وصفت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا الاتحادية التي بدأت، اليوم، بأنها بمثابة لبنة جديدة تدعم مسيرة التنامي المستمر فى مسيرة تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة على المستويات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية .
وأشارت الوكالة الروسية إلى ما يعكسه جدول الأعمال المكثف للرئيس السيسي خلال الزيارة من اهتمام ملحوظ من الجانب الروسي بتعميق مجمل العلاقات بين موسكو والقاهرة من خلال اجتماع القمة بين الرئيسين السيسي وبوتين والذي يعد تاسع لقاء بينهما منذ كان الرئيس السيسي وزيرا للدفاع وحتى اللقاء الذى عقده الرئيسان فى القاهرة في نهاية 2017، فضلا عما تتضمنه الزيارة من إلقاء الرئيس السيسي كلمة أمام المجلس الفيدرالي الروسي "الغرفة الأعلى للبرلمان الروسي" كأول رئيس دولة يتحدث أمام هذا المجلس، فضلا عن المحادثات المكثفة مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف ومع كبار المسئولين الروس.
وقالت إن محادثات القمة بين الرئيسين ستركز على سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا على الأصعدة كافة، فضلا عن مواصلة التشاور والتنسيق المكثف حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضافت إن الزيارة المهمة تأتي في وقت تبدو فيه أبواب التعاون بين البلدين آخذة في الاتساع على كافة الأصعدة، الاقتصادية والسياسية ومجالات الدفاع .
ويلفت تقرير الوكالة الروسية إلى أن اللقاءات المتتالية بين الرئيسين السيسي وبوتين سواء في مصر أو روسيا أو على هامش فاعليات دولية قد ظهر تأثيرها بوضوح على العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، فالعلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا شهدت تغيرا ملحوظا منذ 2013 وحتى الآن، فعلى مستوى التبادل التجاري نشطت التجارة بين البلدين في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 6.5 مليار دولار مؤخرا بحسب تصريحات صحفية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، وبهذا احتلت روسيا المرتبة الثامنة في التبادل التجاري مع مصر، بحسب تقرير البنك المركزي.
ويشير تقرير (سبوتنيك) إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين لم يقتصر على التجارة فقط، فقد شهد العام الجاري توقيع اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خلال زيارة وزير التجارة والصناعة المصري السابق لروسيا في مايو السابق.
ويوضح أن هذه الاتفاقية رفعت مستوى التعاون بين مصر وروسيا إلى مستوى جديد، وستعني فرص عمل جديدة واستثمارات روسية في مصر وتوطين الصناعة والتكنولوجيا الروسية في مصر، والانطلاق منها إلى أفريقيا والشرق الأوسط. ويقول التقرير أيضا:" بجانب الزيادة الكمية في التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا، فقد شهد هذا التعاون نقلة نوعية بتوقيع وثيقة يتم بموجبها إعطاء إشارة البدء في مشروع الضبعة النووي، خلال زيارة الرئيس الروسي لمصر في ديسمبر الماضي، لتدخل مصر عصر الطاقة النووية بالتعاون مع الشريك الروسي.
ويؤكد التقرير أن التعاون الاقتصادي بين البلدين لم يكن الوحيد الذي شهد قفزات متتالية في السنوات الخمس الأخيرة، فسياسيا كان الموقف الرسمي المصري الداعي إلى الحفاظ على كيانات الدول وحماية مؤسساتها يتلاقى مع الموقف الروسي.
وهو ما دفع التعاون الإقليمي بين البلدين خاصة في سوريا وليبيا والعراق، وما دعم سياسة الحوار بين أطراف الصراع في سوريا، علاوة على التعاون بين البلدين فى مجالات الدفاع التى تأتى انطلاقا من رغبة مصر فى تحديث ترسانتها العسكرية وتنويع مصادرها، فضلا عما شهده التعاون في هذا المجال من تدريبات عسكرية مشتركة ومنها تدريب "حماة الصداقة" ، مشيرا إلى أن التطورات التي شهدتها العلاقات المصرية الروسية في السنوات الخمس الماضية مهدت الطريق لتطورات جديدة في العلاقات تدعمها لقاءات القمة المتتالية بين الرئيسين المصري والروسي.
