الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نصر عبده يكتب: السادة مسئولو وزارة الصحة.. تحية طيبة وبعد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المعاناة لا تنتهي، الآلام تمزق الأجساد والأرواح، الأنين يملأ مستشفياتكم، البكاء بين الطرقات وفي الحجرات والممرات، وفي كل مكان.
السادة مسئولو وزارة الصحة، هذا ما وجدته بعد أن قادني قدري لدخول عدد من المستشفيات خلال الأيام الماضية، قد يكون الحال أفضل في مستشفيات أخرى لم أرها، لكن الواقع أمر مما توقعت في كل مكان ذهبت إليه.
أعرف جيدًا أن التركة ثقيلة، لكن حتى الآن لم تتضح رؤية للتطوير، ولا خطة للتعديل، أو مسار للتغيير، وإذا وجد كل ذلك فيجب على وزيرة الصحة أن تخرج على الرأي العام بما لديها وتكاشفه بالحقيقة، فمن حق وطننا أن نصبر عليه من أجل غد أفضل، ولكن يجب أيضًا أن يكون هذا وفقًا لخطة زمنية مدروسة ومحددة الملامح.
هذا التغيير الذي نتحدث عنه، قد يكون صعبًا لكنه يجب أن يكون سهلًا مع تبني الرئيس لمنظومة صحية تخدم جميع المصريين، ويشعرون من خلالها برعاية وطنهم لهم، وبوجود خدمات حقيقية يلمسها كل من يرتاد المستشفيات أو أي مكان تابع لوزارة الصحة في مصر.
أؤكد لكم أن هناك الكثير من المرضى لا يجدون طريقًا للوصول لكم، عليكم أن تصلوا إليهم أنتم، عليكم أن تبحثوا عن حالات مرضية عانت كثيرًا وتنتظر من يحنو عليها، ويقدم لها يد العون والمساعدة، قبل فوات الأوان، وقبل أن ينهش المرض ما تبقى لديهم من "لحم وعظم".
أدرك جيدًا أن هناك خطوات اتخذت في طريق التغيير، ولكن ما تبقى منها لابد من الإسراع به، وإعطائه أولوية قصوى في التنفيذ، فصحة الإنسان هي أغلى ما يملكه، وهي التي يواجه بها مشكلاته كافة، ويتحدى بها صعوبات الحياة، وإن وجدت قد لا يفكر في أي شيء آخر.
أدرك جيدًا أن مجهودات جبارة بذلت في ملف قوائم الانتظار والعناية المركزة والحضانات، لكن هذا لا ينفي وجود سلبيات عدة، وأوجه مختلفة للتقصير، ولعل حادث وحدة الغسيل الكلوي بديرب نجم كان ناقوسًا دق أبوابنا لينذرنا جميعا بأنه من الممكن أن تضيع حياة إنسان لخطأ اقترفه مسئول معدوم الضمير.
ضعوا أنفسكم بدلًا من أم لا تجد علاجًا لطفلها، أو أب صال وجال المستشفيات برضيعه ليجد طبيبًا متخصصًا يخفف آلام فلذة كبده وأغلى ما يملكه في الدنيا، أو أرملة لا تجد طريقًا لإجراء عملية جراحية لابنتها وهي لا تملك من دنياها إلا أن تدعو الله بشفائها.
هذا الإحساس قد لا يشعر به إلا من عاش موقفًا من تلك المواقف، وأنتم كمسئولين عن صحة المصريين يجب أن تتخيلوا هذه المشاعر وتستدعوا الأجواء التي يعيش فيها المريض أو من حوله، ويعيش كل منكم ما يعيشه المريض، حتى يولد بداخلكم الحرص على تقديم خدمة صحية يبحث عنها الكثيرون.
أصعب ما في الحياة المرض والألم، والأصعب منه أن يسيطر عليك إحساس بأنك لا تستطيع أن تقدم شيئًا لمن يتألم، وهنا قد تتألم أكثر منه.