حالة من الغليان تسيطر على الساحة الرياضة في مصر، بعيدا عن الانتماءات، بسبب حالة الفوضى التي يعيشها مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة، والتي وصلت ذروتها الإثنين، بعد الأحداث التي شهدها ملعب المقاولون العرب بالجبل الأخضر، على خلفية مباراة ذئاب الجبل ونادي بيراميدز، وموجه الاعتراضات العارمة من مجلس إدارة نادي المقاولون وجهازه الفني على استقدام طاقم حكام تونسي من دون استئذان النادي المضيف.
وكانت الأزمة قد بدأت منذ لقاء نادي بيراميدز والجونة في الأسبوع الماضي، والتي تبعها هجوم شديد من مسئولي نادي بيراميدز على التحكيم المصري، وإعلان مسئولي النادي استقدام حكام أجانب في المباراة المقبلة أمام المقاولون، وهو الطلب الذي رفضه مسئولو اتحاد الكرة وتحديدا عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام وشن هجوما كبيرا على مسئولي بيراميدز، خاصة أن هذا الطلب قد تم رفضه مرارا للأندية في اوقات سابقة، وعلى رأسها الأهلي والزمالك وسموحة.
وقبل ساعات من المباراة، أعلن اتحاد الكرة إسناد المباراة لطاقم حكام تونسي، دون طلب فريق المقاولون صاحب الأرض أو حتى إخطارة بذلك لتشتعل الاجواء بشكل سريعا، خاصة بعدما تفاجأ علاء نبيل مدرب المقاولون بغياب الحكم الخامس عن المباراة وهدد بالانسحاب قبل تدخل العقلاء، واستمر الهجوم الكبير حتي عقب المباراة وتلميحه بفساد داخل قلعه الجبلاية بعدما أطلق على الدوري بطولة "مرجان أحمد مرجان" في اشارة إلى الفيلم الشهير للفنان عادل إمام.
ما زاد من حدة الازمة، هو التضارب في تصريحات رئيس لجنة الحكام وعضو المجلس، عصام عبدالفتاح، الذي أعلن رغبته في انجاح تجربة بيراميدز لتشعل الأجواء قبل المباراة.
عبدالفتاح أعلن رغبته في الاستقالة من منصب رئيس لجنة الحكام، بسبب ضغوط مجلس الإدارة واتخاذ قرارات خاصة بالتحكيم دون موافقته، وهو السبب الحقيقي للأزمة، ثم يترك مجلس الجبلاية عبدالفتاح وحيدا يدافع.
"أبو ريدة" أقنع "عبدالفتاح" بالاستقالة من لجنة الحكام لتهدئة الرأي العام، على الرغم أن المشكلة ليس لها علاقة برئيس اللجنة، بقدر قرارات خاطئة وغير مدروسة من مسئولي الجبلاية، وهو ما ينذر بأزمات أكثر خطورة خلال المرحلة المقبلة، قد تعصف بمسابقة الدوري، خاصة في ظل قرار الأمن بعودة الجماهير للمدرجات بشكل تدريجي.
ويعد جمال الغندور أبرز المرشحين لخلافة عصام عبدالفتاح في رئاسة لجنة الحكام، خاصة أن الأول يحظى بقبول من معظم اعضاء الجبلاية، وعلى رأسهم الثلاثي أبو ريدة وأحمد مجاهد ومجدي عبدالغني، الذين كانوا يعترضون على إشراف "عبدالفتاح" على لجنة الحكام من البداية.
