الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ماذا تريد الدولة من الإعلام؟!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قضية الوعى هى أكثر ما يؤرق الرئيس خوفا على وطن يواجه تحديات وجود، وحماية لأمة على وشك الخروج منتصرة من تهديدات أحاطت بها لسنوات، فكل ما نصنعه يظل تحت التهديد ما لم يكن هناك وعي يحميه هذه هى المعركة التى تشغل عقل الدولة المصرية، لذلك جاءت كلمات الرئيس واضحة ونحن نحتفل بانتصارات أكتوبر، وهو يصف ما جرى فى ٢٥ يناير: علاج خاطئ لتشخيص خاطئ. 
هذه ليست المرة التى يتعرض فيها الرئيس على الهواء مباشرة لمعركة الوعي؛ فقد حذّر من قبل فى منتدى الشباب بالإسماعيلية من الوعى الزائف قائلا عن ٢٥ يناير.
(إنه غضب زائف، بنى على وعى زائف).. إدراك الحقائق هو مهمتنا الكبرى الآن، ومحاربة الشائعات بإعلان الحقيقة هو أقصر الطرق لوأدها، والاحترافية في تناول ومعالجة التحديات والأزمات هو الفريضة الغائبة ولا يمكن أن يتحقق هذا بإعلام هش يعتمد على هواة أو من يبحثون عن مجد شخصى، أو نسب مشاهدة يتم ترجمتها لإعلانات ومكاسب مادية له ولأصحاب المحطة، على حساب الوعى والوطن، هذا ما عانينا منه السنوات الماضية ونتجاوزه الآن.
تبدأ الأزمات من الوعى وتكمن الحلول فى هذه الكلمة أيضا، نحن نحاول أن ننتصر فى معركة جبهاتها متعددة قوامها (الإعلام والمعلومات والوعى) نحن نبنى ونعمر، نشق طرقا جديدة، ونشيد مدنا، ونحفر أنفاقا، ونقيم الكباري وقناطر، ومحطات كهرباء هى الأضخم، مشروعات نتحدى فيها الزمن، والآن نستثمر فى الإنسان، بتعليم جيد بدأنا فى تطويره، وإنفاق غير مسبوق على مشروعات صحية بمبادرات رئاسية، ومسح طبى لأمراض خطيرة يتم على مستوى ٩ محافظات كمرحلة أولى، هذه بنود بناء الإنسان التى تتصدر الأولوية الأولى لأجندة الرئيس والدولة المصرية، فكيف نسوّق لهذه الأجندة وهذه الأولويات هذا هو التحدى للإعلام صحافة وقنوات ومواقع، لقد نجحنا فى معركتنا ضد الإخوان وهم فى السلطة، وطاردناهم وفلولهم، وهم يحملون السلاح ضد الشعب ومؤسسات الدولة خضنا معركة هدم، ولكن الأهم الآن معركة البناء هذا هو الاختبار. 
من رصد عن قرب أَجِد الإعلام تائها، الجميع يجتهد، ولكن المصداقية غائبة، والمهنية تتراجع، والجيل الجديد يعاني التشتت ويفتقد القدوة، وليس لديه رغبة أكيدة للتعلم وبذل الجهد، والمؤسسات تعاني اقتصاديا أعباء مالية حالية، وفواتير سياسية سابقة، فكيف لها أن تنطلق وتخوض معركة البناء، وهى فى حاجة لإصلاح تؤدى مهمتها، ودون هذا الإصلاح ستظل على الحياد أو ربما تلعب دورا سلبيا دون قصد، حقيقة ليس الإعلام وحده المسئول عن الوعي؛ فهناك المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية والرياضية، وكل عناصر القوى الناعمة المصرية التى تنسحب من المواجهة، ولكن يظل الإعلام هو صاحب الكلمة العليا فى المعركة والقادر على صياغة رسائل يومية مباشرة وغير مباشرة، ومخاطبة كل الأعمار والثقافات والتوجهات يوميًا عبر برامج يجب أن تصنع بوعى لتصنع الوعى. 
(سمعت كلامًا مرتبًا كثيرًا لكنه مجرد كلام) هكذا تحدث الرئيس بكل الوضوح فيما يتعلق بالأداء، فكثيرون يجيدون الكلام وقليلون من يجيدون الفعل، وليتنا فى الإعلام والكلمة هي رأسمالنا نجيد استخدام الكلمة والصورة والفكرة فى خدمة الوطن، فمن يمتلكون فن الصناعة أقلية، ومن يزاحمون على صدارة المشهد والصفوف أكثرية، ورغم أن ما يجرى على الأرض وما يحدث فى الواقع يدعو للفخر بلا نفاق إلا أننا عاجزون عن تسويقه.
التجربة المصرية تستحق التصدير، وصبر هذا الشعب لتغيير مصيره وصورته وواقعه ومستقبله يستحق التسجيل والتأريخ، بالتأكيد لا أتحدث عن مواعظ يلقيها علينا مذيع، أو خطب رنانة يهتف بها على الهواء فى وجوه المشاهدين، ولكن بإعلام الحقائق الذي يستند إلى المعلومات ويخاطب عقل ووعى الجمهور قبل مشاعره وعواطفه.