، و٤ قاعات متوسطة بقدرة استيعابية تبلغ ١٠٠ دارس، وقاعة كبرى تتسع لنحو ٣٠٠ فرد، إلى جانب قاعات الإعاشة والنوم التى تحوى كل ٩ غرف فى كل منها نحو ٤ أسرة، بينما يسع مطعم الأكاديمية ١٥٠ فردًا، ودور كامل للمكاتب الإدارية ورئيس الأكاديمية، وسيتلقى الملتحق بالأكاديمية إقامة كاملة لتجنب أزمة المغتربين والوافدين من الخارج، وتكلف بناؤها ٥٠ مليون جنيه وفق دراسة جدوى أشرفت عليها هيئة الأوقاف.
وتستهدف الأكاديمية، بحسب رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع، تحقيق تكامل بين رؤية التدريب والتأهيل، وخلق مناخ صحى يساعد على إعداد نموذج من الإمام المتميز والمتمتع بجميع المؤهلات التعليمية والتدريبية والنفسية تساعده على مخاطبة الجماهير والتأثير فيهم، بما يساعد على الرقى بمستوى المخاطبين وتحقيق المنشود من الخطب التى تقرها وزارة الأوقاف، وأضاف نعمل على إعداد داعية متكامل فى كل مناحى الحياة وملم بالعلوم المختلفة.
ولفت «طايع» إلى أنه من المقرر أن يتناول الدارس خلال فترة إعداده وتأهيله بالأكاديمية بعض مناهج الأزهر التى تحمل الوسطية، ومن خلال مجلس أمناء يضم علماء النفس والاجتماع والأمن القومي، ومتخصصين فى كل المجالات، وقال نسعى إلى أن نحقق المأمول من التجديد، خاصة أن الأكاديمية قادرة على تحقيق المزيد من الارتقاء والرقي، كما أنها تسعى لتدريب أئمة من خارج مصر لتحقيق التجانس فى الأفكار، فى ظل توافر مبعوثين بالخارج.
وشدد رئيس القطاع الدينى على أن الأكاديمية حدث تاريخى فى مجال التدريب والارتقاء بالمستوى الفكرى للأئمة، خاصة فى ظل توافرها بمثل هذا الحجم الذى من المفترض أن يشاهد خلال افتتاح الأكاديمية بعد الخروج من المساحة الصغيرة والضيقة لمسجد النور بالعباسية، وأنها تقوم على معايير لانتقاء الائمة وفق اختبار تحديد المستوى الذى أجرته الوزارة العام الماضي، مؤكدًا نسعى للبدء من حيث انتهى الاختبار والبناء عليه لتحقيق أفضل مستوى من مستويات إعداد وتأهيل الأئمة، مستنكرًا محاولة البعض الهجوم المستمر على الوزارة بزعم عدم اهتمامها بالأئمة، وأخرى بسعيها للتدريب.

حلول غير تقليدية
كشف وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، عن أن الأكاديمية جزء من الحلول غير التقليدية لاسترداد الخطاب الديني، خاصة أن هناك حاجة لمراجعة شاملة للتراث الفكري، لافتًا إلى أنها تتسع لتشمل جميع الأئمة، كما أنها ستشمل زيارات ميدانية وبعثات إلى خارج مصر، لتدريب الأئمة والواعظات على تجارب تلك الدول من خلال احتكاك مباشر من بينها دولة اليابان.
وقال جمعة، إن الأكاديمية تهدف للتدريب وتجديد الفكر الدينى فى آن واحد، مشيرًا إلى التوسع فى المدارس العلمية والقرآنية والاستفادة بجهود أئمة الأوقاف، لنشر الفكر الوسطى المعتدل البعيد عن الغلو والتشدد بأسلوب عصرى يتماشى مع روحه ومستجداته، وحتى يكون أبناؤنا فى أيدٍ أمينة، وألا نتركهم فريسة للجماعات المتطرفة.

