الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

استشاري الطاقة العالمي في حوار لـ"البوابة نيوز".. عمرو شوقي: 500 مليار جنيه استثمارات بالكهرباء والطاقة.. مشروعات للربط الكهربائي مع السعودية وقبرص والسودان.. والسيسي أعاد الروح للمرافق

المهندس عمرو جلال
المهندس عمرو جلال شوقي في حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المهندس عمرو جلال شوقى، الخبير العالمى فى الكهرباء، إن مصر استثمرت نحو 500 مليار جنيه فى قطاع الكهرباء والطاقة، خلال السنوات الماضية، وتمكنت من القضاء على ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى وتوفير فائض للتصدير.
وأشار في حواره لـ"البوابة نيوز" إلى مشروعات الطاقة المتجددة والتى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا، فى إطار تحويل مصر إلى مركز عالمى للطاقة. وإلى نص الحوار..
■ كيف تمكن قطاع الكهرباء من حل مشكلة انقطاع التيار خلال الفترة الماضية؟
تخفيف الأحمال يؤدى إلى خفض القدرة الإنتاجية، وبالتالى عجز الاستهلاك، وبدأ تخفيف الأحمال منذ ٢٠٠٨، ولكن عند تولى الرئيس السيسى كان لديه خطة استراتيجية لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وكان الحل على مرحلتين، أولها؛ خطة قصيرة المدى لإنقاذ الموقف بزيادة قدرة الإنتاج وعمل صيانة للمحطات الكهربائية، لتجاوز المشكلة. وفى نفس الوقت كان يضع خطة استراتيجية طويلة المدى لتحويل مصر لمركز طاقة عالمي، وكانت الخطة ممنهجة على أكثر من ٢٠ عامًا، وبدأ بالتوازى ما بين إضافة قدرات وبناء محطات ورفع كفاءة وصيانة الشبكات الكهربائية، والاهتمام بمستوى توزيع الكهرباء على كل الجمهورية.
■ كم حجم الإنفاق والاستثمار؟
بلغ حجم الاستثمارات فى مجال الكهرباء والطاقة نحو ٥٠٠ مليار جنيه، فهذه النقلة لا تحدث كل عام، فهذا المشروع يُعد مشروعًا قوميًا مستقبليًا للأجيال القادمة، فقد كان هناك بعض الأشخاص يقومون ببناء المصانع ولا يجدوا الطاقة الكهربائية لتشغيل تلك المصانع وهنا كانت المشكلة، ولكن الآن أصبحت الطاقة متوفرة على جميع الأصعدة.
■ لماذا تخرج بعض المحطات من الخدمة؟
فنيًا محطات الكهرباء على مستوى الجمهورية تدخل الخدمة وتخرج منها بناءً على الغرفة التحكمية، وبناء على معادلات وحسابات دقيقة جدًا، وفى بعض الأحيان يتم إخراج محطة كاملة من الخدمة لعمل صيانة لها، ففى بعض الأحيان يتم إخراج وحدات من المحطة خارج الخدمة للصيانة، وفى أحيانًا أخرى يتم إخراج المحطة كاملة، وأحيانًا أخرى يتم عمل توازن فى الشبكة حتى لا يحدث انهيار فى الشبكة حتى تنتهى عملية الصيانة، وتلك العملية تحدث بصفة مستمرة، ولكن المواطن لا يشعر بهذا.
وكان سابقًا يتم إخراج المحطة من الخدمة نتيجة لضعف الشبكة وعدم صيانتها وتدنى كفاءة هذه المحطات، ونقص ضغط الغاز، فى محطات الكهرباء تعمل عند ضغط غاز معين، وحين يقل هذا الضغط عن المستوى المحدد تتوقف المحطات عن العمل وتخرج من الخدمة وتنقطع الكهرباء، ولكن الإنجاز الحقيقى أننا وصلنا إلى أن كل تلك المشاكل لم تعد موجودة أو تحدث كما كان فى السابق، والأكثر من ذلك أن ما يتم إنتاجه من الطاقة الكهربائية أصبح أكثر من الاستهلاك.
■ ما تقييمك لأسعار الكهرباء فى مصر مقارنة بالأسعار العالمية؟
ما زال إلى اليوم دعم الكهرباء فى مصر مستمرًا، والمقارنة بالسعر العالمى هى مقارنة ظالمة، وأنا ضد المقارنة، ولكن أنا مع أن المواطن لابد أن يدفع ثمن التكلفة وهامش ربح للمؤسسة التى تقدم لهم الخدمة، وهذا لا ينطبق على الكهرباء فقط بل ينطبق على الغاز والمياه، وغيرها من الخدمات، وهذا كى تستمر المؤسسات فى تقديم الخدمات المختلفة للمواطن.
وفى رأيى الشخصى أن قطاع الطاقة فى مصر كان قطاعًا خاسرًا، بسبب الدعم، وهذا كان يحيل بيننا وبين تقديم خدمة جيدة أو صيانة المحطات والشبكات، ولكن نجحنا أن نتخطى كل هذا، ونسعى أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تحويل قطاع الكهرباء إلى قطاع هادف للربح.
