الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"لوموند": الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وراء اغتيالات العراق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرًا يتهم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بارتكاب سلسلة اغتيالات لنساء عراقيات، وذلك فى تقرير كتبته هيلين صالون.

وجاء بالتقرير: "كانت تارا فارس، متحررة أكثر من اللازم في عراق مشبع بالذهنيات المحافظة، كانت ملكة الجمال السابقة، صاحبة 22 عاما، والمحبوبة جدا من أكثر من 2 مليون معجب على إنستجرام.. تضع صورا لها بملابس تظهرة مفاتنها وأوشامها".
وتابع التقرير: "وفى يوم الخميس 27 سبتمبر، كانت الفتاة تقود سيارتها من نوع بورش من دون سقف، وسط مدينة بغداد حين اغتيلت ببرود أعصاب، بثلاث طلقات أصابت الرأس والصدر، قبل أن يلوذ منفذا الهجوم بالفرار على متن دراجة نارية تحت عدسة إحدى كاميرات المدينة، وهي آخر جريمة ترتكب من سلسلة اغتيالات طويلة تستهدف النساء، وجعلت العراق بأكمله تحت الصدمة".
وأضاف التقرير: "كثيرون يشتبهون في الميليشيات الشيعية وتورطها في ذلك، إذ لا تزال قوية وسريعة في تطبيق قانونها". وصرح رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان، بأن هذه الاغتيالات تنم عن مخطط تم التجهيز له مسبقا من جماعات تسعى إلى زعزعة الأمن بحجة محاربة مظاهر الانحلال وتقديمها على أنها حالات معزولة، رغم أن الأمر لا يبدو كذلك.

لسنا سوى رهائن
أعطى رئيس الوزراء العراقي، مهلة 48 ساعة لقوات الأمن لتحديد هوية المسئولين عن هذه الاغتيالات والاختطافات المرتكبة مؤخرا في بغداد والبصرة.
وتعتبر تارا فارس، المرأة الرابعة التي تتعرض للاغتيال هذا العام، حيث اغتيلت كل من رشا الحسن ورفيف ياسري خلال الأشهر الأخيرة، وهما مالكا صالونات تجميل، واغتيلت كذلك سعاد العلي بالرصاص، وهي مناضلة في مجال حقوق الإنسان بالبصرة، وكانت إحدى المشاركات في الاحتجاجات الشعبية التي هزت جنوب البلاد منذ الصيف الماضي.
وتجري هذه الجرائم كل مرة في "وضح النهار، في شوارع مكتظة، دون تحديد هوية منفذيها، وكانت تارا فارس التي تعيش في عاصمة كردستان العراق، تعرف أنها مستهدفة من طرف المحافظين المتدينين". وكتبت في يوليو: "لست خائفة من هؤلاء الذين ينكرون وجود الله، ما يخيفني فعلا هم هؤلاء الذين يقتلون وينكلون باسم إيمانهم من أجل أن يثبتوا وجود الله". 

وأعادت هذه الاغتيالات شبح الساعات المظلمة للحرب الأهلية وزمن الميليشيات، حيث صرح الكاتب العراقي أحمد سعداوي متأسفا بـ"أن من يمتلك السلاح اليوم يمتلك البلد بأسره، نحن لسنا سوى رهائن، ولسنا مواطنين، سيقوم الضمير الجمعي الشعبي بكل ما هو ضروري، ككل مرة، وسيقوم بالمحاكمة التي ترفض هذا الاغتيال، لطالما لعب هذا الدور خلال الحرب الأهلية وفي كل الكوارث التي حصلت".

مواجهة متوترة:
"أثار الصعود القوى للميليشيات الشيعية المدعومة من طرف إيران لحساب الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، المخاوف من تدهور الوضع الأمني. ومع نهاية الحرب وتسريح المجندين، قامت هذه الميليشيات المدعومة بآلاف المتطوعين بدعم سيطرتها التي وصلت حتى هرم السلطة، حيث حاز قادتها المجتمعون ضمن حلف انتخابي على المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية 12 مايو الماضي، الأمر الذي سيكون له دور أساسي في الحكومة القادمة".
وكانت البصرة منذ الصيف الماضي مسرحا لمواجهة متوترة بين آلاف المحتجين الذين ينددون بغياب الخدمات وبالفساد، وكذلك بالميليشيات الشيعية والأحزاب الموالية لها.
وفي بداية شهر سبتمبر، قام متظاهرون بحرق مقرات هذه الأحزاب والقنصلية الإيرانية، ومنذ ذلك الحين تكثفت حملات الترهيب، وقليلون هم من يصدقون تقرير الشرطة التي تتهم الزوج السابق للمناضلة سعاد العلي بقتلها.
وعرف التوتر تصعيدا خطيرا يوم الجمعة الماضي، على إثر هجوم جديد بالصواريخ على القنصلية الأمريكية، التي تتهمها الميليشيات الشيعية بدعم المحتجين. وفي مساء نفس اليوم أمر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بـ"المغادرة المنظمة" لكل الموظفين الأمريكيين في البصرة، متحدثا عن تهديدات متكررة تتعرض لها من قبل إيران و"وسطائها" في العراق.