الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحجاب في الرأس ولا الكراس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل الحجاب فرض أم لا؟
الحجاب شكل لا يدل على العفة.
تخيل كده مثلا أن سيدنا النبى كان من سكان وسط أفريقيا فى الغابات وأنزل الله الرسالة عليه وهو فى مكان كثيف الزراعات والغابات وحر جدا والناس هناك مش بتلبس هدوم أصلا.
هل الرجل من قبيلة العرايا لم يشاهد أنثى عريانة، هل هذا يثير غرائزه؟
طب هل الأنثى إن رأت رجلا عريانا من نفس القبيلة بتاعتها هيحصل عندها هذه الإثارة؟
وهل كان السلفيون فى عصرنا الحديث سوف يمشون فى الشوارع عرايا أسوه بالنبى وتكون زوجاتهم عرايا؟؟
الموضوع وبكل بساطة كما تشرحه الدكتورة إلهام أحمد أستاذ علم الأديان المقارن، أن طبيعة البيئة الصحراوية تجعل الرجل والمرأة يغطون رأسهم خوفا من الشمس وإلى الآن فى الدول العربية بيلبسوا طرح عادى.
يعنى اللبس بيكون ثقافة مجتمعية بحتة ملهاش أى علاقة بالأديان.. كل الفروض فى الإسلام ليها أوامر مباشرة وصريحة فى كتاب الله، الأمر الواضح الموجود فى كتاب الله هو غض البصر والعفة مش تغطية الشعر.
العهر مش فى الجسم العهر فى المخ.. الحجاب فى اللغة يعني الساتر. والآية القرآنية الكريمة التى وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن، وتعني وضع ساتر بينهن وبين المؤمنين. {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن (أي نساء النبي) متاعا فاسألوهن من وراء حجاب...} إلى آخر الآية.
هذه الآية تتضمن ثلاثة أحكام:
١- تصرف المؤمنين عندما يدعون إلى طعام عند النبي.
٢- وضع ساتر بين زوجات النبي والمؤمنين.
٣- عدم زواج المؤمنين بزوجات النبي بعد وفاته.
{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}
النساء كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة، ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى أعلى الصدر مكشوفا. فأمرت الآية بإسدال الخمار لتغطية الصدر العاري، (تفسير القرطبى).
لو كان الشعر هو المقصود بالستر لذكر مع الصدر.
أما بالنسبة للجزء الخاص بـ {... يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، فقد اختلف الفقهاء فى بيان ما ظهر من الزينة. وهو اختلاف بين فقهاء. أى آراء بشر قالوا بها فى ظروف عصورهم وليس حكما واضحا قاطعا.
من ذلك أن بعض الفقهاء قالوا إن ما يظهر من الزينة هو كحل العين وخضاب اليدين والخواتم والأقراط والحلي. فهل يعقل السماح بإظهار العيون المكحلة والخواتم والوجه وهي أكثر فتنة وإغراء. ولا يسمح بإظهار الشعر الذى يعتبره المتشددون إثما وعورة.
هل الفتنة فى الشعر وحده. وماذا عن الوجه والعيون والحواجب والأسنان والصوت ونتوءات الصدر والأرداف والقوام والشباب ولون البشرة إلى آخره.
{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} (الأحزاب).
سبب نزول الآية أن الأعرابيات كن يقضين حاجاتهن فى العراء. وكان بعض الفجار يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجواري، أو من غير العفيفات.
فشكون للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن ثم نزلت آية لتضع فارقا وتمييزا بين الحرائر من المؤمنات، والإماء وغير العفيفات. وهو إدناء المؤمنات لجلابيبهن حتى يعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر.
إن وجدت العلة وجد الحكم، وإذا انتفت العلة انتفى الحكم. وحيث إنه لا توجد إماء اليوم، فلا يكون الحكم واجب التطبيق شرعا.
كان الصحابة يأمرون بعدم تسجيل وكتابة الأحاديث، خوفا من أن يفتن بها المسلمون وينصرفون عن القرآن. كثرت الأحاديث الملفقة بسبب المنازعات السياسية والخلاف بين الفرق الدينية والزنادقة واليهود، الذين أرادوا بها أن يفسدوا الناس ودينهم والإبقاء على عاداتهم القبلية.
لذلك فإن شعر المرأة، وكذلك شعر الرجل، لا يعتبر عورة فى المفهوم الديني. الزي والملبس من شئون الحياة، تتشكل وفقا للعرف السائد، وتتحدد طبقا للتقاليد، ولا تتصل بالدين أو الشريعة، إلا فى ضرورة أن تلتزم المرأة والرجل بالاحتشام والتعفف والتطهر.
شعر المرأة ليس عورة، والذى يقول بغير ذلك يفرض من عنده ما لم يفرضه الدين، ويغير ويبدل من أحكام الدين.
الدين يسر لا عسر، والغلو فى الدين مهلك «إياكم والغلو فى الدين...» والقرآن الكريم يشجعنا على التفكر والتذكر وإعمال العقل فى كل آية من آيات القرآن الكريم.
فلا يجب الانقياد وراء فتاوي عمرها آلاف السنين خوفا من الخطأ. القاعدة هي: للمجتهد المصيب أجران، وللمخطئ أجر اجتهاده.
وفى النهاية كلنا فى التراب وبلاش نقول خرا سمك.