الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد فؤاد المهندس في حواره لـ«البوابة نيوز»: الأستاذ تعرض لـ3 صدمات ومسلسل أصابه بأزمة قلبية.. انفصاله عن شويكار ما زال لغزًا.. وأمي طلبت رؤية «ضرتها» قبل وفاتها

 «الأستاذ» محمد فؤاد
«الأستاذ» محمد فؤاد المهندس في حواره لـ " البوابة "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«المكنة طلعت قماش»، «بلاها نادية خد سوسو»، «فرافيرو أنا جاي»، «أنا مستر إكس»، «كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية»، كلمات سمعناها وحفظناها عن ظهر قلب، وظلت محفورة في وجداننا فترات طويلة وأضحكتنا كثيرًا، هذه الكلمات رددها الفنان الكبير فؤاد المهندس. «البوابة» تلتقي نجل «الأستاذ» محمد فؤاد المهندس، ليفتح معنا صندوق الذكريات ويكشف أسرارًا وأشياء بها لأول مرة.
فإلى نص الحوار..

■ اتسم الفنان الراحل فؤاد المهندس بقدرته على الاستمرارية والتنوع مع كل الأجيال، فكيف استطاع ذلك؟
- هذا السؤال يصف شخصية الأستاذ رحمه الله، لأن فنه كان نظيفًا وخاليًا من الابتذال، وكان لا يحب الخروج عن النص، لأنه كان يعرف أنه يخاطب الذوق المصري بكل أشكاله ولكل الأعمار، للصغير قبل الكبير.
بالإضافة إلى أن «الورق» الذي كان يُكتب له كان جيدًا للغاية، ولا أستطيع أن أغفل جهود الكتاب الكبار الذين ساهموا في صنع نجومية «الأستاذ»، وكان هذا ظاهرًا في مسرحياته وأفلامه ومسلسلاته، وهذه العوامل هي التي جعلت فن فؤاد المهندس يعيش حتى الآن، وسوف يبقى أكثر، ودائمًا كان يقول لنا أنا وأخي: «تركت لكم فني الراقي وهذا ورثي لكم».
■ إلى أي مدى تعب فؤاد المهندس في حياته، وهل شعر بالرضا؟
بالطبع، خاض أبي رحلة طويلة وممتدة، وتعب جدًا في حياته المهنية والشخصية، وفي ذات الوقت سعد للغاية بما فعله، وشعر بتقدير واهتمام من جانب الدولة في نهاية حياته بعد كل الذي حصده.

■ بعيدًا عن «الأستاذ» كفنان، حدثنا عن فؤاد المهندس الأب؟
فؤاد المهندس الأب، كان «موال» كبير، ونادرًا ما يجد أحد مثله، فهو الذي علمنا أنا وإخواتي الحياة بكل معانيها، وعلمني ما هو الصح والخطأ، وكيفية تحمل المسئولية، وأن أكون مسئولًا حتى في الحرف الذي يخرج من فمي وعدم التكبر على أحد والصبر، وكان يقوم بتغيير طريقة تعليمه لنا، وعلى سبيل المثال عندما كنت في الحضانة وإلى نهاية المرحلة الابتدائية عندما كنت أخطأ كان يقوم بتعنيفي وضربي أنا وشقيقي «أحمد»، وخاصة أنا بالأخص لأنني كنت شقيًا للغاية، أما «منة» شقيقتي كان لا يمد يده عليها لأنه كان ضد ضرب البنات نهائيًا.
أما في المراحل العمرية التالية، بعد الابتدائية أصبحت المناقشة أسلوب الحوار بيننا.
■ حدثنا عن الأشخاص الذين أثروا على والدك في حياته المهنية والشخصية؟
بالطبع كان والده ووالدته من أكثر الأشخاص الذين أثروا فيه على المستوى الشخصي، وساهما بشكل كبير في تكوين شخصيته وطباعه، أما على المستوى المهني فالراحل العملاق نجيب الريحاني من الشخصيات التي تأثر بها أبي، إضافة إلى «بابا شارو».

