الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

شهادات نواب وسياسيين عاصروا لحظات النصر.. اللواء عبدالهادي رشوان: أديت التحية العسكرية لصائد الدبابات.. شادية خضير: الأهالي خرجوا للمساجد للدعاء للجيش

شهادات نواب وسياسيين
شهادات نواب وسياسيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار شهر أكتوبر، يحتفل المصريون بذكرى الانتصار فى الحرب التى أثبت فيها المقاتل المصرى قوته وعظمته وبسالته، وقدم خلالها دروسًا سطرت بحروف من نور فى سجلات التاريخ، ويشهد لها العالم «المدنيين قبل العسكريين»، وترصد «البوابة نيوز» شهادات نواب برلمان وسياسيين عاصروا حرب أكتوبر المجيدة.






وكشف اللواء عبدالهادى رشوان، مساعد رئيس حزب «حماة الوطن»، لشئون الصعيد، قصة الجندى محمد المصري، صائد الدبابات البسيط، الذى نجح خلال حرب 6 أكتوبر، فى تدمير ٢٧ دبابة للعدو الإسرائيلى، من بينها دبابة قائد لواء مدرع ١٩٠، عساف ياجوري، الذى تم أسره، خلال المعركة بسيناء، وطلب مقابلتى لدى قائد الكتيبة، وعندما رأيته أديت التحية العسكرية له.
وأضاف رشوان، أن البطل محمد المصرى صائد الدبابات، إنسان بسيط لديه كرامة وقوة إرادة، من محافظة البحيرة قرية بدر، ولا يوجد اهتمام من قبل وسائل الإعلام برغم دوره الكبير فى هزيمة سلاح الدبابات الإسرائيلية فى حرب أكتوبر، مطالبًا وسائل الإعلام بتسليط الأضواء عليه لأنه بطل فاعل وله حق على الشعب المصري.


وفى صعيد متصل، تذكرت النائبة شادية خضير، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، يوم ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣، عندما كانت طالبة فى إحدى المراحل التعليمية، قائلة: «كنت فى هذا اليوم إجازة من المدرسة، وكنت فى المنزل بجهز الأكل مع الأسرة للإفطار في شهر رمضان الكريم، بمنطقة الجمالية».
وأضافت، أن والدها كان أمام التليفزيون، وهى كانت فى المطبخ، وتمت إذاعة خبر إعلان الحرب، برغم أن الشعب المصري كله كان فى انتظار هذه الحرب إلا أننا عشنا ٦ ساعات فى قلق كبير، وبعد ٦ ساعات أذاع الرئيس الراحل محمد أنور السادات خبر تقدمنا على العدو الإسرائيلى وتم تدمير خط بارليف، ونشرت جميع الوكالات العالمية والعربية خبر انتصار الجيش المصرى على الجيش الإسرائيلي بشبه جزيرة سيناء، وسادت الفرحة الحقيقية منطقة الجمالية والحسين، وخرج المواطنون إلى الشوارع، وذهبت مع أسرتى لمسجد الحسين للدعاء باستكمال النصر. 
وأكدت عضو لجنة الشئون العربية، أن انتصار حرب أكتوبر، كان مصدر سعادة وفرحة غير عادية لدى الشعب المصري، وشعرنا بالقرابة والقوة المصرية، خاصة بعد إعلان خبر أسر عساف ياجورى قائد اللواء ١٠٩ مدرع التابع للجيش الإسرائيلي، وانتشرت الأغانى الوطنية، وزيادة التلاحم بين الشعب والجيش.
وتابعت: إن جميع المواطنين فى منطقة الجمالية والحسين وحى الأزهر، قاموا بالتوجه إلى المساجد، خاصة مسجد الحسين والأزهر، بعد الإفطار مباشرةً، وتوجهت أنا وأسرتى لمسجد الحسين، وقمنا بالدعاء لمصر والجيش المصرى لاستكمال النصر على العدو الإسرائيلي.


