يعتبر الشاعر الإيطالي دانتي أليجييري من أحد أعظم أدباء أوروبا، شارك في النهضة الأوروبية، عمل بالسياسة وطالب بفصل الكنيسة عن الدولة، لاقي كتابه "الكوميديا الإلهية" شهرة عالمية كبيرة، والذي استمد فكرتها من الشاعر العربي أبي العلاء المعري صاحب "رسالة الغفران".
دانتي، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الجمعة، لم يكن يعرف له تاريخ ميلاد، لكنه من مواليد برج الجوزاء كما قال في كتابته، أي يوافق الفترة بين 21 مايو إلى 21 يونيو، ويرجح أنه في العام 1265، ورحل في 14 سبتمبر من العام 1321، بمدينة رافينا الإيطالية وذلك عن عمر يناهز 56 عامًا.
تزوج دانتي وهو في الثانية عشرة من عمره بجيما دي مانيتو دوناتي، حيث كان الزواج المبكر في هذه الفترة الزمنية أمرا شائعا ولكن كان يتطلب مراسمًا مهمة كالتوقيع بشكل رسمي أمام كاتب عدل، وأنجب منها 4 أبناء هم جاكوبو، بيترو، جابريل أليجييري، وأنطونيا التي اتخذت الرهبنة مسار حياتها وعُرفت باسم الأخت بيتريس.
تلقى تعليمه بالمنزل حيث درس الشعر التسكاني في الوقت الذي بدأت مدرسة سيسيليان أن تصبح معروفة في تسكانيا، ثم دفعته اهتماماته إلى اكتشاف المنشدين والشعراء البروفانسيين، والثقافة اللاتينية، وذلك إلى جانب دراسته اللغة العامية الإيطالية، اللاتينية، والبروفنسال إلى جانب إدراجه لبعض أبيات الشعر في تلك اللغة عن العذاب.
لدانتي العديد من المشاركات السياسة حيث شارك بحماس في الصراع السياسي الذي كان يوجد في وقته مما أدى إلى نفيه، وذلك إلى جانب تأييده النشط للوحدة الإيطالية، ثم كتب بعد ذلك الأطروحة اللاتينية "دي الموناركية" في 1310م والتي تمثل عرضا مفصلا لأفكاره السياسية، من بينها الحاجة إلى وجود الإمبراطورية الرومانية المقدسة والفصل بين الكنيسة والدولة وبالرغم من ذلك لم يعرف التاريخ تاريخا محدد لميلاده ولكن تم استنباطه واستخلاصه من خلال سيرته الذاتية.
له العديد من الأعمال ولعل أعظمها "الكوميديا الإلهية" المُكونة من ثلاثة أقسام هم الجحيم، المطهر، والفردوس حيث يُعتبر بمثابة البيان الأدبي الأعظم الذي أنتجته أوروبا أثناء العصور الوسطى، وقاعدة اللغة الإيطالية الحديثة، فهي واحدة من الأعمال الرئيسية لعملية الانتقال من العصور الوسطى إلى عصر النهضة، كما تعتبر تحفة من الأدب الإيطالي وواحدة من قمم الأدب العالمية، ما جعله يحظى بشهرة كبيرة ويلقب بـ"الشاعر الأعلى" في الأدب الإيطالي ويسمى أيضًا دانتي "أبو اللغة الإيطالية".
