الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تدشين الكنائس في الأرثوذكسية كيف يتم وما الهدف منه؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منتصف سبتمبر الماضي، رحلة رعوية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يزور البابا تواضروس فى رحلته الرعوية الإيبارشيات والكنائس هناك.
ودشن البابا، حتى الآن، 7 كنائس ومذابح وأيقونات، خلال رحلته الحالية للولايات المتحدة، وهى كنيسة القديسة هيلانة والقديسة أناسيمون بكوينا، وكنيسة العائلة المقدسة باتلبورو، ماساتشوسيتى ببوسطن، ومذبح وأيقونات كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا موسى الأسود بتانوندا نيويورك، ومذابح وأيقونات كنيسة السيدة العذراء والشهيد مارمينا بساركيوس، نيويورك، ومذبح وأيقونات كنيسة السيدة العذراء والشهيد مار جرجس بأولباني، وكنيسة القديس أبانوب والأنبا أنطونيوس بنيوجيرسي، وكنيسة البابا كيرلس السادس والأرشيدياكون حبيب جرجس بواشنطن تاون شيب، نيوچيرسي.
وكان البابا تواضروس شرح فى أحد لقائاته طقس التدشين، موضحا أنه يعتبر يوم ميلاد الكنيسة، ويتم مرة واحدة فى عمر الكنيسة، وفيه يتم البدء بصلاة الشكر، ثم تقرأ المزامير ويصلى المزمور والإنجيل، وبعد تلك الأواشى «صلاة باللغة القبطية»، وهى سبعة أواشى «أوشية من أجل المرضى والمسافرين والراقدين «الأموات»، وأهوية السماء «الزروع والمياه»، ورئيس الأرض والموعوظين «المشتاقين لمعرفة الله»، والقرابين «ما يقدم لله»، ثم تبدأ عملية التدشين.
كما يشارك الشعب فى التدشين عن طريق المردات فى الصلاة على ثلاث مراحل، الأولى فى بداية صلاة التدشين، ويقول الشعب «يارب ارحم»، والثانية فى نهاية صلاة التدشين، ويقول الشعب «يستجيب الرب»، أما الثالثة، فتكون بعد صب زيت الميرون على المذبح، ونعطى اسما للمذبح، وهذا مثل شهادة الميلاد للطفل المولود الجديد ويقول الشعب هللويا «الفرح».
وبعد أن نصب زيت الميرون يمسح المذبح كله، وبهذا يمكن التأكيد على أنه أصبح مذبحًا مدشنًا للرب، وبعد ذلك تدشن الأيقونة الشرقية ثم تدشن باقى أيقونات الكنيسة، وتدشن المعمودية، وأى معمودية تدشن على اسم يوحنا المعمدان.

طريقة التدشين
ويوضح القس يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوى بالمنيا الجديدة، وأستاذ القانون الكنسى بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية، معنى كلمة «تدشين»، قائلا، إنه يتم تخصيص أو تكريس أشياء معينة، مثل الكنائس والمعموديات، وحتى الأوانى التى تستخدم فى الكنيسة، ولا يتم استخدامها سوى فى خدمة الله. وعن طريقة التدشين، يقول كاهن كنيسة الأنبا بيشوي، إنه يتم بالدهن بزيت الميرون المقدس والصلاة طوال الليل، وتتم قراءات من الكتاب المقدس والمزامير وبعض الرسائل من الكتاب المقدس، وكذلك الطلبات والقطع الخاصة بالتدشين، ثم تتم تسمية بناء الهيكل على اسم السيدة العذراء مريم، أو أحد القديسين أو الشهداء، ورشه بالماء المقدس ومسحه بالميرون المقدس أيضا، وهو زيت عطرى يستخدم فى طقوس الكنيسة، ومنها المعمودية والتدشين.
ويصنع الميرون من زيوت معينة تخلط بالأطياب التى قدمت عند كفن السيد المسيح، وهناك بعض المواد التى تضاف له.

سبب التدشين ليلا
يكون التدشين ليلا، لأن ترتيب طقس التدشين يبدأ بعد رفع بخور عشية بتسبيحة نصف الليل، فنقول «قوموا يا بنى النور»، فإنه وإن كان نصف الليل لم يحل بعد، لكن بتدشين الكنيسة ننطلق من وسط العالم الذى وضع فى الشرير، وقد سادته ظلمة الخطية.
ويعلن الكتاب المقدس فى سفر التكوين، كيف أن روح الرب كانت ترف فوق المياه، وبعدها نقرأ كيف أن الرب خلق العالم ورأى الله أن كل شيء حسنًا فالخليقة كّلها تمجّد الله.
فالكنيسة الأرثوذكسية تحيط بالاحترام والمحبة كل شيء خلقه الله، وهذا ما تعبر عنه كنيستنا بطريقة فريدة فى ليتورجيتها وهندسة كنائسها، وشكل المذبح المقدس أو عرش الأسقف والمنبر المقدس، وجميع الأدوات التى تستعملها فى العبادة، كالأوانى المقدسة والشموع والبخور والزيت والقربان وسواها.
وعن الصلوات التى يصليها البابا أو الأب الأسقف أثناء التدشين، فقد تم اختيار صلوات التدشين على ثلاثة أسس هامة وهي: الأساس الكتابي، حيث تذكر الكنيسة الأرثوذكسية أن مرجعها الكتابى فى عمل الأيقونة، وكأنها ترفع أذهان المؤمنين أن يراجعوا فى الكتاب كل الزينة والنقوش والصور والمثالات التى صنعها كل من موسى وسليمان عند بناء بيت الله، سواء أيام أن كان خيمة، أو عندما بنى كحجارة.
أما الأساس اللاهوتي، فتبرز الكنيسة أن الأساس «الخريسيتولوجي» الذى تبنى عليه الكنائس وما فيها هو ظهور الابن الوحيد وتجسده.
ثم أساس عمل الروح القدس، حيث تتم صلاة تلك القطعة التى تقول «من أجل هذا نسأل ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحك القدوس على هذه الصور التى للقديسين أو «للشهداء».
ثم يقوم الأسقف برشم الأيقونات أو مبنى الكنيسة أو جرن المعمودية بالميرون، وينفخ فيها نفخة الروح القدس قائلا: «فليكونوا ميناء الخلاص.. ميناء ثبات.. لكى مَنْ يتقدم إليهم بأمانة «بإيمان صادق» ينال نعمة من الله بواسطتهم لمغفرة الخطايا».

مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس
تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس، إذ عندما يلتف المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم، ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركونه.
وأغلب الكنائس الشرقية لا تسمح سوى للبابا «البطريرك أو الأب الأسقف» بتكريس المذبح ودهنه بالزيت المقدس، سوى الكنيسة السريانية الشرقية والغربية، التى تتيح أحيانا للكاهن أن يتمم التدشين للكنائس، إذا حال ضيق الوقت دون أن يكمل الأب الأسقف هذا التدشين، أما طائفة السريان الموارنة، فيوكلون إلى الخور أبيسكوبوس تقديس المذابح، ما يوضح الاختلافات بين الكنائس.