تعتمد استراتيجية التنظيم الدولى للإخوان على المراوغة و«البراجماتية»، فحيثما توجد مصلحة الجماعة، تتولد القيمة والعقيدة، الأمر الذى ينطبق بجلاء على فرع التنظيم باليمن وذراعه السياسية «حزب الإصلاح».
فمنذ نشأة حزب التجمع اليمنى للإصلاح فى ١٩٩٠، وهو معروف بارتباطه الفكرى والنوعى بجماعة الإخوان.
فى ٧ يناير ٢٠١٨، أعلن رئيس الحزب محمد عبدالله اليدومى عدم وجود أى ارتباط يجمع بين الإصلاح وجماعة الإخوان، وذلك فى تصريح ملتوٍ أرجعه الساسة إلى تظاهر تفرضه الأوضاع السياسية بعد الضربات المتلاحقة التى تلقاها الحوثيون آنذاك وتطلع الإخوان للعب دور رئيسى فى المرحلة الحالية.
تلك المصالح هى التى فرضت على «اليدومى» التصريح فى اليوم نفسه أيضًا، بدعم الجماعة للتحالف العربى الذى تقوده السعودية ضد تنظيم الحوثيين فى اليمن، وهو الأمر الذى تتظاهر به الجماعة، لكن ممارساتها على أرض الواقع تخالف تلك التصريحات تمامًا.
وسبق وقام التحالف الدولى باتهام جماعة الإخوان بشكل صريح بالقيام بممارسات هدفها تعطيل التقدم العسكرى الذى أنجزه التحالف.
وفى إطار التلون والتغير التكتيكى الذى تتسم به مواقف الإخوان حيال الأزمة المحتدمة حاليًا باليمن، يقول محمود الطاهر، الباحث فى الشأن اليمنى، إن جماعة الإخوان تبدل مواقفها بما يتناسب مع مصالحها الخاصة، وإن هذه السمة لا ترتبط بإخوان اليمن فقط بل تنطبق أيضًا على إيديولوجية التنظيم وفروعه العالمية بالإضافة إلى قيادته فهم بالأصل ليس لديهم أى مواقف وطنية، مشيرًا إلى أمير قطر، تميم بن حمد والرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
كما وصف «الطاهر» جماعة الإخوان بأنها كالحرباء تتلون على كل الأشكال والأنماط.
