الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مدرسة السعيدية هنا تخرج العظماء.. تولاها 33 ناظرًا في 115 عاما أشهرهم "أبو لمعة".. تدخل سنويا المنافسة ضمن العشرة الأوائل على الثانوية العامة.. وقدمت أول شهيد بثورة "1919".. و"حرب أكتوبر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر مدرسة السعيدية أكبر مدرسة ثانوية فى الشرق الأوسط، أصدر قرار إنشائها «دوجلاس دنلوب» ووضع فى مصر نظامًا تعليميًا لخدمة أهداف الاحتلال البريطانى فى ذلك الوقت، وأنشئت بسراى الأميرة جميلة، وكانت تجرى العادة الملكية المصرية على إطلاق أسماء العائلة المالكة على المنشآت المهمة فكانت المدرسة السعيدية من نصيب سعيد بن محمد على باشا، ومصنفة كثانى أعرق المدارس على مستوى الشرق الأوسط والأولى مصريًا. تخرجت أول دفعة طلابية منها عام 1909، وكان أحمد باشا عبدالوهاب «وزير المالية السابق» هو الأول على تلك الدفعة، وتحولت المدرسة إلى مستشفى إبان الحرب العالمية الأولى عام 1914 ولمدة 4 سنوات وانتقلت الدراسة خلالها إلى مبنى الجامعة الأمريكية الحالى بباب اللوق، لتعود بعدها إلى شارع الجامعة، وتمتلك السعيدية ما يقرب من ستة مباني، منها المبانى الإدارية والتعليمية، وبها ملعب كرة قدم قانونى وصالة ألعاب مغطاة، وبها أيضا مسرح يعد من أعرق مسارح وزارة التربية والتعليم. وتأسست جمعية لخريجى السعيدية على يد الفنان «أحمد مظهر»، والمهندس «عثمان أحمد عثمان»، عقب احتفالهما بعيدها الـ75، وبلغ عدد مؤسسيها «39 خريجًا»، وتم إشهارها فى الشئون الاجتماعية تحت رقم 645 لسنة 81.

مشاهير المدرسة
تخرج فى المدرسة السعيدية العديد من المشاهير فى مختلف المجالات «فن وسياسة ورياضة»، ومن أبرز مشاهيرها فى الفن: «يوسف وهبي، أحمد مظهر، صلاح السعدني، عادل هاشم، خليل مرسي، أحمد خليل»، وفى السياسة «حسين سرى باشا، نور الدين طراف، مصطفى خليل، عاطف عبيد، يوسف والي، فؤاد سراج الدين، أحمد سميح طلعت، أنور أبو سحلي، فاروق سيف النصر، حسن خضر، حامد السايح، محمد إبراهيم كامل، ماهر أباظة، عبد المنعم عمارة».
أما فى الرياضة «حسين حجازى أبو الكرة المصرية، محمود مختار «مختار التتش»، صالح سليم، عادل هيكل، وأحمد شوبير»، وفى مجال الإعلام «محمد التابعي، كمال الملاخ، جلال الدين الحمامصي، محمود عبدالمنعم مراد، مرسى عطا الله، أحمد بهاء الدين، محمد الحيوان، مصطفى نبي»، ومن فنانى الكاريكاتير «جمعة فرحات، رمسيس زخاري»، وكذلك تخرج فيها ثلاثة من رجال المخابرات العامة المصرية الذين صاغوا ملحمة رأفت الهجان، هم: «السفير حسن شاش «حسن القطان»، واللواء عبدالعزيز الطودى «عزيز الجبالي»، ومحمد أحمد نسيم «نديم هاشم»».
وأيضا من خريجيها: «عبدالرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية، الكاتب فكرى باشا أباظة، توفيق الحكيم، عالم الذرة على مصطفى مشرفة، عثمان أحمد عثمان، عزيز أباظة، عمر رفعت إسماعيل».
وفى عرض لكتاب داخل مكتبة مدرسة السعيدية، عرض العديد من النجوم حكايات ومواقف لهم داخل حياتهم الدراسية داخل المدرسة، ومن أشهر المواقف المضحكة لبعض النجوم كان الفنان والرياضى الكبير صالح سليم، الذى روى أنه كان بعد قدومه صباحًا يحضر الطابور المدرسى ثم الحصة الأولى بعد أخذ الغياب من قبل المشرفين، ثم يستأذن للخروج إلى الحمام.. وبعدها يقفز خارج السور ليهرب من المدرسة ليتناول الفطار ويشرب كوبا من الشاى، ثم يعود مرة أخرى على الحصة الأولى، ثم يكمل اليوم الدراسي». ومن المشاهير الذين رووا حكاياتهم أيضًا كان الفنان صلاح السعدنى، الذى قال إنه كان يضطر فى بعض الأوقات للقفز من على سور المدرسة للدخول؛ لأنه كان يأتى متأخرًا أحيانًا.. وحكايات أخرى وأخرى سنستعرضها فى وقت لاحق..


-33 ناظرًا.. أشهرهم «أبو لمعة» وأخرهم ناصر شعبان
تعاقب على نظارة مدرسة السعيدية منذ نشأتها حتى الآن ٣٣ ناظرا، بدءا من مستر شارمن، وصولا إلى ناصر شعبان الذى يتولى نظارتها حتى العام الحالى ٢٠١٨.
أما مستر شارمن الإنجليزى فقد ظل ناظرا لها طيلة اثنى عشر عاما، ومن بعده مستر هبارد لمدة عامين، وكانت السعيدية إنجليزية فى تقاليدها التعليمية منذ تأسيسها إلى عام ١٩١٧، إلا أن سعد زغلول باشا أثناء شغله منصب وزير المعارف خلص المدارس الثانوية من الهيمنة الإنجليزية ومنذ ذلك التاريخ تعاقب عليها النظار المصريون، كان أطولهم فترة هو أحمد محمد صقر لمدة أحد عشر عاما، ثم جعفر النفراوى لمدة سبع سنوات ثم محمد أحمد المصرى «أبولمعة» لمدة ست سنوات.
وما يلى أسماء ونظار المدرسة من بداية إنشائها وفترة كل ناظر ومدير حتى الآن «الأول جناب المستر شارمن وتولى من عام ١٩٠٦ حتى عام ١٩١٧، مستر هبارد حتى عام ١٩٢٠، محمد رشدى بك حتى عام ١٩٢٣، محمود قاسم بك حتى عام ١٩٢٦، عبدالحميد الشربينى بك حتى عام ١٩٢٩، أمين سامى حسونة بك وتركها فى نفس العام، محمد رفعت بك حتى عام ١٩٣٠، محمد فهيم بك وتركها فى نفس العام، عبداللطيف محمد بك حتى عام ١٩٣٤، أمين إبراهيم كحيل بك ١٩٣٧، جعفر النفراوى حتى ١٩٤٤، مصطفى حسنى بك ١٩٤٥، أحمد حسن إسماعيل١٩٤٧،، حامد نيه بك حتى ١٩٤٨، أمين بك إبراهيم١٩٥١، محمد أحمد١٩٥٤، إبراهيم حمودة ١٩٥٦، عبدالعزيز فؤاد ١٩٦٠، عبدالجواد نشأت، ١٩٦١، توفيق أحمد أبوعلى حتى ١٩٦٣، محمد يوسف الحكيم حتى ١٩٦٦، مصطفى عبدالرحمن فوزى حتى١٩٦٧، محمود حسن طه حتى ١٩٦٧٨، محمد محفوظ هلال حتى ١٩٧١، محمد فريد السيد حتى ١٩٨٣، أحمد صقر حتى ١٩٨٩، فاروق محمد فهمى حتى ١٩٩٣، فاروق محمد فهمى حتى ١٩٩٣، الغريب مصطفى حتى ١٩٩٦، محمود عبدالجابر، محمد الجواد، جمال البهنساوي، مصطفى كمال، محمود عبدالفتاح، رمضان عبد العظيم، وآخرهم ناصر شعبان الذى يتولى نظارة مدرسة السعيدية حتى الآن.

«الأسطورة» خريج المدرسة
قال ناصر شعبان مدير المدرسة السعيدية، إن المدرسة حققت العديد من الجوائز والأوسمة والأنواط المشرفة والمراتب التعليمية لطلابها على مدار الأعوام الماضية، وخلال مشوارها الحافل والطويل.
وقال رمضان: «المدرسة حققت خلال العام الماضى المرتبتين الأولى والثانية على مستوى محافظة الجيزة، ودخلت فى ترتيب العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية، بالإضافة لدخولهم الترتيب الثانوى فى العشرة الأوائل كل عام وليس العام الماضى فقط، كما حقق المجال الثقافى والمسرحى العديد من الجوائز خلال العام الماضى معظمها من جوائز وزارة الثقافة، ومن المعروف للجميع أن من بين تلاميذ المدرسة السعيدية تخرج أشهر الفنانين آخرهم الفنان محمد رمضان».
وأضاف رمضان: «افتتحت المدرسة العديد من معارض الكتاب وحققت جائزة قيادة قوات الدفاع الشعبي، وجوائز بحوث وزارة الزراعة، ومبادرة معًا لمصر، وعلى الصعيد الرياضى حققت السعيدية تطورًا كبيرًا فى مسابقات وزارة الشباب والرياضة فى مجال كرة القدم والكاراتيه وألعاب القوى، كما جرى تكريمى من قبل الكلية الحربية العام الماضي، نظرًا لتقدم المدرسة فى المجال العسكرى والتعليمي».
وتابع شعبان: «على مدار كل عام تُكرم المدرسة من قطاعات وأسلحة مختلفة من وزارة الدفاع، وكرمت المدرسة من وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعى عن معرض زهور الربيع طلاب السعيدية الذين أقاموه فى العام الدراسى الماضي». 

