الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"البوابة".. انطلاقة مختلفة وأمل جديد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بدأ حلمي بالحرية يتفتح مع مطالبات أبناء جيلي بالتغيير طوال العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، لذلك شاركنا منذ اليوم الأول في انتفاضة ٢٥ يناير ٢٠١١ بحماس وشجاعة وقوة لا حدود لها، آملين ليس فقط بتغيير واقع لم يكن يليق بمصر ولا بنا، بل بصنع مستقبل يليق بحلمنا وبتاريخ مصر العريق

كنا شبابا بلا خبرة لا نملك سوى حماسنا وحبنا لوطننا وحلمنا بغد مختلف 

لم يكن بيننا قيادة واعية ولم نمتلك إطارا منظما لحركتنا لم نملك ساعتها سوى التضحية من أجل حلمنا، لم نكن نجيد لغة الحسابات أو المصالح المعقدة والمتشابكة، داخليا وخارجيا

وسرعان ما انكشف المشهد مبكرًا أمامنا بفضل تربيتي في بيت سياسي، رأيت طيور الظلام تحلق أمامي فوق ميدان الحرية- ميدان التحرير- تحاول أن تحكم قبضتها على حلمنا، حلمنا بمصر التي نريدها بلدا للحرية والكرامة والمدنية الحديثة

وللأسف تمكنت تلك الخفافيش من خطف وإجهاض حلمنا، عدت إلى بيتي، مثل كثيرين غيري، بخيبة أمل وحزن شديدين على من استشهد من «أبناء حلمي»، ولم يكن باستطاعتي وقتها سوى أن أكرم ذكراهم، فنزلت أنا وأختي، رفيقة دربي وتوأمي في الميدان «شاهندة»، عدنا إلى ميدان التحرير وزرعنا شجرة الشهداء- هكذا أطلقنا عليها- وعلقنا عليها صورا لخيرة شباب هذا الوطن الذين حلموا معنا واستشهدوا في سبيل الحلم

لم أفقد الأمل، حتى عندما خدع الإخوان الجميع ووصلوا إلى السلطة، وطوال العام الأسود الذى حكموا فيه مصر، وكنت على ثقة كبيرة في ذكاء هذا الشعب العظيم، وكنت دائما أقول لنفسي: إنه لن تنطلي على الشعب الضاربة جذوره في التاريخ آلاف السنين، تلك الخدعة طويلًا

وبالفعل جاءت ثورة ٣٠ يونيه العظيمة استكمالا لما بدأناه بنيات طيبة في ٢٥ يناير ٢٠١١، وعاد إلينا الأمل من جديد واسترددنا حلمنا بعد أن قرأنا المشهد جيدًا فملأنا الشوارع والميادين وهتفنا جميعا بسقوط «حكم المرشد» والتنظيم العميل

وكعادته، لم يخلف الجيش المصري، عهده معنا ولم يخيب ظننا به، فكان معنا وحمانا وحمى ثورتنا منذ اللحظة الأولى حتى انتصارها.. وتخلصنا من حكم الجماعة الإرهابية، وبدأ فصل جديد من تاريخ مصر، التي حلمنا بها تحت قيادة سياسية واعية تدرك حجم التحديات التي تحيط بالوطن

لقد بدأت عملي الصحفي في عام ٢٠٠٨ بمجلة أكتوبر مرورًا بمؤسسة الأهرام العريقة من خلال الجريدة اليومية، ثم مجلة الأهرام العربي، وطوال عشرية من السنوات وأنا أحلم بصحافة مختلفة تكون نبضًا للشارع وحلقة وصل بين المواطن والقيادة السياسية

صحافة تنوير واستنارة تحارب التطرف والإرهاب بكل صوره، ترسم صورة واقعية لمشاكلنا وتقدم حلولا منطقية لأزماتنا، لا تسعى للإثارة أو نشر الشائعات، تحترم الرأي والرأي الآخر دون ابتذال أو تجريح، يجد فيها أبناء جيلي- جيل الشباب- همومهم ومشاكلهم وأحلامهم، تحلم بوطن متحضر وفكر واع ومستقبل أفضل

عشت تجربة البوابة منذ مولدها وعاصرت نجاحها لحظة بلحظة وشاركت في مواقفها الصحفية من أجل الحفاظ على الوطن

جاءت الفرصة وتم اختياري «رئيس تحرير تنفيذي» لجريدة وموقع البوابة. أعلم أن المسئولية ثقيلة وأعلم أيضا أننا في مرحلة دقيقة من عمر الوطن ولكنني أتطلع لتقديم تجربة صحفية متميزة بمشاركة خيرة أبناء جيلى من شباب البوابة الواعدين، الذين لا يقف دورهم عند الدعم فقط، بل سيصنعون معي خطوة بخطوة وكلمة بكلمة هذه التجربة، معتمدين على مساندة كبرى من قيادات مخضرمة، قل إن تجد مثيلها في مؤسسات عديدة

نقطة أخرى أود أن أشير إليها وأظنها ستكون حاضرة بقوة في تجربتي هذه، التي أطمح في تقديمها، وهى أنني في هذه التجربة سأنحاز لـ«تاء التأنيث»- المرأة- فسوف تكون البوابة منبرًا للمرأة المصرية والعربية بعيدا عن الإسفاف والمتاجرة بمشاكلها، وإذا كنت أحلم وأصر على نجاح تجربتي والتمس لذلك كل السبل، فلم يكن هناك أفضل من أن تكون هذه الانطلاقة في ذكرى العبور والنصر.. تيمنا بعطر نصر أكتوبر الذى يحيط بنا في ذكراه الخامسة والأربعين

لقد سعيت واجتهدت قدر استطاعتي أنا وزملائي من جيل الشباب، وأتمنى أن يوفقني الله ويعينني على تلك المهمة، وأن نكون صوتًا حرًا وقلمًا راشدًا ومسئولًا، يساهم في بناء وطن للحرية والعدالة والحداثة

Daliaabdelrhim88@gmail.com