الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء يحذرون: الأمن الغذائي المصري "في خطر".. والمطالبة بقصر تصاريح محال تجارة السماد على خريجي "الزراعة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستورد مصر استهلاكها من الأسمدة المُركبة بواقع ١٢٠ ألف طن سنويًا من هولندا وبلجيكا والأردن، والخطير فى الأمر أن حوالى ٦٣٪ من الأسمدة المُركبة الموجودة فى السوق المصرية مغشوشة.


ويؤكد الدكتور سعيد خليل، الخبير الزراعى ورئيس قسم التحوّل الوراثى بالبحوث الزراعية، أنه بمتابعة ضبطيات شرطة المسطحات المائية ومباحث التموين من الأسمدة المركبة ومقارنتها بالأرقام الرسمية المُعلن عنها فى الاستيراد سنويًا يتضح أن النسبة الأكبر من أنواع تلك الأسمدة مغشوشة، ومصدرها إما مصانع «بير السلم» أو دخلت البلاد عبر التهريب.
ويُضيف خليل، أن ارتفاع أسعار الأسمدة المُركبة المستوردة، الذى يتراوح بين ١٨ إلى ٢٧ ألف جنيه للطن الواحد، إثر تحرير سعر الدولار فى ٢٠١٦، نتج عنه انتشار غير مسبوق لورش ومصانع «بير السلم» لإنتاج أسمدة مُركبة أرخص سعرًا، خاصة فى أنواع أسمدة ٣١٣٤٦ «الأجرموت» و٦٦٤٣ وغيرهما من الأنواع التى يتم غشها عن طريق إضافة بودرة بلاط أو يوريا، على الرغم من أنها من الأسمدة الأهم من حيث مساعدتها فى النمو الخضرى والثمرى للفاكهة البُستانية.
ويُشير رئيس قسم التحوّل الوراثى بالبحوث الزراعية، إلى أن المناطق المستصلحة حديثًا تُعد الأكثر عرضة للمغشوش كونها تستخدم الأسمدة المُركبة عن الأسمدة الأُحادية بكميات كبيرة.
كما أن بعض الشركات تتجه إلى غش نسب الأسمدة.
ويطالب بضرورة زيادة عدد المفتشين الزراعيين وتدريبهم لمواجهة الأسمدة المغشوشة.
ويضيف أن اقتصار تصاريح محال بيع الأسمدة على الحاصلين على بكالوريوس زراعة بعد حصولهم على دورات تدريبية تنظمها وزارة الزراعة.


خليل المالكي، أستاذ المبيدات ووقاية النبات بمركز البحوث الزراعية، يقول إنه فى حالة استخدام المزارع أسمدة مُركبة مغشوشة يفقد جزءًا كبيرًا من محصوله أو مواصفات الثمار المطلوبة، لأنه يستخدم مثلًا المخصبات التى تحتوى على نسبة نيتروجين مُرتفعة قبل الإثمار أما فترة الإثمار فيستخدم أسمدة تكون نسبة النيتروجين بها قليلة ونسبة البوتاسيوم مرتفعة وذلك لزيادة حجم الثمرة.
ويُضيف المالكي، أن ارتفاع تكاليف تحاليل الأسمدة قبل استخدامها من قِبل المزارعين يمنعهم من التأكد من صحة النسب المدونة على أغلفة تلك الأسمدة.
ويشير إلى أنه عندما يتم خلط بعض المبيدات بأسمدة ومخصبات مغشوشة وملعوب فى نسب تكوينها كالأسمدة المخلبية، كالحديد والمنجنيز المخلبي، فى محاولة من المزارعين لتوفير تكاليف «الرش»، تقع مخاطر وكوارث ليس فقط على التربة الزراعية بل على ثمار المحاصيل، وهو ما يُشكل خطرًا على الصحة العامة.


ويوضح الدكتور عبدالعليم متولى، أستاذ المحاصيل الزراعية بجامعة القاهرة، أن الأسمدة تستخدم فى الأساس لتعويض النقص فى بعض العناصر الغذائية التى تحتاجها التربة، وأنه فى حالة استخدام المغشوش فإن الأضرار تتمثل فى: عدم الوصول للهدف المراد منها وقلة إنتاجية الفدان.
ويوضح متولى، أن الأسمدة الفوسفاتية تحتوى على عنصر الفوسفور بطيء التحلُل الذى يستمر من ٤٥ يومًا إلى أربعة أشهُر فى التربة الزراعية وهو المسئول عن خروج الشعيرات الجذرية للنباتات، وأيضًا عن امتصاص جميع العناصر الغذائية. وفى حالة إضافة أسمدة فوسفاتية مغشوشة قبل الزراعة تتعرض التربة لضرر بالغ، وقد تتغير تركيبتها، فتبور وتغدو غير صالحة للاستزراع.
وينوّه أستاذ المحاصيل الزراعية، إلى أن الأسمدة المغشوشة يترتب عليها أيضًا نتائج سلبية للتربية، وذلك فى حالة احتوائها على عناصر سامة أو مجهولة المصدر، كما أنه فى حالة امتصاص المحاصيل لتلك العناصر ينتج عنها ضرر جسيم لمستخدميها كونها تنتقل بصورة غير مباشرة إلى الإنسان.