الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل مقتل ربة منزل بالهرم.. الأهالي: الزوج وبناته الثلاث وراء الجريمة.. شاهدة عيان: قتلها خنقًا واحتفظ بجثتها داخل شنطة سفر

تفاصيل مقتل ربة منزل
تفاصيل مقتل ربة منزل بالهرم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أب وثلاث بنات».. قرروا التخلص من الأم فى واقعة أغرب من الخيال، لما تحمله فى طياتها من تجرد لكل معانى الإنسانية والعشرة، ومدى خطورة التفكك الأسرى فى تدمير الأسرة والمجتمع على حد سواء؛ حيث أقدم فرد أمن على قتل طليقته، ووضعها فى شنطة سفر أمام بناته الثلاث، والعيش بطريقة عادية فى المنزل لمدة ٦ أيام كاملة، والتعامل مع الناس كأنه شىء لم يكن وإشعال البخور باستمرار للتغطية على رائحة الجثة، والأغرب هو قدرة البنات التى لم تتعد أكبرهن الخمسة عشر عاما، الصمت أمام قتل والدتهم. 

تفاصيل تلك الجريمة النكراء التى تدعو إلى سرعة التصدى لظاهرة التفكك الأسرى ومعالجتها، يرويها أهالى المنطقة.
«إزاى البنات هانت عليهم أمهم، كانوا عارفين أن جثتها معاهم فى الشقة وتعايشوا مع الوضع».. هكذا بدأت «أم ندي» إحدى الجيران، تروى تفاصيل الفترة التى سبقت مقتل كوافيرة فى العقد الرابع من العمر، على يد زوجها بعزبة جبريل بمنطقة فيصل قائلة: «ياسمين حضرت مع زوجها وبناتها الثلاث»، لؤلؤة البالغة من العمر ١٥ عاما، فيروز ١٤ عاما، ياسمين ٨ سنوات، «منذ ٧ أشهر»، وقاموا بتأجير شقة فى الدور الأول، حياتهم كانت عادية، الزوجة تخرج كل يوم الساعة الواحدة ظهرا، لتعمل فى الكوافير الخاص بها بمنطقة الطوابق، ومن ثم تعود فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ومن حين لآخر كانت تتصل على هاتفى للاطمئنان على البنات، كانت طيبة ومحترمة والناس كلها فى المنطقة بتحبها.

تستكمل قائلة: «لم تستمر حياتهم على هذا الوضع كثيرا، فبعد ما يقرب من ٣ أشهر حدث بين الزوجين الكثير من المشاكل بسبب تصرفات ابنتها الوسطى «فيروز» صاحبة ١٤ عاما؛ فقد كانت متحررة وتخرج بملابس مكشوفة، مما دفع والدتها للتشاجر معها أكثر من مرة، ولكن والدها «المتهم» كان له رأى آخر؛ فهو لم يعترض يوما على طريقة ابنته، بل كان يتشاجر مع زوجته فى حال تعديها على الفتاة مرددا «سبيها تعمل إلى هى عوزاه»، تطورت المشاكل بينهما حتى انفصلا، وحصلت الزوجة على الطلاق، وأخذ زوجها متعلقاته وغادر المنطقة.
تضيف «أم ندى» بعدها حاولت الزوجة المجنى عليها إعادة تقويم بناتها، ومنعهن من التصرف بحرية زائدة، وبخاصة «فيروز»؛ لأنها كانت سبب الكثير من المشاكل داخل منزلهم، فالفتاة كانت تستغل ذهاب والدتها للعمل ومن ثم تخرج بعدها مباشرة، وتمكث خارج المنزل لساعات، وتعود قبل عودة والدتها، ليس هذا فقط، بل الفتاة رغم صغر سنها، إلا أنها كانت السبب فى نشوب مشاجرة بين عدد من شباب المنطقة منذ فترة، مما دفع والدتها إلى اصطحابها للعمل معها فى الكوافير.
تلتقط إحدى الجيران طرف الحديث، قائلة: «أم فيروز كانت بتحاول تحافظ على بناتها، لكن زوجها مكنش عاجبه الوضع، هو نفسه كانت تصرفاته غريبة، كان سايب زوجته تشتغل وتنفق على المنزل فى الفترة الأخيرة، كما أنه اعتاد أخذ المال منها لشراء المخدرات بعد تركه العمل قبل الواقعة بشهرين، ليس هذا فقط، بل كان يطلب من زوجته المال، ويخبرها أنه سيشترى للفتيات المستلزمات الدراسية، وسيدفع ثمن الدروس، ولكن هذا على خلاف الحقيقة؛ فقد كان يحتفظ بها لنفسه، كما أن ابنته «فيروز» لم تذهب للمدرسة لمدة عام وكانت تكذب عليهم.

وعن يوم الواقعة تؤكد «أم هبة» أنها شاهدت المجنى عليها يوم الأربعاء الماضى، قد ذهبت لعملها، وعادت فى آخر الليل «دى كانت آخر مرة شوفتها فيها»، مر يومان ولم أرها، وقد حضر زوجها للإقامة مع الفتيات فى الشقة، تعجبت من الأمر، فسألت إحدى بناتها فردت قائلة: «ماما راحت تعمل مكياج لعروسة فى أكتوبر»، فى اليوم الثالث بدأنا نشم رائحة كريهة لم نكن نعلم مصدرها، وعندما اقتربنا من الشقة ازدادت الرائحة، فسألت زوجها عن السبب فأكد أنها أكياس القمامة وسيقوم بإلقائها».

تضيف: «فى اليوم الرابع لم تختف الرائحة كما أننا لاحظنا بأن المتهم وبناته يقومون ببيع عفش الشقة كله، كما أن الفتاة الصغيرة كانت تحضر لشراء البخور بكميات كبيرة، وفى إحدى المرات تحدثت معها: «طيب خدى كيكة بدل البخور فردت لا البخور أهم دلوقتي»، وقد عرض على شراء شاشة التليفزيون، فانتابنى الشك وطلبت منه رؤيتها، وعندما دخلت الشقة ازدادت الرائحة، فاتصلت بشقيقة زوجى «التى قامت بتأجير الشقة للمجنى عليها»، وطلبت منها الحضور سريعا، مؤكدة لها أن هناك شيئا خطأ يحدث فى الشقة.
تستطرد الجارة حديثها: «بعدها أدركنا أنه تخلص من زوجته، فأكدت له شقيقه زوجى أنه قام بقتل زوجته، ارتبك كثيرا وذهب نحو الغرفة وأمسك بمقبض الباب، فحاولنا فتحها، وحينها وجدنا شنطة سفر وبفتحها عثرنا على جثة المجنى عليها بداخلها دون ملابس».
كان قسم شرطة الهرم برئاسة المقدم محمد الصغير، قد تلقى بلاغًا من الأهالى يفيد بقيام فرد أمن بقتل زوجته بدائرة القسم، وبانتقال قوة من مباحث القسم تبين أن الأهالى يتحفظون على «محمد» فرد أمن خاص، وبعمل التحريات وسؤال الأهالي، تبين أن المتهم قام بقتل زوجته منذ أكثر من ٥ أيام خنقًا ووضعها فى شنطة سفر داخل إحدى الغرف بالمنزل، ويعيش معه بناته الثلاث: «لؤلؤه» ١٥ سنة، و«فيروز» ١٤ سنة، و«ياسمين» ٨ سنوات، وتم اقتياد الجميع إلى قسم الشرطة واعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.