■ ماذا كانت تمثل المرأة في حياة «الأستاذ»؟
المرأة في حياة والدي كانت كل شيء، وهي الحياة والوردة ونسمة الهواء بالنسبة له، فهو كان عاشقًا للمرأة الذكية، وكان يعي جيدًا أهمية المرأة في حياة الرجل، وكان يقول لي دائمًا «مقدرش أعيش من غير حب».
■ رغم أن الفنانة الكبيرة شويكار كانت حب عمره، إلا أن انفصالهما كان لغزًا كبيرًا ما زال يحير الجميع، فما تفسيرك؟
أولا: والدي تزوج مرتين، الأولى كانت من والدتي، وأنجب منها أنا وشقيقي «أحمد»، والأخرى كانت العظيمة شويكار، وأنجب منها «منة»، ولم يكن في حياة والدي إلا أمي وشويكار.
وأقام حول حياته الخاصة سياجًا من السرية التامة، ولغز انفصاله عن شويكار لا أحد يعلمه سواهما، وكل ما أستطيع قوله إن «الأستاذ» استطاع أن يعيش حياته وحياة الشباب بعد انفصاله عن شويكار.

■ هل هناك امرأة استطاعت أن تصدم فؤاد المهندس؟
خضت مع والدي حياة بحالها، ولا توجد امرأة استطاعت أن تصدمه، وعندما أتذكر شريط حياته، أستطيع أن أؤكد أنه لا توجد تلك المرأة مطلقًا. 
■ هل شعرت مع شويكار بشعور زوجة الأب؟
إطلاقًا، فالفنانة الكبيرة شويكار، الله يديم عليها الصحة، تجمعني بها علاقة وطيدة، واسأل عليها باستمرار، حتى في محنة مرضها الأخيرة، ولا أتركها أبدًا، ولا أخفي سرًا أن والدتي، رحمة الله عليها، طلبت مقابلة شويكار قبل موتها، كي توصيها على أبي، وعليّ وعلى إخواتي، وقالت لها: خلي بالك من فؤاد.

■ وما أصعب اللحظات في حياة الأستاذ؟
والدي مر بالعديد من اللحظات الصعبة، وكان أكثرها بسبب مشاكلي في الحياة وعملي عندما كنت صغيرًا، وأيضًا عندما تم وقف مسلسل له كان من المفترض أن يقدمه في السبعينيات، ومن شدة حزنه وتأثره، أصيب بأزمة قلبية في رمضان، وهذه الوعكة أثرت به للغاية، وأيضًا موت سعاد حسني كان من أكثر الصدمات عليه، وأيضًا فراق بهجت قمر من الصدمات الكبرى عليه.
وأنا لا أستطيع ألا أذكر اسم بهجت قمر ويمر مرور الكرام، لأنه كان الصديق الصدوق لأبي، وأعمال «قمر» هي التي أنجحت فؤاد المهندس، لأن «قمر» كان يتنفس أبي أثناء كتاباته.
■ هل تعرض فؤاد المهندس للطعن والخيانة من أشخاص قريبين منه؟
بالفعل تعرض للخيانة، ولكني لا أريد الخوض فيها.
■ لماذا لا نرى مسلسلًا يحكي قصة حياة فؤاد المهندس؟
بالفعل عرض علىَّ العديد من العروض لإنتاج مسلسل لأبي، ولكنى رفضت ذلك تمامًا، لأني رأيت مسلسلات السير الذاتية مليئة بإهانة النجوم، ماعدا «أسهمان وأم كلثوم وطه حسين»، فأنا رفضت كي لا يهان والدي، بالإضافة إلى أن أبي ترك ذكرى جميلة، وأعمالًا فنية عظيمة، وأنا لا أريد تشويه صورته.