طفرة تثقيف
بينما أكد الشيخ محمد عثمان البسطويسي، مدير عام المساجد الأثرية بالأوقاف، أن الأكاديمية بمثابة طفرة تشهدها الوزارة فى مجال تطوير وتثقيف الإمام، خاصة أن فترة ما بعد ٢٠١٤ وحتى الآن من أشد الفترات التى يشهدها الدعاة وحملتهم أعباء كبيرة، سواء فى التواصل مع جموع الناس، أو مواجهة الفكر المتطرف، أو إعطاء صورة صحيحة عن الإسلام، ومخاطبة الشباب، مشددًا نعول على الوزارة بأن تمد يدها بمزيد من الجهود خلال الفترة المقبلة.
وتابع البسطويسي، الأكاديمية تسعى لتبنى عقول متفتحة قادرة على تحمل مسئوليتها فى المهمة الوطنية التى يحملها الدعاة على غرار الجنود المنتشرين بميادين القتال، فهم إن كانوا يواجهون بالسلاح فنحن نواجه بالكلمة، ونواجه الفكر الهدام بالحجة، مشيرًا إلى أنه ليس من المعقول أن يتم استيعاب العدد الكامل للأئمة، بقدر ما تسعى الوزارة إلى تحقيق استراتيجية تستهدف تقسيمهم على مراحل خلال سنوات عشرٍ مقبلة.
وقال مدير عام المساجد الأثرية، إن الوزارة لا تختزل الأكاديمية على أحد، بل هى باب مفتوح للجميع، فمن يرى فى نفسه المقدرة على مواجهة التطرف، والقدرة على مخاطبة الناس، والتأثير فيهم، فليتقدم عبر الرابط الذى تعلنه الوزارة مع كل دورة تعلن عنها، مؤكدًا نسعى لتحقيق إمام يحمل المصداقية، قادر على مواجهة جميع الظروف.

نهاية دعاة الجمود والتشدد
وأكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن افتتاح أكاديمية أكتوبر من شأنه أن يقضى على دعاة الجمود والتشدد والجهل، بأن يعتلى من لديه خبرة كافية ودراية بما يكون عليه فن الخطاب والتحدث إلى الناس بما يحمى الوطن والأفراد من الفهم الخاطئ أو المتشدد، مشيرًا إلى أن فكرة الأكاديمية تتأسس على القاعدة «ما لا يتم الواجب به فهو واجب»، وأن واجب النهوض بالدعوة وتحقيقها يتطلب رفع كفاءة وقدرة القائمين عليها ليكونوا على دراية بأصول الدعوة الإسلامية ومبادئها العليا، ومواكبين للعصر وتحقيق المصلحة العامة.
وقال الجندى إن تأهيل الأئمة والدعاة وتدريبهم مطلب دينى واجتماعي، من شأنه أن يعود بالنفع على المجتمع ويحقق الاستقرار للوطن، ويحصن أبناءه من خطر الوقوع فريسة للإرهاب والأفكار المتشددة، من خلال إيجاد إمام مدرب يجمع بين الفكر والواقع بمستجداته عاملًا وعالمًا بما يكون عليه الداعية من دعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

إعداد سفراء للخارج
وأكد اللواء شكرى الجندي، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الأزهر والأوقاف، يقومان بجهد كبير فى التصدى لمحاولات إيقاع الفتن ونشر التطرف والتشدد داخل مصر، بما يمتلكانه من علماء هم ذخيرتنا فى تحمل تلك المسئولية التى وضعها الرئيس السيسى على عاتقهم من خلال دعوته لتجديد الخطاب الديني، والأمانة التى وضعها الله فى أعناقهم، وما يمتلكونه من وازع إيمانى وحس وطني، مشيرًا إلى أن التدريب والتعلم فريضة حث عليها الإسلام، ومطالب بها المسلم ما دام يحيا.
وقال الجندي، البعض حاول توجيه دعوة الرئيس إلى غير موضعها، لكن الرئيس كان واضحًا وصريحًا بأنه يريد تغيير فى الآليات والأسلوب الدعوى لا الثوابت الإسلامية، مشيدًا بما تقدمه وزارة الأوقاف من خلال أكاديميتها المتخصصة فى مجال التدريب كونها خطوة صحيحة يجب دعمها لتصحيح صورة الإسلام مما لحق به من تشويه على يد جماعات التطرف، إلى جانب تحقيق دعوة التجديد والمواكبة لتطورات واحتياجات العصر، بل يجب على الوزارة أن تعمل على تفعيل المزيد منها بالمحافظات.
وشدد وكيل دينية النواب، هناك خطر كبير يهدد العالم الإسلامى يجب العمل على تحريره من قبضة العناصر المتشددة والمتطرفة ممثل فى المراكز الإسلامية بالخارج، مشيرًا إلى أن تخريج هؤلاء الدعاة المؤهلين والمدربين يساعد فى ظهور جيل من السفراء والوجهاء الذين يمثلون مصر والأزهر والأوقاف ويساعدون فى تصحيح الصورة المعكوسة والمشوهة للدين الإسلامى والتى يقوم عليها متطرفون ومتشددون.