الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ويليام فوكنر.. الجنوب ومأساة الإنسان

ويليام فوكنر
ويليام فوكنر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد ويليام فوكنر المولود في مثل هذا اليوم 52 سبتمبر من العام 1897 من أهم الروائيين الأمريكيين وأحد أكثر الكتاب تأثيرًا في القرن العشرين، حيث حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1949، كما نال جائزة بوليتزر في عام 1955 عن حكاية خرافية، وفي عام 1963 عن الريفرز. تتميز أعمال فوكنر بمساحة ملحوظة من تنوع الأسلوب والفكرة والطابع.
واستلهم فوكنر معظم أعماله من مسقط رأسه، ولاية ميسيسبي، حيث يعد أحد أهم كتاب الأدب الجنوبي بالولايات المتحدة الأمريكية، وينضم إليه في نفس القائمة مارك توين، وروبرت بين وارين، وفلانري أوكونور، وترومان كابوت، وتوماس وولف، وهاربر لي، وتينيسي ويليامز. وكان فوكنر قليل الشهرة قبل فوزه بجائزة نوبل للأدب لعام 1949، بالرغم من أن أعماله نشرت منذ 1919، وفي عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، ويعتبره البعض الآن أعظم روائي في التاريخ.
تتميز كتابات فوكنر بالجمل الطويلة، والصور المركبة، المعقدة المبنى، وبالثنائيات اللفظية مما جعل كتاباته أشبه بحالة من الفوضى الذهنية والعاطفية، مما كان في كثير من الأحيان يجد القارئ صعوبة في تذوق أعماله، لكن فوكنر ظل منزويا في بلدته الصغيرة في الميسيسبي، بعيدا عن المعارك الادبية متفرغا لكتابته وأسلوبه، صانعا أسطورة بعيدة الأصول، منتشرة الفروع، تتألف من مجموع رواياته وأعماله الإبداعية، تضيف لها كل رواية جديدة بعدا واتساعا، مستندا للصراع الدائر بين ولايات الجنوب التي كانت تعتمد على زراعة القطن وتستخدم الزنوج رقيقا حتى اندلاع الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وخسارة الجنوب لهذه الحرب وتم الغاء الرق وقام الشمال بغزو الجنوب بوسائل شتى فتغيرت معالم الحياة، هذا التغير بما فيه من انحطاط أو سمو، من شهامة أو حقارة، وبما سبقه أو تلاه من جرائم وصراع وهتك عرض، هو موضوع فوكنر حيث "الشرف والإباء" من أكثر الكلمات التي تترد في كتابات فوكنر، وقد أحاطت بها قوى الفساد والجريمة والمادية والجشع والخسة.
يرى فوكنر في قصة الجنوب صورة مصغرة لما حل بالعالم من فوضى أخلاقية وانحلال اجتماعي، فيصوره كمأساة كونية، وقيل ان فوكنر لا ينتقي من المواضيع الا ما كان قبيحا أو مرعبا، كأنه بذلك يغذي الغرائز الدنيا في قراءه، وهذا الواقع عكس ما يهدف إليه، فهو أراد أن يواجه مشكلة الشر في العالم ويتفحصها من كل جانب، ليرى فعلها في حياة الإنسان وهو لذلك لم يترك رذيلة أو جريمة إلا وتناولها في كتاباته، فصور لنا الاغتصاب والسلب وزنا المحارم، والقتل والانتحار والادمان والمخدرات، ونبش القبور ومضاجعة الموتى وغيرها من الجرائم التي تصور مأساة "الجنوب" وبالتالي مأساة الانسان.