دشنت إدارة مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان في محافظة الأقصر، معمل الباثولوجي المخصص لإجراء تحليل للعينات التي يتم سحبها من مرضى الأورام المختلفة في نفس مكان العلاج للتخفيف عنهم، والقضاء على عامل الوقت في تحليل العينات في معامل القاهرة في خطوة جديدة لدعم علاج مرضى السرطان بأحدث الأساليب والتطورات العالمية.
وأوضحت الدكتورة نسرين مجدي المسئولة عن معمل الباثولوجي الجديد بالمستشفى الأورام بالأقصر، أن المعمل عبارة عن معمل لتحليل العينات التي يتم سحبها من المرضى من الجسد، حيث يتم تحويلها لنسيج يقسم لمكعبات من الشمع لتقطيعها شرائح رفيعة لتحليلها وتشخيص الحالة المرضية للمواطنين داخل المستشفى، حيث أنه نوع مهم من أنواع التحاليل لمرضي السرطان لكشف كافة ملابسات المرض ومعرفة طرق علاجه، حيث أن الفرق بينه وبين التحاليل الطبيعية أنه يتم خلاله تحليل النسيج، ويعطي معلومات تفصيلية أكثر عن الحالة المرضية، تساعد كثيرًا الجراح والطبيب في معرفة حالة المريض وكيفية تقديم العلاج له، حيث أن أغلب أنواع العلاج تخرج للمريض اعتمادًا على تقرير معمل الباثولوجي حيث يتم داخل المعمل تشخيص كل شيء عن حالة مريض الأورام المختلفة، مشيرة إلى أن العمل يضم نخبة من أستاذة الباثولوجي بمصر، وتم إنشاء المعمل في إطار دعم مؤسسات الدولة للمستشفى حيث تم التبرع بتكلفة المعمل بالكامل من قبل البنك الأهلي.
وأضافت نسرين، أنه من الطبيعي أن العينة لو كان حجمها صغير تستغرق تحليلها وخروج تقرير عنها من 6 لـ7 أيام، أما لو كان العينة كبيرة فيصل تحليلها لـ10 أيام، ولو كانت العينة من العظم قد تصل فترة التحليل 15 يومًا، فوجود المعمل داخل المستشفي يساعد كثيرًا في ربط حلقة التواصل بين الطبيب المعالج للحالة للوصول لأعلى معدلات علاج مميز للمرضى، فقديمًا كانت تحاليل العينات تأخذ دورة طويلة للغاية حيث كان يقوم المريض بتحليل العينة بالخارج وتبلغ تكلفة العينة الواحدة من 2000 لـ3000 جنيه، كما كانت تقوم المستشفى بعمل تعاقدات مع معامل أخرى بالخارج، ولكن مع افتتاح المعمل وبدء العمل في مطلع سبتمبر الجاري تم المضي قدمًا في خطوة جديدة تخدم المرضى بصورة أكبر، مؤكدةً أنه في تحليل العينات يعتبر عامل الوقت أهم خطوات النجاح وذلك سيتم مع وجود المعمل داخل المستشفى، حيث أن جزء كبير من كتابة التقرير يعتمد على الاتصال بين الطبيب والمعمل، ووجوده في نفس المكان يسهل طبيعة علاج الحالة والتعامل معها للترابط بالمستشفى، وكذلك توفير أموال ووقت لمريض الأورام بهذا المعمل حيث أن كان في السابق يتم التعامل مع معامل ذات ثقة في القاهرة فقط وكانت تتأخر العينات، وحاليًا لن يتم تأخير أي عينة مع وجود معمل الباثولوجي داخل المستشفى.
وعن فريق العمل داخل معمل الباثولوجي بالمستشفى، أكدت الدكتورة نسرين مجدي، أن المعمل بالمستشفى يضاهي المستشفيات العالمية في لندن وذلك عن تجربة شخصية لها بالعمل في عدد من مستشفيات إنجلترا، مؤكدةً أن فريق العمل بالمستشفى يحضر زمالات دولية وعالمية للتدريب على التعامل بصورة مميزة مع تلك المعامل، وبالفعل الفريق حاليًا على درجة عالية من التدريب، وكذلك يوجد اتصال بين معمل الباثولوجي بالمستشفى وأطباء مصريين إنجليز بالخارج، منهم الدكتورة منى البحراوي مصرية انجليزية لتسهيل تدريب الأطباء والاستشارات مع أطباء بالخارج لضمان أفضل خدمة للمرضى، مشددةً على أنه لا يوجد مكان آخر في مصر له التواصل القوي مع الخارج مثل معمل الباثولوجي بمستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام، وتم التخطيط للوصول لمعدلات نجاح كبيرة في المعمل حتى يتم التحرك في خطط التعاون الدولي خلال الفترة المقبلة، ومع مرور الوقت تخطط إدارة المستشفى لعمل اتفاقيات توأمة وتعاون مع معامل دولية ليصبح معمل الباثولوجي بالمستشفى مركز معترف به للتدريب حول مصر والعالم أجمع.
جدير بالذكر، أن الدكتورة نسرين مجدي كانت قد حصلت على الدكتوراه عن إنجلترا، وحاليًا مدرس باثولوجي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، وزميل الكلية الملكية للباثولوجيين بالقاهرة، وأول طبيبة تحصل على تلك الشهادة وتعمل بمصر حبًا في تطبيق العمل الدولي في مصر، وسكرتير عام الجمعية المصرية لتدريب الباثولوجيين ECTT حيث تقوم بأعمال التوجيه للمتقدمين للحصول على الرويال كوليدج.
