الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي| "أغورمي".. معبد الوحي في الصحراء الغربية

 أغورمي
"أغورمي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد قرية «أجورمي» إحدى قرى واحة الغروب «سيوة»، وواحدة من أجمل بقاع الصحراء الغربية، تلك البقعة الساحرة التي ذاع صيتها وارتفع شأنها في العصور الإغريقية والرومانية، حتى إن البعض يؤمن بوجود قبر الإسكندر الأكبر فيها.

أجورمي هي الهضبة التي بني فوقها معبد الوحي وترتفع حوالى 30 مترًا فوق سطح الأرض، وتأخذ الهضبة شكل حدوة الحصان، وذلك لأن أطرافها الغربية والشمالية والشرقية مرتفعة، وتنحدر بالتدريج لمنتصف الهضبة، أما الجهة الجنوبية أقل ارتفاعًا، مما يشبه بالممر أو المدخل، وتتكون الهضبة من الحجر الجيري تفصله طبقات من الطفلة الخضراء، وكان معبدًا فى العصور الفرعونية القديمة، وبعد ذلك استخدمه السكان وأقاموا فيه العديد من المنازل فكانت (شالي أجورمي).

تقع القرية على بُعد 310 كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط وإلى الجنوب الغربي من مدينة مرسى مطروح، ويمتد تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد أيام الدولة الحديثة في تاريخ مصر الفرعونية، حيث شيد فراعنة هذا العصر معبد الإله آمون _ الإلة الرسمي للدولة الحديثة _ هذا المعبد الذى زاره الإسكندر الأكبر المقدوني عام 331 قبل الميلاد بعد استيلاؤه على مصر بعام واحد، من أجل التقرب من المصريين وكسب ودهم وحبهم وتقدير أربابهم، وقام الكهنة بتتويجه ومنحه لقب «ابن آمون»، وتشهد أرض الواحة حتى يومنا هذا على أنها قهرت الملك الفارسي «قمبيز» وجنوده الذين اختفوا بعتادهم وعدتهم فى قلب صحرائها، ويوجد جبل الموتى الذى يعود إلى العصر الروماني الذين اختاروا الجبل مقرًا لدفن موتاهم بأدوار مختلفة بالجبل تضم كبار الكهنة والآلة الرومانيين.

ومن أشهر الآثار القديمة التي توجد في تلك القرية، معبد الوحي والتنبؤات، الذي بنى خلال عصر الأسرة 26 في عهد الملك نقطانب الثاني، وترجع أهميته إلى أن الإسكندر حصل على حل لإشكالية تولي عرش مصر طبقا للأعراف المتبعة في وراثة العرش بطريقة معروفة أيضا، وهي فكرة الولادة الإلهية.

يقع معبد التنبؤات خلف معبد آمون، ما يعرف بـ"أوركل"، وهذه التسمية جاءت من الحادثة المشهورة عندما زاره الإسكندر الأكبر طلبا لنبوءة حول مستقبل حملاته العسكرية، والمعبد محتفظ بالكثير من تكوينه الخارجي، وقد خصص هذا المعبد لعبادة آمون وفيه قدس الأقداس، وهي القاعة التي تم فيها تتويج الإسكندر ابناً لآمون، وهذا المعبد مع معبد آمون يشكلان معا مجمع كبير، حيث وجد العلماء طريقاً واصلاً بين المعبدين وبين معبد ثالث يقع في منتصف الطريق بينهما، والمنطقة كلها تدعى "أجورمى" ومعروفة لدى أهالي سيوة بـ«أجورمي».

وتعتبر أجورمي من أبرز المقاصد السياحية والأثرية بواحة الغروب، حيث تضم عددا من المقومات السياحية مثل عين كليوباترا الطبيعية، التي تجذب السائحين العرب والأجانب، وتجد من حولها أشجار النخيل عماد اقتصاد تلك الواحة، وأشجار الزيتون والرومان والكثير من الفواكه، وتضم عدد من مصانع تجفيف وتعليب التمور، ومعاصر زيت الزيتون، وتخليله.