■ كيفية تحويل مصر إلى مركز عالمى للطاقة؟
بالنسبة لقصة تحويل مصر إلى مركز عالمى للطاقة، وخاصة تبادل الطاقة الكهربائية، لم تكن وليدة اليوم بل كانت قديمة وعمرها أكثر من ٢٥ عاما، وبدأت منذ المهندس «ماهر أباظة» وزير الكهرباء الراحل، وفكرة الربط الكهربائى هى الاعتماد على تصدير الفائض من الكهرباء للدول الأخري؛ خاصة أن مصر موقعها الجغرافى استراتيجي، فيمكننا أن نصدر الطاقة الكهربائية لكل بلدان العالم، فيمكننا أن نربط الشرق من خلال الأردن، بالإضافة إلى السعودية، رغم أن السعودية يفصلنا عنها ١٦ كيلو من البحار، ولكن يمكننا الربط معها من خلال الكابلات الكهربائية، بالإضافة إلى أننا نحاول الربط بأوروبا من خلال جزيرة قبرص التى تحتاج إلى كابلات كهربائية هى الأخري، لوجود مسافة بحرية تفصلنا عنها، المهمة صعبة، ولكن ليست بالمستحيلة ونحن نستطيع القيام بهذا. بالإضافة إلى السودان الذى طلب من الرئيس السيسي، تفعيل مشروع الربط الكهربائى بيننا وبينها، فالسودان يستورد الكهرباء من إريتريا وإثيوبيا بتكلفة باهظة، بسبب طول المسافة.
فمصر لها الريادة وستظل لها الريادة، وستصبح مركزًا عالميًا للطاقة فى أفريقيا لقربها من الدول الأفريقية، بالإضافة أننا نستطيع تصدير الكهرباء للدول الأوروبية بسبب موقعها الاستراتيجى الذى يتيح لها الربط بالدول الأوروبية من خلال قبرص وليبيا وتونس.
■ هل دخلت مصر فى مشروعات الطاقة المتجددة؟
مصر تسارع جدًا فى مشروعات الطاقة الجديدة، خاصة فى الطاقة الشمسية وسوف يكون لدينا أكبر مزرعة للطاقة الشمسية فى العالم، وأكبر مثال على ذلك مزرعة بنبان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، فى قرية بنبان بأسوان، ومن المقرر أن خلال عامين إنتاج ١٦٠٠ ميجاوات من الكهرباء من خلال تلك المزرعة الشمسية. بالإضافة إلى أن مصر تتوسع فى توليد الطاقة من الرياح، فمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر من المناطق التى تتوفر فيها الرياح طول العام، وقد افتتح بها الرئيس السيسى أكبر محطة لتوليد الرياح فى الشرق الأوسط وأفريقيا، التى تنتج ٥٨٠ ميجا وات من الطاقة النظيفة، ونحن نعلم أن تكلفة إنتاج الطاقة النظيفة يكون مكلفًا فى البداية، ولكن ميزتها أن بعد فترة من الزمن تصبح رخيصة جدًا.
كما يمكننا أن نحول تلك الطاقة إلى الشبكة القومية للطاقة ويتم تصديرها لدول الخارج، فالتفكير العلمى لمصر تفكير جيد، وهذا ما لمسناه فى تحديد الأماكن التى تم إنشاء محطات توليد الطاقة سواء الشمسية أو الرياح، لتكون محطات رئيسية، فهى عبارة عن محطات الدورة المركبة، وهذا يعنى أن ثلثي التوربينات تعمل بالغاز والثلث الآخر يعمل بعادم الغاز التى تخرجة التوربينات، وبهذه الطريقة نستطيع توفير وقود ١.٣ مليار جنيه سنويًا.
■ ماذا عن الشراكة مع التعليم الفنى فى مصر؟
نأمل فى دعم التعليم الفنى فى وزارة التربية والتعليم، كما يجب علينا أن نحترم التعليم الفنى فى مصر على المستوى المجتمعى وألا نقلل من شأنه حتى يستطيع خريج التعليم الفنى التطوير من نفسه، ولابد من إعادة التعليم الفنى إلى مكانته المهمة، خاصة أن الأيدى الحقيقية التى بنت محطات الكهرباء الجديدة هم عمال خريجي التعليم الفنى تحت إشراف المهندسين المصريين.
كما يجب إعداد الشخص الفنى إعدادًا جيدًا، وهذا لم يحدث إلا من خلال تطوير التعليم الفنى فى مصر، ونعطى الفنى رخصة بمزاولة مهنته فى السوق المصرية، بالإضافة إلى عمل مدارس تعلم وتخرج كوادر تستطيع العمل فى قطاع الكهرباء، وأقرب مثال على نجاح خريج التعليم الفنى أكاديمية السويدى للتعليم الفني، وهى أكاديمية على أعلى مستوي، ويتم تدريب طالب فى تلك الأكاديمية فى معامل على المهام العالمية تعادل معامل ألمانيا.
فألمانيا تعتمد على التعليم الفنى فى الصناعة بنسبة ٨٠٪، والعامل الفنى يتقاضى أعلى من المهندس، وأنا أتمنى أن أرى هذا فى مصر خاصة أننا فى أمس الحاجة للعمالة المدربة، وعندما ندرب المصرى تدريبًا جيدًا يصبح التلميذ أفضل من أستاذه.