الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

شراكة دولية للقضاء على المجاعات.. أول آلية عالمية للوقاية من الأزمة.. الأمم المتحدة: نتعهد بعدم التهاون حيال المشكلة مستقبلا.. والبنك الدولي: نهج وقائي يجمع بين التكنولوجيا والتمويل المبكر

شراكة دولية للقضاء
شراكة دولية للقضاء على المجاعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت الأمم المتحدة والبنك الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركة ميكروسوفت وجوجل وأمازون لخدمات الإنترنت اليوم عن إطلاق شراكة عالمية غير مسبوقة للحيلولة دون وقوع مجاعات في المستقبل.
وتطلق المنظمات الدولية، بدعم من شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، آلية العمل لمكافحة المجاعة (FAM)، وهي أول آلية عالمية مُكرَّسة للوقاية من المجاعات في المستقبل. وفيما مضى، كانت الاستجابات لهذه الأحداث المدمرة تأتي في الغالب بعد فوات الأوان، حينما تكون أرواح كثيرة قد أُزهقت، مُتسبِّبةً في ارتفاع تكاليف المساعدات. وتسعى آلية العمل لمكافحة المجاعة إلى تغيير هذا الوضع بالتحرُّك نحو الوقاية من المجاعات، والتأهُّب لمواجهتها، والتحرُّك المبكر وهي تدخلات قد تنقذ الكثير من الأرواح، وتخفض تكاليف المساعدات الإنسانية بما يصل إلى 30%. 


وستستخدم المبادرة القدرة التنبؤية للبيانات في توفير التمويل اللازم من خلال أدوات التمويل الملائمة، والعمل بشكل وثيق مع الأنظمة القائمة.
في عام 2017، واجه أكثر من 20 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن المجاعة أو ظروفًا تصل إلى حد المجاعة، وهي نتاج تشابك مُعقَّد لعوامل الصراع والفقر وتغيُّر المناخ وارتفاع أسعار الغذاء. 
وهذه الظروف مازالت قائمةً اليوم في الكثير من أجزاء العالم، وتُنذِر بضياع مكاسب التنمية التي تحقَّقت بشق الأنفس في بلدان فقيرة فقرًا مزمنًا. 
واليوم، يعاني 124 مليون شخص من حالة انعدام الأمن الغذائي وقد وصلت إلى مستوى الأزمة، وهو ما يتطلَّب مساعدات إنسانية عاجلة لإبقائهم على قيد الحياة. ويعيش أكثر من نصفهم في مناطق متأثِّرة بالصراع.
وتعليقا على ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "آلية مكافحة المجاعة أداة مهمة جديدة ستساعد في التنبؤ، ومن ثمَّ في الوقاية من انعدام الأمن الغذائي والمجاعة قبل أن تترسَّخ وتستفحل. فاتقاء الأزمات ينقذ الأرواح. وإننا من خلال آلية مكافحة المجاعة نُجدَّد العهد بألا نتهاون على الإطلاق مع حالات المجاعة والانعدام الحاد للأمن الغذائي".


وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم: "إنها حقًا لمأساة عالمية أن ملايين من البشر كثير منهم أطفال مازالوا يكابدون سوء التغذية الحاد والمجاعة في القرن الحادي والعشرين. وإننا نعمل حاليا لإنشاء تحالف عالمي غير مسبوق لنقول كفى. وآلية العمل لمكافحة المجاعة نهج وقائي يجمع بين التكنولوجيا المبتكرة، والتمويل المبكر، والشراكات القوية على أرض الواقع سعيًا إلى اتقاء المجاعة. إنها ستساعدنا على استخدام مواردنا معًا لحماية أشد الناس فقرًا وحرمانًا، وستتيح لنا إعادة تركيز اهتمامنا الجماعي على ملايين البشر الذين يعانون كل عام من انعدام الأمن الغذائي المزمن."
وقال بيتر مورر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "تُشاهد اللجنة التي تعمل على خطوط المواجهة الأمامية الآلام الشديدة الناجمة عن الصراع والعنف.
والمجاعة في غالب الأحيان عرض مدمر من أعراض حرب طال أمدها. ويحدونا الأمل أن تُقدِّم نماذج جديدة للتعاون مثل هذا النموذج حلولًا جديدة وأن تساعد على تخفيف انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع".
وستُشجِّع آلية مكافحة المجاعة الاستثمارات التي تعالج الأسباب الجذرية للمجاعة عندما تلوح في الأفق أول نذرها، وستساعد على بناء سبل كسب العيش للفئات الأولى بالرعاية، وشبكات الأمان، وآليات التكيُّف. وفي السنوات العشر الماضية، استثمر البنك الدولي ما يصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا في مبادرات الأمن الغذائي، وسيستمر في البحث عن سبل إضافية لزيادة هذه الاستثمارات في مشروعات وبرامج في المستقبل.
وستستخدم آلية مكافحة المجاعة أحدث التقنيات لإيجاد أداة أكثر فاعلية للإنذار المبكر حينما تنذر أزمات الغذاء بأن تتفاقم وتتحول إلى مجاعات. فهذه الإنذارات ستساعد على تفعيل خطط تمويل وعمل مُعدة سلفًا من قِبَل المانحين والوكالات الإنسانية والحكومات لتصميم تدخلات مبكرة أكثر كفاءة.


