على درب السيد المسيح، في الأرض المقدسة يقوم الحجاج المسيحيين من مختلف دول العالم بزيارة الأماكن التي عاش فيها يسوع الناصري.
ويشرح الأب جوزيبي غافوريني مرشد روحي للحجاج المسيحيين في فلسطين "إن الحج التقليدي يبدأ من الجليل على جبل التطويبات حيث ألقى يسوع عظته. وفي مزار التطويبات يستطيع الحجاج أن ينصتوا بسهولة إلى إعلان الإنجيل. وبعد ذلك ينزلون إلى مزار الطابغة، ويغمرون أقدامهم في بحيرة طبريا، ويعيشون اللحظة التي التقى فيها يسوع مع تلاميذه مرة أخرى بعد قيامته، وعهد إلى بطرس بسر بناء كنيسته. حيث يصعد الحجاج إلى جبل طابور لعيش خبرة تجلّي يسوع، ويتمتعون بالمشهد الخلاب هناك، ويشاهدون سهل الجليل والحدود المحيطة به، ويزورون قانا الجليل لتجديد عهود الزواج. هنا قدّس يسوع الزواج المسيحي عندما حول الماء إلى نبيذ".
ويتابع الأب جوزيبي غافوريني شرحه قائلًا: ""ثم يغادر الحجاج الجليل، ويتّجهون إلى يهودا مرورا بوادي الأردن إلى أن يصلوا المكان الذي تعمد فيه يسوع على يد يوحنا. فيجددون وعودهم المعمودية، ثم يذهبون إلى أريحا للاحتفال بسر الإفخارستيا في كنيسة الراعي الصالح. هنا تستذكر الرعية الفرنسيسكانية شفاء الرجل الأعمى، وزكا العشار".
وفي بيت عنيا، يزور الحجاج بيت الصداقة، وموقع قبر لعازر، ثم يتجهون إلى مزار بيت فاجي، وهو المكان الذي ركب فيه يسوع أتانا في الطريق إلى القدس. ثم يجد الحجاج أنفسهم على منحدرات جبل الزيتون في مزار بكاء الرب حيث يمكنهم رؤية أجمل المشاهد البانورامية في القدس.. ثم ينتظر يسوع مزيد من العذاب على بعد بضع مئات من الأمتار. ففي مزار الجسمانية الذي يضم بستان الزيتون، حيث ذهب يسوع ليصلي مع بطرس ويعقوب ويوحنا، نأى يسوع بنفسه جانبا وسجد على الصخرة وعرقه يتصبب كقطرات دم ثم أسلم نفسه لإرادة أبيه، وإلى إرادة الرجال الذين أحضروه ليُجلد في اليوم التالي ويُحكم عليه بالصلب".
ويتم تذكر الجلد ولحظة الحكم على يسوع بالصلب في مزاريْن متميزين يستطيع الحجاج منهما اقتفاء خطى يسوع عبر طريق الآلام برمته وصولًا إلى جبل الجلجلة حيث يُتم يسوع رسالته من أجل خلاص الإنسان.
ثم يذهب الحجاج إلى بيت لحم، فيزورون مغارة القديس جيروم، أو كهف الرعاة الذي ذهبت إليه الملائكة لتعلن عن ولادة يسوع، أو مكان الزيارة في عين كارم.
وحول الفائدة من تعقّب هذه المزارات يقول الأب جوزيبي غافوريني إنه "في جميع هذه المزارات، يستطيع الحجاج عيش الخبرة وعيش أسرار يسوع بفضل المهندس المعماري برلوتشي".