الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم الشرف.. دماء على فراش الزوجية.. قانوني: 3 سنوات سجنًا عقوبة قاتل زوجته الخائنة.. والمرأة تعاقب بـ"المؤبد أو الإعدام".. وتحريك دعوى قضائية من حق الرجل فقط

جرائم الشرف.. دماء
جرائم الشرف.. دماء على فراش الزوجية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على خلاف الكثير من جرائم القتل، التى تتنوع، بين الخصومات الثأرية، فى مجتمعات الصعيد عادة، والسرقة، وتصفية الحسابات والمشاجرات، التى تنتهى عادة بسجن طرف، وفقدان الطرف الآخر، بالمدن والحضر، يبقى نوع آخر من الجرائم، انتشر بشكل ملفت للأنظار، بالمجتمع المصرى، خلال الفترة الماضية، وهو «جرائم الشرف».
فجريمة القتل، التى يرتكبها «الزوج» عند اكتشاف خيانة زوجته، ليتحول بعد ذلك لمتهم أمام القانون، تختلف وتتنوع العقوبات التى يواجها، مقارنة بجرائم القتل الأخرى، المعاقب عليها بنص القانون نفسه، ويختلف فيه أيضًا الموقف القانونى لـ«الأب أو الأخ» فى نفس الجريمة، السطور المقبلة تحمل تحليلًا، عن هذه العقوبات والحالات التى يعاقب فيها الزوج، ورصد أهم «جرائم الشرف» التى شهدها المجتمع المصرى، خلال الشهر الماضى.

علاقة محرمة مع الأم وابنتها وراء «ذبح شاب» فى إمبابة
تسببت علاقة غير شرعية، فى ذبح شاب داخل شقته بمنطقة إمبابة، حيث كشفت التحريات عن وجود علاقة غير شرعية بين المجنى عليه «حمادة ح»، ٣٨ سنة، فنى كمبيوتر، وبين جارته «جيهان» ٣٨ سنة، ونجلتها الطالبة الجامعية، صاحبة السبعة عشر ربيعًا، وعند اكتشاف «الأم» العلاقة بين عشيقها ونجلتها، قررت الانتقام، واعترفت بعلاقتها لزوجها، وأخبرته بعلاقة عشيقها بالابنة، فقرر الزوج الانتقام، واستعان بأحد أقاربهم، ووضع خطة التخلص من ذلك الشاب. حيث بدأت خطته مع زوجته، فور خروج والدة «المجنى عليه» إلى عملها، فتوجهت الزوجة لمقابلة المجنى عليه «العشيق» بمحل سكنه، وتركت باب الشقة مفتوحًا، فحضر زوجها والمتهم الثالث، وقاما بذبحه بسكين، وأنهوا حياته، وتخلصوا من أداة الجريمة وهاتف الضحية، بإلقائهما بمياه نهر النيل، وتمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة من القبض على المتهمين وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

شك فى سلوك زوجته فأقام لأسرته «مذبحة فى الشروق»
تسبب الشك فى ذبح أسرة مكونة من زوجة وأربعة أطفال على يد الزوج، بمدينة الشروق، حيث أقدم المتهم «كرم م» على وضع مادة منومة لزوجته وأطفاله، وقام بذبحهم جميعًا، بسبب شكه فى سلوك زوجته، وشكه فى نسب أطفاله، ولاذ بالفرار إلى مسقط رأسه بالصعيد، وتم إلقاء القبض عليه.
وأوضح المتهم فى أقواله أمام النيابة أنه انتقل للسكن بمدينة الشروق منذ عامين، مؤكدًا أن زوجته هى من توسطت له بالعمل عند المدعو عودة «العشيق» صاحب العمل، وأنه شك فى سلوك زوجته، لعدم معرفته عن مصدر الأموال التى لاحظ وجودها بحوزتها، فقرر التخلص منها، وقررت النيابة حبس المتهم على ذمة التحقيق.

