الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"يوم الدين".. يعيد الحياة لـ"السينما الإنسانية" في مصر

 فيلم يوم الدين
فيلم يوم الدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأمراض.. جزء لا يتجزأ من الحياة، تختبر مدى صبر وقوة الأشخاص الذين يقعون فريسة لها، منهم من يكتب المرض نهاية لحياته بشكل مؤسف، وآخرون ينجحون فى الانتصار عليه ويخرجون من المعركة منتصرين لبدء حياة جديدة تكون بمثابة شعلة إلهام لغيره من الأصحاء.
السينما طرحت هذا الموضوع فى عشرات من الأعمال الفنية، ونجحت فى تسليط الضوء على الحياة الأليمة التى يعيشها هؤلاء المرضى، فى محاولة لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة المحيطة بطبيعة مرضهم المزمن، مثل مرضى الإيدز على سبيل المثال؛ هذا بالإضافة إلى طرح الجانب الإنسانى لقصص هؤلاء المرضى وحالة الرفض التى يعيشونها من جانب المجتمع بسبب نقص الثقافة حول كيفية التعامل معهم دون المساس بشعورهم.
فيلم «يوم الدين» نجح فى نقل المشاهد داخل عوالم جديدة يعيشها مرضى الجذام، لا سيما أن مخرجه أبوبكر شوقي، له باع طويل فى السينما مع هذا المرض، وقدم من قبل فيلما عام ٢٠٠٩ بعنوان «المستعمرة»، ودارت أحداثه أيضا داخل مستعمرة للجذام؛ شوقى لم يسلط الضوء بأعماله السينمائية عن الحياة الخطرة التى يتعرض لها هؤلاء المرضى، ولكن غاص بنا بعيدًا نحو المعاناة الحقيقية التى يواجهها هؤلاء الأشخاص نتيجة الرفض المجتمعى لهم بسبب التشوهات الجسدية التى يخلفها هذا المرض المتوحش لأصحابه.
نجح الفيلم فى كسب احترام وتعاطف الحضور بمهرجان الجونة السينمائى ليلة عرضه الأول يوم الجمعة الماضي بالمسابقة الرسمية للمهرجان، الأمر الذى استدعى وقوف الحضور عدة دقائق لتوجيه التحية لصناع الفيلم، خاصة أن بطل الفيلم راضى جمال (بشاي) مريض متعاف من الجذام، وبرع فى تجسيد دوره بالعمل وحاز على إشادات واسعة من جانب النقاد.
تدور القصة حول رجل فى منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة صديقه وحمار خلال رحلة عبر أنحاء «مصر»، فى محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد؛ الفيلم شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى هذا العام، وحصد جائزة «فرانسو شاليه للأعمال ذات الطابع الإنساني».
السينما العالمية زاخرة بالعديد من الأفلام التى ناقشت قضايا إنسانية متعلقة بالجانب المظلم من حياة المرضى، أهمها رائعة جان مارك فاليه «Dallas Buyers Club» للنجم ماثيو ماكونهي؛ يرصد الفيلم قصة رون وودروف «ماثيو ماكونهي»، رون كان مدخنًا ومعاقرًا للخمر وللمخدرات بالإضافة إلى أنه كان كثير العلاقات وعنصريًا، بعد أن يصاب رون فى العمل يذهب للمستشفى وهناك يخبره الأطباء بأنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» وربما سيموت خلال شهر، فى البداية يعيش رون فى حالة إنكار ممزوجة بالغضب ويكتشف أنه لن يقدر على تحمل تكلفة الدواء، يقرر رون بذل كل السبل المتاحة من أجل إنقاذ حياته ليجد نفسه يساعد من كان يبغضهم.
الممثل والمخرج الإنجليزى أندى سيركس، أبدع فى تصوير رحلة معاناة المرضى بمرض عضال بفيلمه «Breathe» للنجم أندرو جارفيلد؛ وتناولت أحداثه الحياة الشخصية لروبين كافينديش الذى يصاب بمرض عضال، يتسبب فى إصابة معظم أجزاء جسده بالشلل، وهو فى سن الثامنة والعشرين من عمره، وبالرغم من توقع الأطباء لقضاء المرض عليه، وأن حياته قصيرة، إلا أنه يتمكن من هزيمة المرض ويتحول إلى داعم للأشخاص الذين يعانون من نفس حالته حول العالم.