الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"أنا ضد التنمر".. حملة توعوية بالأزمات النفسية والاجتماعية.. برلمانية: تفعيل دور الإخصائي بالمدارس أساسي لمراقبة عنف الأطفال.. واستشاري نفسي: الاستشاريون دورهم "إداري فقط"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلقت منظمة اليونيسف في مصر، بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة التربية والتعليم، بدعم من الاتحاد الأوروبي، حملة "أنا ضد التنمر"، لمناهضة ظاهرة التنمر في المدارس، تزامنًا مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد يوم 22 سبتمبر المقبل، وذلك بالاستعانة بمجموعة من الفنانين "أحمد حلمي- منى زكي" والمخرج عمرو سلامة، للمشاركة في الحملة التوعوية للأطفال والأسر أيضًا.


وترجع ظاهرة التنمر وظهورها إلى بعض الأطفال في المدارس، نتيجة الأزمات والمشكلات التي تحدث داخل الأسرة، أو الاختلافات الطبقية والبيئية والدينية، ما يستوجب التوعية من قِبل المدرسة والأسر.
مشاهير الفن الذين عانوا من "التنمر" في طفولتهم:
1-الفنان أحمد حلمي:
أعلن الفنان أحمد حلمي، عن تعرضه لـ"التنمر" منذ الصغر، وذلك خلال حملة منظمة اليونيسف عن هذه الظاهرة، ودعمه لحملة "أنا ضد التنمر"، وما تعرض له من أذى من زملائه، قائلًا: "اتقالي دمك تقيل، وودانك مطرطقة"، ولكنه استطاع أن يحول هذه المرحلة السلبية في حياته إلى نجاح وطاقة إيجابية وقوة، ناصحًا أولياء الأمور الذين تعرض أبناؤهم للتنمر بتوعيتهم ومنع محاولات التنمر التي قد يتعرضون لها.


2-الفنانة بدرية طلبة:
نشرت الفنانة بدرية طلبة على صفحتها الرسمية بموقع "إنستجرام"، قصتها مع التنمر الذي تعرضت له في طفولتها، قائلة: "حصلي فعلا كنت مريضة بالغدة ومكنتش أعرف اللي بيحصلي ده من أعراضها كانت مخلية وزني 45 كيلو وجاحظة عيني ومسببة لي زي شلل رعاش وعدم توازن وكنت على المسرح ووقعت، وأنا بحاول أقوم سمعت واحد في الصف الأول بيقول البنت دي بتشم خلاني ادمرت نفسيًا لأني أصلا مش مدخنة وممنوع أتواجد في مكان فيه دخان لأني مريضة صدر، وعلشان كلامه الجارح ربنا أكرمني بدكتور واستأصل الغدة اللي كانت خبيثة لكن قالي رجوعي لحالتي الصحية ولوزني وشكلي الطبيعي حياخد سنين بعد العملية".
وتابعت: "كنت كل ما أشوف حد بيتكلم ويبص عليّ أفكر إنه بيقول نفس الكلام الجارح، لحد ما شوفت فيلم آسف على الإزعاج اللي غير مجرى حياتي وخلاني أفترض حسن النية في اللي بيتكلم أو بيبص لي، وفعلًا كان ربنا أكرمني واتعرفت والناس بيتكلموا على طعامتي وخفة دمى، وجبت مكياج داريت الهالات السودة وحبيت عيبي وحبيت الهالات السودة وهي حبتنى وتعايشنا مع بعض وحمدت ربنا إنه أكرمني بعيب باقدر أداريه بالمكياج، اللي بيقوله الأستاذ أحمد حلمي مهم، اوعى تدوس على جرح حد وتعايره بأي عيب فيه حرام حرام حرام، تسلم يا برنس".


