الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إيران وحركة الشباب الصومالية.. للإرهاب وجوه كثيرة

حركة الشباب الصومالية-
حركة الشباب الصومالية- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يحظَ الدعم الإيراني للتنظيمات الإرهابية عمومًا والجماعات المتطرفة في أفريقيا على وجه الخصوص بالتغطية الإعلامية الكافية، والكاشفة لحجم تورط نظام طهران بالتمويل والتسليح، وتقديم الخدمات اللوجستية والاستخباراتية، لعدد من التنظيمات الإرهابية في القارة السمراء.
بالإضافة إلى المساهمة الإيرانية الكبيرة في نشأة تنظيم القاعدة، وتسهيل عبور عناصره إلى جبال كابول وتورا بورا، دعمت طهران التنظيمات الإقليمية والفرعية المرتبطة أيديولوجيًّا وتنظيميًّا بالقاعدة، ومن أبرزها «حركة شباب المجاهدين» في الصومال التي تأسست في العقد الأول من الألفية الجديدة.


ورغم نفي طهران المتكرر دائمًا بعدم وجود علاقة مع حركة الشباب في الصومال، إلا أن أحداث الأيام الأخيرة كشفت عن عُمق العلاقة بين إيران وحركة الشباب، فمؤخرًا صدر تقرير أممي خاص بالعقوبات المفروضة على الصومال، مؤكدًا انتهاك إيران للعقوبات على حركة الشباب التي تستخدم الموانئ والأراضي الإيرانية نقطة عبور لصادرات الفحم الصومالية التي تسيطر عليها الحركة، وتستخدمها في تمويل أنشطتها الإرهابية.
ففي عام 2012 فرضت الأمم المتحدة سلسلة من العقوبات على الصومال وحركة الشباب؛ للحدِّ من أنشطتها الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وشملت تلك العقوبات صادرات الفحم الصومالي لقَطْع التمويل عن الحركة، إلا أن إيران اتخذت طريقًا مغايرًا ضاربة بالقرارات الأممية عرض الحائط، واضعة أراضيها ممرًا لتجارة الفحم الصومالي لإنقاذ حركة الشباب من عثرتها التمويلية.


استخدمت حركة الشباب الأراضي الإيرانية كنقطة عبور لصادرات الفحم الصومالي غير المشروعة، وذلك منذ شهر مارس الماضي؛ حيث مثلت إيران الوجهة الرئيسية للشحنات، التي يتم تفريغها، ووضع عبارة «صنع في إيران»؛ للإيحاء بأن تلك المنتجات ليست صومالية، لتضليل الرأي العام الدولي.
بالإضافة إلى عبارة «صناعة إيرانية» تلجأ الحركة أيضًا إلى استخدام شهادات منشأ مزورة للشحنات تعود إلى جزر القمر وساحل العاج وغانا، وذلك إمعانًا في التضليل، ومحاولة الإفلات من حيز العقوبات.
بعد التزوير في شهادات المنشأ والتصنيع تُحمل أكياس الفحم على زوارق تجارية صغيرة رافعة العلم الإيراني تمهيدًا إلى تصديرها لدول العالم؛ لتجني الحركة أرباحًا كبيرة تُقدَّر بـ150 مليون دولار تقريبًا تُسهم بشكل كبير جدًّا في تمويل الأنشطة الإرهابية للحركة، مقارنة بالمصادر التمويلية الأخرى مثل الضرائب التي تفرضها الحركة، ولا تتعدى 7.5 مليون دولار.
تعتمد العلاقة بين إيران وحركة الشباب الإرهابية على مبدأ «Win-win situation»، أي على تحقيق الطرفين لمكاسب متبادلة، فكما تقدم إيران الدعم لحركة الشباب، نجد أن حركة الشباب الصومالية تدعم إيران أيضًا، ولكن بشكل مختلف، ففي شهر سبتمبر عام 2017 زوَّدت الحركة إيران باليورانيوم من مناجم تسيطر عليها، وذلك في إطار مساعدتها في استئناف برنامجها النووي.

وفي إطار الحديث عن موقف الدولة الصومالية من تمويل إيران لحركة الشباب نجد أنها تستعين بالقوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فعلى سبيل المثال عندما زوَّدت حركة الشباب الصومالية إيران باليورانيوم وجَّه وزير الخارجية الصومالي يوسف جراد عمر رسالة دبلوماسية إلى السفير الأمريكي في الصومال «ستيفن شواترز»، طالب فيها إدارة الرئيس «دونالد ترامب» بتحرك عسكري أمريكي عاجل، وذلك لمنع حركة الشباب المتطرفة من نقل المزيد من اليورانيوم من المناطق التي استولت عليها إلى إيران.