عامل «يقتل نجلته» بسبب تعدد علاقتها فى السلام
أقدم عامل يدعى «أ م» على قتل نجلته، فى العقد الثانى من العمر، بعد وصلة مبرحة من التعذيب والضرب، أودت بحياتها، بسبب تعدد علاقاتها بالشباب، وسوء سمعتها، بمنطقة السلام، محافظة القاهرة، وتم القبض على المتهم بمعرفة رجال المباحث.
وقالت والدة الضحية فى تحقيقات المباحث، إنها لم تكن تتخيل يومًا بأن نجلتها سوف تلقى حتفها، بتلك الطريقة، ملقية اللوم على طباع زوجها، التى وصفتها بالصعبة والمتزمتة، بينما أوضح المتهم أن نجلته كانت تخرج من المنزل دون علمه، فى أوقات عدم وجوده، وأنه سمع من الجيران أحاديث عن سوء سلوكها مع بعض الشباب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وتوالت النيابة التحقيقات.

مزارع بـ«القليوبية» يقتل زوجته بعد ضبطها فى وضع مخل
أقدم «ع ج» مزارع على قتل زوجته بطلق نارى، بعد أن وجدها فى «وضع مخل» داخل منزله، ومعها شخص غريب، الأمر الذى دفعه لإخراج سلاحه النارى من ملابسه، وإطلاق وابل من الرصاص صوب الاثنين، فأردى زوجته قتيلة ولاذ العشيق بالفرار، وقام بعدها الزوج بتسليم نفسه إلى قسم شرطة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.
وأوضح الزوج خلال التحقيقات، أنه أثناء رجوعه من العمل بشكل مفاجئ، سمع أصوات داخل غرفة نومه، فقام بفتح باب غرفة النوم، فوجد زوجته فى أحضان رجل غريب، على فراش الزوجية، فأخرج سلاحه النارى، وأطلق عليهم وابلًا من الرصاص، أودى بحياة الزوجة، وتمكن العشيق من الفرار، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وتوالت النيابة العامة التحقيق.

عامل بـ«سوهاج» يقتل زوجته طعنًا بسبب سوء سلوكها
أقدم عامل يدعى «تيسير- ه» ٣٧ عامًا، على قتل زوجته «شادية ح»، ٣٧ سنة، بتسديد عدة طعنات لها بسلاح أبيض «سكين»، فى منطقة الصدر، بسبب سوء سلوكها، وقام بتسليم نفسه إلى قسم شرطة المنشأة بمحافظة سوهاج.
وأوضح المتهم أنه أقدم على فعلته بسبب سوء سلوك زوجته، فقام بمغافلتها داخل غرفة نومها، وسدد لها عدة طعنات فى منطقة الصدر مستخدمًا سلاحًا أبيض «سكين»، وتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
حول العقوبات القانونية المقررة بنص القانون فى تلك الجريمة، قال مشيل حليم، المحامى، إن «جريمة الشرف» يختص بها الزوج فقط، لأنه من يحق له تحريك «دعوى الزنا» تجاه زوجته، والإبلاغ عن ذلك، عكس موقف الأب والأخ، من الناحية القانونية، فى ذات الجريمة، حيث يعاقبون بالمواد المقررة قانونًا، سواء بالمؤبد أو الإعدام.
وأوضح «حليم» أن الحالة الوحيدة التى نص عليها قانون العقوبات، لحماية الزوج، فى حالة اكتشافه خيانة الزوجة له على فراش الزوجية، وفوجئ بذلك، وترتب عليها قتل الزوجة، هى حالة تسمى فى القانون «جرائم القتل بدافع الشرف» وهى المادة ٢٣٧ من قانون العقوبات وتنص على: من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنا وقتلها فى الحال هى ومن يزنى بها، يعاقب بالحبس، بدلًا من العقوبات المقررة فى المادتين ٢٣٤ و٢٣٦».
أى أن الزوج إذا ضبط زوجته مع عشيقها يستفيد من التخفيف فى العقوبة، حيث تصل عقوبته، الحبس من سنة إلى ٣ سنوات، وتعد هذه المادة هى الوحيدة التى تنص على عقوبة مخففة فى جريمة القتل.
مشيرًا إلى أن دون ذلك، من الجرائم التى تبنى على الشك فى سلوك الزوجة، يعتبر «قتل عمد» وفى حالة الإعداد لمراقبة الزوجة والتربص بها عقب اكتشاف الخيانة، ثم قتلها يحاكم الزوج، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتصل العقوبة إلى الإعدام أو المؤبد كما هو مبين بالمادتين ٢٣٤ و٢٣٦» من قانون العقوبات، لكن تختلف العقوبة كثيرًا، فى حال اكتشاف «الزوجة» خيانة زوجها لها، وقامت بقتله، فإنها لا تعفى من العقوبة، التى يحصل عليها المتهم فى حالة القتل العمد وهى «المؤبد أو الإعدام».
وتابع «حليم»: «على الجانب الآخر وفيما يخص معاقبة الزوجة فى حالة ارتكابها واقعة زنا فقد أوضحت المادة ٢٧٣ من الباب الرابع من قانون العقوبات، عدم جواز محاكمة الزوجة الخائنة، إلا بناءً على دعوى زوجها، بينما جاءت المادتان ٢٧٤ و٢٧٧ لتحدد عقوبات الخيانة الزوجية وشروطها، فجاءت المادة ٢٧٤ لتعاقب الزوجة التى ثبتت عليها الخيانة بالحبس مدة لا تزيد على سنتين ويجوز لزوجها أن يقف تنفيذ الحكم بشرط رضاه معاشرتها مرة أخرى، وكأن شيئًا لم يكن، بينما عاقبت المادة ٢٧٧ الزوج الذى ثبت عليه هذا الأمر بالحبس لمدة لا تزيد على ٦ أشهر، وأكدت المادة ٢٧٦ أن الأدلة التى تُقبل وتكون حجة على المتهم هى القبض عليه حين تلبسه بالفعل أو اعترافه، أو وجود مكاتيب وأوراق مكتوبة منه تدل على قيامه بتلك الجريمة». وأشارت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، بجامعة عين شمس، إلى ان الزوج فى الكثير من الحالات يكون مدركًا لما يفعله «جريمة القتل»، لأنه فى حالة رؤيته لزوجته فى «وضع الزنا» يذهب سريعًا لإحضار أداة ارتكاب الجريمة «سكين-مسدس» أو غيرهما، وهذا السلوك يعبر عن وعيه، وفى بعض الحالات، قد يرأف القاضى بالزوج المتهم، ويخفف عنه العقوبة، لشدة الأزمة التى تعرض لها والحالة النفسية التى أخرجته عن شعوره.
وتساءلت «خضر» عن سبب التفرقة فى الحكم على الزوج أو الزوجة فى حالة اكتشاف واقعة الزنا أو الخيانة، مشيرة إلى أن الرجل لا يعامل مثل معاملة المرأة، فى الأحكام التى تصدر من المشرعين خاصة بواقعة الزنا، مطالبة المجلس القومى للمرأة بضرورة التطرق لمثل هذه النقطة وإيجاد حل لها.
مشيرة إلى ضرورة أن تتساوى الأحكام بين الزوج والزوجة، إذا تم ضبط أحدهم فى حالة تلبس، بقولها: «ما زلنا نعيش فى مجتمع ذكورى يعطى للرجل حقوقًا أكثر وصلاحياته فى مثل هذه الواقعة ولا تعطيها للزوجة إذا اكتشفت خيانة زوجها».
وعن سبل ووسائل الحد من انتشار «جرائم الشرف»، أشارت خضر، إلى ضرورة توفير مراكز إعداد نفسى وتأهيلى، للمقبلين على الزواج الجنسين، وتكثيف الجهود لمراعاة أوضاعهم الاجتماعية، وتفعيل دور العبادة فى بث روح التسامح ونبذ العنف، والتوعية الأخلاقية، وقيام «الإعلام» بالدور الأكبر، فى بث رسالته السامية فى التوعية الثقافية والاجتماعية، وعدم بث مواد تؤثر بالسلب على الفرد وتنعكس على تعامله مع المجتمع.