3-المخرج عمرو سلامة:
روى المخرج عمرو سلامة، قصة تعرضه للتنمر في طفولته، وذلك خلال مشاركته في حملة "أنا ضد التنمر"، والذي كان سببًا في نجاحه حاليًا، قائلًا: "أنا أحكى حاجات بقالها أكثر من 17 سنة، علي وعمرو كمال، الناس دى فاكرهم أوى فى حياتى لأنهم قاموا بعمل تنمر ضدي ولحد النهارده فاكر الكلام اللى قالوه ليا ومكرر فى ودنى، وفاكر أحمد ومحمدين وفاكرهم لأنهم أبطال ودافعوا عنى، وده ممكن يكون سبب لأنك تنجح فى حياتك".


4-الفنانة تارا عماد:
ذكرت الفنانة تارا عماد، قصتها مع ظاهرة التنمر بسبب طول القامة، أثناء مشاركتها بحملة "أنا ضد التنمر"، الأمر الذي تسبب لها في أزمة نفسية عانت منها خلال فترة طفولتها، قائلة: "كانوا بيتريقوا عليا كتير أوى وأنا صغيرة بسبب طولى، إنك تطلب مساعدة معناه ده مش ضعف".


وفي هذا الصدد، قالت النائبة هبة هجرس، عضو مجلس النواب، إن ظاهرة التنمر ترجع في الأساس للخلافات الأسرية التي يشهدها الأطفال، مطالبة بضرورة تفعيل المدارس دور الإخصائيين الاجتماعيين وتوفير الإخصائيين النفسيين، التواجد بشكل أساسي داخل الفصول وفي فترات الراحة للطلاب "الفسحة"، لمراقبة الأطفال وتعاملاتهم مع بعضهم البعض، والأزمات التي يتعرضون لها، ومدى حبهم لفرض السيطرة على الآخرين واستخدام العنف والتعامل العدواني.
وأوضحت هجرس، أنه يمكن عمل جلسات توعية للطلاب والأهالي أيضًا نتيجة أهمية دور المدرسة والأسرة ممثلة في "الأب والأم" تجاه الأطفال، لضمان نشأة الطفل في بيئة نفسية وصحية سليمة.


بينما يقول الدكتور علي عبدالراضي، استشاري الصحة النفسية، إن الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس ينحصر دورهم في الشق الإداري فقط، وليس التوعوي للأطفال والأسر ومتابعة الأحداث والأزمات النفسية والدراسية والاجتماعية للطلاب، موضحًا أنه ليس هناك تواصل اجتماعي بين المسئولين في المدرسة والطلاب، فإن وجودهم ضروري جدًا داخل المدارس.
وتابع عبدالراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن دور الإخصائي النفسي مهم في تأهيل الطلاب نفسيًا ومعرفة مستواه الدراسي سواء متقدم أو متراجع، وتنمية روح الإبداع والابتكار بداخلهم وتشجيعهم، مقترحًا على وزارة التربية والتعليم عمل دورات توعية للإخصائيين داخل المدارس للتعامل مع الطلاب، وخاصةً في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة التي تواكب العصر، واستخدام الأطفال للإنترنت.
وأضاف أن هذه الوسائل التكنولوجية زادت أزمات الأطفال من مشكلات البلوغ والمراهقة وغيرها، والتي من الضروري متابعتها من جانب المدرسة والأسرة أيضًا، فإن العلاقة بينهم تكاملية فيما يخص الأطفال، فضلًا عن أهمية متابعة مقاييس الإبداع والابتكار في ظل هذه التطورات والذكاء الذي يمتلكه الأطفال، والذي يحتاج إلى التنمية والتحفيز، مطالبًا بضرورة تأهيل الإخصائي النفسي للتواجد في المجتمع المدرسي، من خلال تشريع برلماني رسمي لمزاولته المهنة، وأن يكون هذا الشخص مؤهلا لهذه المهمة الصعبة، مؤكدًا أن حملة "أنا ضد التنمر" مبادرة جيدة لتأهيل الطلاب والارتقاء بمستواهم الاجتماعي والنفسي، وكذلك توضيح أهمية دور الإخصائي النفسي والاجتماعي داخل المدارس.
يذكر أن التنمر هو: شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف "في الغالب جسديا"، هي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة.