السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس أساقفة الروم بالقدس: المسيحية الصهيونية مؤامرة تستهدف الكنيسة

المطران عطا الله
المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعقيبًا على ما نشرته إسرائيل بأن أكثر من 15000 فرد ممن يسمون بالمسيحيين الصهاينة سيصلون إلى مدينة القدس خلال الأسبوع الحالي للمشاركة في الأعياد اليهودية وللتضامن مع المستوطنين، علق المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: إننا لا نعترف إطلاقا بهذا المسمى "المسيحيون الصهاينة"، لافتًا الى ان هذا المسمى ليس موجودًا في قاموس الكنيسة وهي لا تعترف ولا تتعاطى معه على الإطلاق. 
وتابع "نعتقد بأن هذه الجماعة لا علاقة لها بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد ولا يحق لهؤلاء أن ينسبوا إلى أنفسهم الانتماء للمسيحية، والمسيحية براء من أفعالهم ومواقفهم وتصرفاتهم". وتساءل كيف يمكن ان يصف هؤلاء أنفسهم بأنهم "مسيحيون صهاينة"؟، مذكرًا بأن المسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والتفاني في خدمة الإنسان والانحياز للمظلومين أينما كانوا وحيثما وجدوا، أما الصهيونية فهي حركة عنصرية مقيتة كانت سببًا في كل النكسات والنكبات التي تعرض لها شعبنا، فكيف يمكن المزج بين ديانة المحبة والحركة الصهيونية العنصرية؟ 
وأكد رفضه الشديد لما تقوم به هذه المجموعة التي تدعي الانتماء للمسيحية، مشددًا على أنهم في الواقع ليسوا مسيحيين ولا يمثلون القيم المسيحية والأخلاق والمبادئ الإنجيلية. واعتبر ما تقوم به هذه المجموعات "عملا استفزازيا مسيئا لشعبنا ولقضيتنا ولقدسنا"، مشيرا الى ان الكنائس المسيحية في القدس أعلنت مرارا وتكرارا رفضها لما تقوم به هذه المجموعات، كما ان ما يسمى بالسفارة المسيحية الصهيونية في القدس المحتلة لا يتعاطى معها ولا يعترف بها أحد من كنائس فلسطين، موضحا ان هؤلاء المتصهينين الذين يدعون انتماءهم للمسيحية زورا وبهتانا عندما يأتون الى فلسطين الأرض المقدسة هم لا يزورون كنيسة القيامة ولا يعترفون بقدسيتها، ولا يزورون كنيسة المهد ولا يعترفون بأهميتها، ولا يلتقون مع المسيحيين الفلسطينيين للتعرف على معاناتهم والتضامن معهم، بل يذهبون مباشرة الى المستوطنات والى المستعمرين والى الاحتفالات التي تقيمها سلطات الاحتلال بهدف فرض هيمنتها وسيطرتها على مدينة القدس.
وتابع: "نرجو وسائل الإعلام في حديثها عن هذه المجموعة بأن تبرز بأنها جماعة لا تحمل من المسيحية شيئا سوى الاسم، وهؤلاء يظنون أنهم بأموالهم قادرون على شراء الذمم وهم يحاولون اختراق صفوف المسيحيين الفلسطينيين مستغلين الأوضاع الاقتصادية المعيشية الصعبة ولكنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا". ووضح أن المسيحيين الفلسطينيين هم مسيحيون متمسكون بمسيحيتهم وبإنجيلهم وبالقيم المسيحية التي يؤمنون بها، وهم فلسطينيون محبون لوطنهم ومنتمون لهذه الأرض ومدافعون عن عدالة القضية الفلسطينية، وهم يرفضون العنصرية والتطرف والكراهية أيا كان نوعها وأيا كان شكلها.
واعتبر المطران عطالله حنا أن هذه المجموعات المتصهينة هي جزء من المؤامرة التي تستهدف الكنيسة المسيحية في العالم لأن هؤلاء مرتبطون ارتباطا وثيقا بالصهيونية وبالحركة الماسونية الشريرة وبغيرها من المجموعات المشبوهة المتطرفة الموجودة بشكل كبير في أمريكا بشكل خاص كما وفي غيرها من الأماكن.
وقال إن الكنائس في العالم ترفض نشاطات هذه الجماعات المشبوهة المتصهينة التي تفسر الكتاب المقدس بطريقة مغلوطة. وتابع "لقد تطرقنا الى هذه المسألة في وثيقة الكايروس الفلسطينية حيث أعلنت كنائس القدس عن رفضها للتفسيرات المغلوطة التي تتبناها هذه الجماعات في تفسيرها للكتاب المقدس. نقول لهؤلاء المتصهينين بأن هناك فرقا كبيرا بين وعد الله ووعد بلفور فالله لا يحلل القتل والتشريد وانتهاك حقوق الإنسان واستهداف الأبرياء، الله لا يحلل الظلم والاحتلال والقمع والاستبداد ولا يجوز ان ننسب لله ما ليس فيه، فإلهنا هو إله المحبة وإنجيلنا هو إنجيل المحبة والرأفة والرحمة".
وأكد ان هؤلاء المتصهينين إنما يشوهون صورة المسيحية ورسالتها، متمنيا على وسائل الإعلام عندما تتحدث عن هذه المجموعات بأن لا تتبنى مسمى (المسيحيون الصهاينة)، لأن هذا المسمى ليس موجودا عندنا ويمكن وصف هؤلاء بالجماعات المتصهينة التي تدعي المسيحية زورا وبهتانا، فهؤلاء هم دكاكين 3مُسخّرة في خدمة المشروع الصهيوني المعادي لشعبنا ولأمتنا، والمعادي للمسلمين والمعادي بشكل أكبر للمسيحيين المشرقيين المنتمين للكنيسة الأولى التي بزغ نورها وانطلقت رسالتها من هذه الأرض المقدسة.