الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

اميل لبيب يكتب: الكشف المبكر

اميل لبيب
اميل لبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الاكتشاف المبكر لأى مرض أو مشكلة يسهم بقدر كبير فى التعامل معها واحتوائها والقضاء عليها قبل أن تتفاقم أو تسبب مضاعفات وأعراض يصعب التعامل معها.
بالمثل التدخل المبكر مع أى اضطراب يعانى منه الطفل يساعد فى تعديل سلوكه وتنمية مهاراته التى تساعده فى أن يعيش حياة أقرب ما تكون من حياة الطفل الطبيعى.
ويحدث فى بعض الأحيان نتيجة اهتمام الوالدين بتأهيل ابنهم يحدث أن يتقدم الطفل ذو القدرات الخاصة على الطفل الطبيعى غير المعتنى به أو المهمل فى تربيته وتنشئته.
إنكار الوالدين يعتبر أهم عقبة تقف أمام اكتشاف الطفل والتشخيص المبكر لحالته الصحية أو احتياجه لرعاية اهتمام وتدريب خاص بناء على ما يعانى منه.
وفى محاولة للمناورة أو الإنكار على أمل أن يكون توقعهم حقيقى ويردد الوالدان عبارات:
. الولد زى الفل مش عايزين نفول عليه
. الولد زى باقى الأطفال لكنه شقى شوية
. محدش فاهمه أو عارف يتعامل معاه
وفى سبيل تحقيق ما ينكره الوالدان يقومان بسلوكيات غير واعية لإثبات أن الطفل طبيعى.. أذكر فى إحدى المرات التى قمت بعمل اختبار ذكاء لطفلة عمرها 6 سنوات وكانت النتيجة وقوعها فى فئة التخلف العقلى الشديد، كان واضحا من سلوكيات البنت قبل إجراء الاختبار ان هناك خللا عقليا واضحا، ظل والداها ينكرانه ويضغطان على الصغيرة لتمارس حياة وسلوكيات لا تتوافق مع قدراتها العقلية.
إحدى صعوبات العمل مع الأطفال، محاولة تقديم الإرشاد لآبائهم بطريقه تراعى إحساسهم بالصدمة وخيبة الأمل والإحباط فى مواجهة حقيقة سيتحملون تبعياتها طوال سنوات عمر الطفل.
رفض والد الطفلة اقتراح تحويلها لمدرسة لذوى القدرات الخاصة، وصمم استكمال دراستها فى مدرستها الخاصة ذات المصروفات ولديه آمال فى أن تصل البنت إلى المرحلة الثانوية وتدخل الجامعة مثل إخواتها الأكبر
ربما يحدث فى بعض الأحوال أن يحقق بعض الأطفال من القدرات الخاصة فى فرع او اثنين من التعليم الأكاديمى، وهو أمر غير شائع.. هذا التفوق الذى يقارب مستوى الأشخاص الطبيعيين، يصل إليه الطفل من خلال برامج تعليمية وتأهيلية خاصة لا تتوفر فى المدارس أو المعلمين العاديين، فهو يحتاج برامج تعليمية خاصة، تطبق من خلال معلم مؤهل علميا وعمليا للتعامل مع احتياجات الطفل المختلفة، المختلفة عن احتياج الطفل الطبيعى.
إنكار الأهل ورفضهم لطبيعة اضطراب الطفل يضيع سنوات مهمة كان يمكن استثمارها قبل أن يشتد اضطرابه ويشكل عادات سلوكية بمرور السنين تحتاج لمجهود كان يمكن توفيره لو كان تم التعامل معه مبكرا.
الأمر الثانى الذى يمثل عائقا فى تطور التعامل مع اضطرابات الأطفال هو اللجوء لغير المتخصصين أو مدعى العلم والخبرة فى مجال التربية الخاصة.. البعض يستحل الرزق من ألم ومعاناة الناس.. وهو ربح ورزق قبيح يدخل لجيوب هؤلاء الناس عن طريق استغلالهم لظروف أطفال وآباء يحتاجون من يتعامل معهم كسند وداعم فى مشكلة حياة ومستقبل طفل، ويتعامل هؤلاء المستغلين مع هذه الحالات باعتبار أنها "سبوبة" أو "باب للرزق" كيف يغلقه أو يترك غيره التربح منه.
الإخصائى الأمين الصادق هو من يقدم تقريرا يطابق حالة الطفل، حتى لو كانت النتائج صادمة للوالدين.. بدون مجاملات أو تجميل للحقيقة بطريقة يوهم بها الوالدين أن هناك تقدما أو تأخرا فى حالة الطفل لصالح استرزاق الإخصائى واستمرار استنزافه للأهل باعتبار أن الطفل يحتاج لعدد من الجلسات والعمل حتى يتعدل سلوكه أو تنمى مهاراته.