الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

وادي فيران وحكاية "دير البنات" في سيناء

«دير البنات» فى سيناء
«دير البنات» فى سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وادى فيران، كنز أثرى وسياحى وبيئى غير مستغل حتى الآن، وهو الوادى الذى حظى بزيارات الرحالة الأوروبيين منذ القرن السادس الميلادى، وقد سجلت مواطن الجمال فى هذا الوادى لوحات الفنانة التشكيلية اليونانية إيلينى باولو التى جمعت فى لوحاتها الخالدة بين الأثر والشجر والبشر والطبيعة الخلاّبة.
وهناك الكثير من الأخطاء المتداولة حول «دير البنات» نتجت عن الخلط بين «دير البنات الحديث والقديم»، وأن التسمية الصحيحة «دير البنات» وليست «دير السبع بنات»، وقد كشفت عن «دير البنات القديم» بعثة آثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور بيتر جروسمان موسم حفائر ١٩٩٠ تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية، ويقع فوق قمة جبل منحدر يُطلق عليه «جبل البنات» ٢كم شرق تل محرض الأثرى والمتبقى من الدير أجزاء من الجدران الخارجية، ويعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى،. 
وبخصوص «دير البنات القائم حاليًا»، والذى يقع ملاصقًا لتل محرض الأثرى فحكايته بدأت عام ١٨٩٨م حين حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع يسقيها خزان كبير، وقام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام ١٩٧٠م تسمى «كنيسة سيدنا موسى»، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام ١٩٧٩م يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات الحديث. 
ويقع وادى فيران على بعد ٦٠ كم شمال غرب دير سانت كاترين طوله ٥كم وعرضه ما بين ٢٥٠ إلى ٣٧٥م، وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائق الوادى وقد نضبت بعض آبار الوادى مما أدى لقلة المياه، وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل «سربال العظيم» الذى يبلغ ارتفاعه ٢٠٧٠م فوق مستوى سطح البحر واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء 
ويحتضن الوادى مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرى تحوى آثارًا عمرها أكثر من ١٥٠٠ عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى القدس عبر سيناء ومنهم الراهب كوزماس عام ٥٣٥م والراهب أنطونيوس عام ٥٦٥م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن ويواجه تل محرض جبل «الطاحونة» الذى يرتفع ٨٨٦م فوق مستوى سطح البحر ويضم «قلايا مسيحية» من القرن الرابع الميلادى، وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى.