يتحملون لهيب الشمس الحارقة، سعيا وراء الرزق، ويقفون بالساعات يوميا أمام بضاعتهم، من أجل جني، جنيهات قليلة، تغنيهم عن السؤال، غير أن المشاكل التى يواجهونها مع «الحي» وشرطة المرافق، هى أكثر ما يهدد رزقهم، ويشغل تفكيرهم، للبحث عن الهرب، بمجرد سماع كلمة «إزالة».
أعلى كوبرى مشاة، شبرا الخيمة، يقف العم، صيام محمد، الرجل الخمسيني، أمام بضاعته، سعيا وراء رزق أسرته، بقوله: «أنا شغال على فرشة جزم باليومية، منذ ٢٥ عاما، أتنقل من مكان لمكان، لأنى لست موظفا فى شركة، وعملى رزق يوم بيوم، وأقابل يوميا وجوها كثيرة، وفى شغلنا بنقابل الوحش والكويس، وبنستحمل عشان نقدر ناكل عيش».
وأضاف صيام: «أنا ابنى الثانى على الجمهوية فى الثانوية العامة، ولكنى أجد صعوبة فى مصاريف الجامعة، لأنه دخل طب عين شمس، والكل عارف مصاريف الطب غالية، وأنا شغال على الفرش باليومية، وربنا بيعدلها، بس مشاكلى كلها فى الشغل، إنى مش عارف أقف دقيقة، بسبب حملات البلدية، وأنا عندى ٥٠ سنة وبشيل الفرشة وأجرى عشان ميخدوش البضاعة مني، وتعبت من كتر الشيل والحط».
متابعا: «كل يوم أتعرض للخسارة، لأن البضاعة اللى بتتسحب مني، بدفع ثمنها لصاحب الفرشة، لأنه ليس له دخل فى هذا، والمكان المطلوب أن نذهب إليه غير صالح للبيع والشراء، لعدم وجود ناس به، والمكان الذى يكون فيه ناس كثيرة ورزق، تضايقنا فيه البلدية، وكل ما أتمناه، هو أن نأكل عيش بالحلال، دون التدخل فى أزمات مع الحكومة والحي، وأن أكمل تعليم عيالي، وأعيش حياة شريفة، بالحلال، وهذا حلم كل أب يكافح من أجل أسرته».
