الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

خبراء: تنسيق بين أبناء البغدادي وإيران في العراق

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن صحراء الأنبار تُعد قبلة تنظيم داعش فى العراق، بعد طرده العام الماضى من المدن التى كان يسيطر عليها، وهو ما دفع التنظيم لجعل الصحراء منطلقًا لتنفيذ عملياته وأيضًا لتمركزه.
وأضاف النجار، أن داعش اختار صحراء الأنبار غربى العراق لعدة أسباب، أولها أن هناك أطرافًا وجهات وقوى إقليمية خاصة إيران التى تستميت حاليًا فى الحفاظ على ما حققته من نفوذ بالعراق يهمها إعاقة التقارب العراقى العربي، ولذا تضع كل ما من شأنه عرقلة فتح المعابر بين العراق والأردن والسعودية، وهو ما يضع علامات استفهام حول علاقات داعش بإيران، رغم العداء الظاهر بينهما. وحول من يحرك داعش ويموله بعد خسائره وهزائمه ومن فى مصلحته عودة داعش فى العراق من جديد خوفًا على اهتزاز نفوذها كلما مضت الأمور نحو الاستقرار وقلت فرص الفوضى.
ثانيًا، يتطلع تنظيم داعش من خلال سيطرته على الأنبار التى تعتبر أكبر محافظات العراق إلى التسلل والحضور بقوة ومن ثم نشر نشاطه بالأردن.
ثالثًا: يخطط داعش لمواصلة مناوشاته وصولًا للسيطرة على الطريق الدولى باتجاه الحدود العراقية مع الأردن، عبر عمليات خاطفة يقوم بها منطلقًا من صحراء الأنبار المحاذية للطريق الدولي، لايجاد مصدر تمويل للتنظيم عبر التحكم فى تجارة وتهريب المخدرات والسلاح، من خلال الطريق الدولى والتحكم فى بلدة الرطبة الحدودية التى وقعت تحت سيطرة التنظيم فى العام ٢٠١٤، واستخدمها فى نفس النشاط قبل تحريرها. 
وفى السياق ذاته، قال الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل العسكرى والكاتب الصحفى العراقي، إن داعش تنظيم دولى مدعوم من بعض الدول لتنفيذ أجندة معينة لصالح الدول الراعية لهذه الأجندة، وهو يستغل الدين لكى ينفذ ما يريد وهو فى الحقيقه يسئ للدين.
وأضاف الوزان، أن هناك اختلافًا بين التطرف والإرهاب، فالإرهاب هو عادة يكون دوليًا، أما التطرف يكون داخليًا نتيجه عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية، ونجد أن العراق كان يوجد به تطرف دينى لكن ذلك كان لا يؤثر على الدولة، لكن الإرهاب كان عبارة عن يد خارجية تعمل على إسقاط الدول العربية كالعراق وغيرها. وتابع، إن استغلال داعش لصحراء الأنبار أمر منطقي، لأنها أرض واسعة جدًا، وتعتبر الأنبار أكبر المدن العراقية من حيث المساحة، وحدود الأنبار تقع مع الأردن وسوريا والسعودية، كما يستغل داعش صحراء الأنبار التى تتخللها وديان وجبال فى حرب العصابات والفرار والاختباء. 
وأشار إلى أن الصحراء تمثل خطرًا على مدينة الأنبار من الدرجة الأولي، ومحافظتى صلاح الدين ونينوى «شمالا»، لأن هذه المحافظات على حدود الصحراء وضعفها أمنيًا سيكون خطرًا كبيرًا على أمن العاصمة بغداد.
واختتم الوزان، قائلا: «إنه لا يمكن الحد من خطر داعش إلا من خلال تعاون دولى وخطة داخلية مبنية على الوحدة بين العراقيين وإعادة المهجرين الذين بلغ عددهم ٢ مليون شخص، والقضاء على البطالة والابتعاد عن المصالح الشخصية، وكشف الفاسدين».
وأخيرًا، قال الباحث المصرى محمود كمال، نائب الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن تنظيم داعش اتخذ من صحراء الأنبار ملاذًا آمنًا، وإنه سيكون هناك دعم استخباراتي له من قبل قوى الشر لعرقلة أمن واستقرار العراق خاصة بعد انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية.
وأضاف كمال، أن الدول الداعمة لداعش هى «تركيا وقطر وأمريكا وإيران وإسرائيل»، وبعد انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية فى العراق، فإن داعش سيمكث فى الصحراء لاتعاب وإنهاك القوات الأمنية العراقية، وسيلجأ لحرب العصابات، وهو الأسلوب الأنسب له، أما الانتقال لبغداد سيكون صعبًا ولكنه أحد الأهداف.