اللواء حسن السيد عضو مجلس النواب، قال إنه كان ضابطًا برتبة ملازم أول مهندس فى الجيش المصرى وقت قيام حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وكان يخدم وقتها فى التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية. وأضاف «السيد» أن مصر أعطت إسرائيل درسًا فى حرب ١٩٧٣ لن تنساه، مؤكدًا أن أى قوة فى العالم تقهر أمام الجندى المصرى الشجاع، وتابع: «فى ست ساعات تم تحطيم الجيش الإسرائيلي».
وأكد عضو مجلس النواب، أن من أسباب انتصار الجيش المصرى فى حرب ٦ أكتوبر هو إعادة بناء القوات المسلحة منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعد نكسة ١٩٦٧، حيث أدت القوات المسلحة المصرية بطولات فردية تثبت أن الجيش المصرى لم يحارب فى ١٩٦٧، وكذلك التخطيط لحرب الاستنزاف التى يذكرها التاريخ، حيث تم تسجيل بطولات فى عمق العدو وعلى خط بارليف يشهد لها العالم المدنيون الاستراتيجيون قبل العسكريين.
وأردف النائب، أن بناء حائط الصواريخ بطول الجبهة أعطانا قوة، حيث منع قوات العدو من العبور غرب القناة، ثم كانت المفاجأة الكبرى للعالم أجمع من خلال الخداع الاستراتيجى الذى خطط له الرئيس الخالد الشهيد أنور السادات، الذى أقنع العالم أن مصر لن تحارب إسرائيل، ومعه أجهزة الدولة، والإعلام المصرى وعلى رأسه الراحل العظيم ثروت عكاشة.
وأشار إلى أن القوات الجوية المصرية حققت إنجازًا تاريخيًا خلال حرب ٦ أكتوبر، حيث تمكنت من إسكات مراكز قيادة العدو والاحتياطيات البعيدة والقريبة، وأثرت فيها بنسبة ٩٠٪، لدرجة أن الذهول فى إسرائيل أصاب الكبير والصغير، وتمكنت بعدها القوات المسلحة المصرية من عبور قناة السويس فى ٦ ساعات بواسطة المراكب المطاطية، وأثرت على النقاط القريبة فى خط بارليف سواء كانت محصنة بأسلحة خفيفة أو متوسطة، والتى مهدت إلى نصب المعديات والكبارى التى عبرت من خلالها الدبابات والقوات البرية الكاملة، حيث تم رفع العلم المصرى وحرق علم العدو.


وفى سياق متصل، قال النائب فايز أبوخضرة، عضو مجلس النواب عن محافظة الشرقية، إنه كان فى الصف الثانى الثانوى وقت قيام حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وكان شاهد عيان على ما حدث، باعتباره ابنا من أبناء مدينة بلبيس بالشرقية التى تضم أكبر قاعدة جوية، وتابع: «كنت عائدا من المدرسة وشاهدت الطائرات تحلق بكثافة فى السماء».
وأضاف «أبوخضرة»، أن ٦ أكتوبر ١٩٧٣ يوم عظيم من أيام الوطنية المصرية، حيث سطرت فيه القوات المسلحة المصرية الباسلة البطولات التاريخية، وأعادت كرامة وعزة المصريين، وجعلت رؤوسهم مرفوعة فى سماء المجد.
وأكد النائب، أن تحطيم خط بارليف أثبت للعالم أجمع قوة وعظمة المصريين، وبطولة وشجاعة المقاتل المصرى الشجاع وقت الأزمات والصعاب.


وفى نفس السياق، قال النائب فايز بركات، عضو مجلس النواب، إن حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ اندلعت بعد ظهور نتيجته فى الثانوية العامة، حيث كان والده يبكى أثناء إذاعة بيانات القوات المسلحة المصرية فى ذلك الوقت. وتابع: «والدى كان يبكى على النصر، والكرامة التى تم استردادها».
وأضاف النائب، أن ٦ كتوبر ١٩٧٣ يوم لن ينساه المصريون جميعًا، حيث أثبتوا للعالم كله قدرتهم على تجاوز الصعاب والمستحيل، وتابع: «حرب ٦ أكتوبر أعادت لنا كرامتنا ومجدنا».


جندى مجند أحمد البيلى.. هذه العبارة هى اسمى لقب نوديت به فى حياتي، كانت أيامًا مشهودة من تاريخ مصر، ومهما حققت نجاحًا مهنيًا أو غير مهنى، يبقى هذا اللقب وسام الفخر الذى أتشرف به.
هكذا بدأ الدكتور «البيلى» أستاذ علم الاجتماع السياسى، حديثه عن ذكرياته بحرب أكتوبر.
وقال: «أنفقت على الجبهة ٦ سنوات من عمرى، كنت أرفض الإجازات، كنت تخرجت قبل الحرب بسنتين، ثم أنهيت جيشى، ولما اندلعت الحرب توجهت إلى مكتب التجنيد للاشتراك فى هذا الكفاح العظيم من دون حتى استدعائى».. مضيفًا: «الحرب أشعلت فى نفوس المصريين روح المشاركة والحماسة حتى السيدات تطوعن فى المستشفيات لعلاج المرضى والجرحى».
وأوضح أن الحرب كشفت الستار عن المؤامرات التى يدبرها الصهاينة والأمريكيون ضد مصر، كما كشفت عن المعدن الأصيل لمصر، هذا المعدن المتمثل فى قوة شبابها، وقدرة شعبها على صناعة المعجزات متى أراد.
وقال: «ما أشبه الليلة بالبارحة.. إن أزمة مصر الآن تكمن فى أن شبابها ليسوا متحدين كما كنا أثناء الحرب، نحن أبناء الجيل الذى أنفق سنوات شبابه لغسل العار، الذين قدمنا شبابنا بين رمال الصحراء، وكلى أمل فى أن يفهم الشباب أن الحياة ليست للخاملين، والإصلاح لن يتحقق على طبق من فضة، بل لا بد من جهد وعرق وتضحيات وأيضًا دماء».