وقال براد سميث رئيس ميكروسوفت: "إذا استطعنا تحسين قدرتنا على التنبؤ متى وأين ستحدث المجاعات القادمة، فسوف يكون بمقدورنا إنقاذ الأرواح بالتحرك مبكرا وعلى نحو أكثر فاعلية. والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ينطويان على إمكانيات هائلة للتنبؤ ورصد أي مؤشرات مبكرة على نقص الغذاء، مثل قلة المحاصيل، ونوبات القحط والجفاف، والكوارث الطبيعية والصراعات. وتفخر ميكروسوفت بالانضمام إلى أمازون وجوجل في ابتكار حلول لتلبية هذه الاحتياجات الإنسانية".
وتُقدِّم جوجل وميكروسوفت وأمازون لخدمات الإنترنت وشركات التكنولوجيا الأخرى أرفع مستويات الخبرة في العالم لابتكار مجموعة من النماذج التحليلية يُطلَق عليها "آرتيميس" تستخدم الذكاء الاصطناعي المتقدم والتعلُّم الآلي في التقدير والتنبؤ بأزمات الأمن الغذائي المتفاقمة في الوقت المناسب. وستساعد هذه التنبؤات في توجيه وتشجيع متخذي القرار على الاستجابة والتحرك المبكر.
وقال كنت ووكر النائب الأول للرئيس للشؤون العالمية ورئيس المستشارين القانونيين في جوجل: "الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة الأخرى يمكن أن تصبح قوة هائلة تعمل من أجل الخير، وقد شهدنا بالفعل أنها تستطيع مساعدة المزارعين على تحديد المرض في نباتات الكاسافا، وحفظ صحة الأبقار وزيادة إنتاجيتها، وتحقيق تكامل جهود الإغاثة الشاملة. وتفخر جوجل أن تكون شريكًا للبنك الدولي في آلية مكافحة المجاعة للمساعدة في الوقاية من المجاعات في المستقبل في المجتمعات المحلية في أنحاء العالم".


وقالت تيريزا كارلسون نائبة الرئيس للقطاع العام العالمي في أمازون لخدمات الإنترنت: "إنَّنا نفخر بأداء دور في مبادرة آلية مكافحة المجاعة، والعمل في إطار من التعاون لحل واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في العالم. ونُهُج التعاون والتآزر بين القطاعين العام والخاص كهذا النهج تتيح لنا أن نعمل بشكل جماعي لتقديم أحدث التقنيات إلى المنظمات الإنسانية الرائدة وتزويدها بأدوات مبتكرة للتنبؤ والوقاية من المجاعة وفي نهاية المطاف إنقاذ أرواح البشر".
تبني آلية مكافحة المجاعة على خبرات البنك الدولي والتزامه بتحسين سبل التنبؤ بالمخاطر ومنع الأزمات بكافة أنواعها قبل وقوعها. 
وفي يوليو، وافق مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي على المنصة العالمية لمخاطر الأزمات، وهي منصة جديدة لتحديد المخاطر قبل أن تستفحل وتتحول إلى أزمات كاملة. وتجمع المنصة بين الوقاية والتأهُّب في إستراتيجيات إنمائية للبلدان المتعاملة مع البنك، وتُستخدَم في التحرك قبل وقوع الأزمات العالمية مثل المجاعة وتفشي الإيبولا، وغيرها من الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان.
وتبني آلية مكافحة المجاعة أيضا على جهود الأمم المتحدة لإعطاء أولوية للوقاية، وجهودها لمعالجة المخاطر على نحو أكثر منهجية. وتتسق الآلية أيضا مع قرار مجلس الأمن الدولي 2417 الذي صدر في الآونة الأخيرة بشأن الصلات بين انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع وخطر المجاعة.
وسيجري بادئ الأمر تطبيق آلية مكافحة المجاعة على مجموعة صغيرة من البلدان المحرومة وتتسع تدريجيا لتصل في نهاية المطاف إلى تحقيق تغطية عالمية. وفي 13 أكتوبر، سيلتقي الزعماء الملتزمون بهذه المبادرة في إطار الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإجراء مزيد من المناقشات بشأن تنفيذ آلية مكافحة المجاعة.