تراث
ويحكى ناصر شعبان، مدير مدرسة السعيدية الحالى، أنه بعد توليه إدارة المدرسة، بدأ فى تفريغ المخازن وجردها، وأنه وجد مقعدا غريب الشكل، وبعد التحرى والتدقيق فى شكله، والبحث فى السجلات الخاصة بالمقتنيات، تبين أنه كرسى المستر «شارمن» أول مدير لمدرسة السعيدية.
وأضاف: «نظفنا المقعد ووضعناه فى مكتب مدير المدرسة، ليكون شاهدًا على تاريخ هذه المدرسة العريقة».
وعن أقدم سجادة فى معرض التراث الموجود داخل مكتبة مدرسة السعيدية، قالت حبيبة جلال مديرة مكتبة المدرسة، إن هذه السجادة يرجع تاريخ صناعتها إلى عام ١٩٣٠، بعدما قامت فتيات قسم الغزل والنسيج، بإعداد السجادة التى كانت من ضمن التكليفات المكرر عليهن تنفيذها فى ذلك الآن، وبعد إعداد هيكلة مكتبة المدرسة، تم تعليق السجادة كإحدى مقتنيات المعرض التراثى.

الموهبون..«محمد».. تخصص «بورتريه».. ويتمنى دراسة الطب
يحب الإبداع والرسم منذ نعومة أظافره، إلى أن أصبحت ميوله الإبداعية هى كل حياته، لا يتوانى يوما عن تطوير موهبته الفنية بالرسم بالقلم الرصاص.
محمد محمود الطحطاوي، يصمم البورتريه على ورق «الكانسون» وألوان الـ«فبر كاستل»، ويستغل أوقات فراغه فى رسم الشخصيات الفنية والسياسية، أو يصمم «بورتريه» لأحد أصدقائه، ودائما ما يشجعه والداه على تنمية موهبته.
ويتحدث «محمد» البالغ من العمر ١٦ سنة، طالب فى الصف الثانى الثانوى بمدرسة السعيدية الثانوية العسكرية بالجيزة، عن مدى شغفه وميوله فى حب الرسم منذ صغره، وعن شغفه بالأقلام الألوان «الفلوماستر»، وكراسة الرسم، حيث كان يصمم أشكالا فنية تدل على مدى تذوقه الفنى.
وتختلف طموحات «محمد» عن هوايته المفضلة، حيث يحلم بأن يكون طبيب قلب، لأنه عاش فترة فى أسوان، وكان يسمع عن إنجازات الدكتور مجدى يعقوب، وتميزه فى جراحة الحالات الحرجة، فقرر أن يكون طبيب الخير من أجل إسعاف المرضى والحالات الصعبة، ويكون له مركز متخصص فى أمراض القلب والحالات النادرة بالمجان.

شهداء.. مصطفى فى ثورة «1919».. وطيار فى «حرب أكتوبر»
كان لمدرسة «السعيدية» دور مميز فى النضال السياسي، وسقط أول شهيد من المدرسة، يوم ٩ مارس سنة ١٩١٩، وكان فى السنة الثالثة الثانوية، وهو «مصطفى ماهر أمين»، الذى كان يحمل علم مصر فى المظاهرة، وفى عام ١٩٣٥ شارك طلابها فى مظاهرة مع طلبة جامعة القاهرة، احتجاجا على رفض بريطانيا إعادة دستور ٢٣.
وفى نوفمبر من العام نفسه، خرجت المظاهرات المطالبة بخروج الإنجليز من مصر، وفى هذه المظاهرة أصيب الطالب عبدالمنعم أبوطالب، برصاصة، وفى ٢١ فبراير عام ١٩٤٦، عاود طلاب «السعيدية» مشاركاتهم فى مظاهرة كبيرة وصلت إلى ميدان التحرير «الإسماعيلية سابقا»، وطالبوا بالاستقلال، كما استشهد من أبنائها أيضا، الطيار هانى محمد أسعد فهمي، فى ملحمة حرب أكتوبر ١٩٧٣، التى جسدت معانى الوطنية لكل من شارك فيها، قاصدا رد اعتبار بلدنا الحبيبة بعد نكسة ١٩٦٧، عندها لبى النداء الكثير من المصريين العسكريين وغيرهم من المتطوعين.