الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عيد النيروز ودقلديانوس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عيد النيروز هو عيد رأس السنة الفرعونية عندما اكتشف الفراعنة منذ 6543 سنه التقويم الشمسي‘ لأن مصر دولة كانت تعتمد على الزراعة فحدد اجدادنا الفراعنه بدايه السنه في بدايه اكتمال موسم فيضان النيل وهو يقع بتقومينا الافرنجي يوم الحادي عشر من سبتمير 11/9‘ وكلمة نيروز جات من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) اي الأنهار وتيدا السنه بشهر توت
في عام 284م تولي الملك ديقلديانوس الحكم وتميزت فتره رأسته بأعنف عصور الاستشهادرقدمت فيها الكنيسه القبطيه اكبر عدد للشهداء في التاريخ لذلك وضعت الكنيسه السنه التي تولي دقليديانوس الحكم عام 284 م بدايه للتقويم القبطي الكنسي المعروف بالشهداء وظل‏ ‏هذا التقويم‏‏ ‏هو‏ ‏التقويم‏ ‏الرسمي‏ ‏المعمول‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏المصالح‏ ‏الحكومية‏ حتى ‏أواخر‏ ‏عهد‏ ‏الخديوي‏ ‏إسماعيل‏ ‏عام ‏1875
ولا يمكن ان نتذكر عيد النيروز بدون التعرف علي ديقلديانوس 
ولد ديقلديانوس في 22 ديسمبر عام 244 م لأسره فقيره في ولايه دالمشيا في الساحل الشرقي للبحر الادرياتي حيث تقع ايطاليا في الساحل الغربي منه‘ كان هو واسرته من العبيد المحررين عمل والده كاتب وبدا عمله كسايس للخيول‘ ثم التحق بالجيش الروماني وسرعان ما صار برتبة فارس وتجلت كفائته الحربيه في الحرب مع الفرس مما اهله ليكون قائد قوات حراسه الامبراطور الروماني كاريوس‘ قضي الاربعين الاولي من حياته مغمور‘ وبعد موت الامبراطور وابنه نوميران في الحرب‘ انفرد بالسلطه عام 284 م بعدما قتل الابن الثاني للامبراطور في موقعه مارغوس 
استطاع ديقلديانوس ان ينهي حاله الفوضي العسكريه التي نشأت ِاثر تصارع ولايات تابعة للمملكه ادت الي انقسام المملكه الي ثلاثه ممالك حارب بعضها البعض مما جعل المؤرخين يصفوها بالحرب الاهليه‘ فخاض حروبا كثيره وانتصر فيها وبذلك تشددت مملكته وتوحدت‘ وفي عام 286 م عين مكسيمان برتبه اغسطس ليشاركه الحكم في الغرب الروماني واحتفظ ديقلديانوس الجزء الشرقي للامبراطوريه الرومانيه ثم في عام 293 م عين قسطنطينوس الاب وجلاريوس قياصره ليشاركوه الحكم وبذلك قسم المملكه الي اربعه اجزاء هو رئيسها وكان هو يحكم بالسلطه المنفرده في اقليمه وكان يعطي الحكام حرية التصرف الكامله دون تدخل منه.
يعود الفضل لديقلديانوس في انه فصل الدوله المدنيه عن الجيش وأسس اكبر واقوي حكومه بيروقراطيه في تاريخ الامبراطوريه الرومانيه في شكل سلطه هرميه تحت قيادته‘ لها اربعه مكاتب مركزيه واحدا في كل ولايه تابعه له‘ وقد ضمن هذا النظام البيروقراطي قوة استمرارية للامبراطوريه الرومانيه الي حوالي 150 سنه بعد رحيله‘ كما انه اعاد صياغة الضرائب ووحدها‘ وكان اول من وضع حد اقصي للاسعار حتي يقاوم التضخم ‘ كما انه أمن شبكه الطرق التي كانت تربط الدول التابعه للامبراطوريه مما اسهم بدور فعال في سلامه وازدهار التجاره
ولكن قابلته عوائق حيث انهارت حكومته البيروقراطيه الرباعيه بعدما خلف قسطنطين وماكسينتوس ابائهم الحكم ثم جائت مرحلة الحكم الدموي علي المسيحيين بقرار منه لتحجيم عبادتهم ولكن اُسئ إستخدامه عن عمد من قبل الولاه المحليين وكانت هذه المرحله هي البدايه لانهياره كامبرطور قوي‘ في الاول من مايو عام 305 استقال من الحكم ليكون بذلك أول امبراطور روماني في التاريخ يتنحي من منصبه طواعية‘ وقضي الفتره المتبقيه من عمره في قصر بمدينه سبليت بكرواتيا وقد زرت هذا القصر عام 2017
لم يكن دقلديانوس كاره للمسيحين او المسيحيه في بدايه عهده وكان اضطهاد المسيحين قد بدا في القرن الاول الميلادي أبان حكم نيرون الذي قتل الرسولين بطرس وبولس ومنذ ذلك الحين والاستشهاد موجود ولكن كان بصوره غير منظمه من قبل الامبراطوريه الرومانيه‘ ولكن ما قلبه علي المسيحيه انه في عام 299 صنع حفل عظيم وقدم ذبائح كثيره للالهه حتي يعرف المستقبل‘ في نظام كهانه كان شائع في ذلك الوقت يطلق عليه Haruspex حيث كان الكاهن يستخدم كبد الذبيحه لقرأه الطالع‘ الا ان كهنته فشلوا في ذلك وبرروا فشلهم في أن المملكه غير طاهره بسبب تواجد المسيحيين كما أن الاسره المالكه غير طاهره لان بها مسيحيين" يُعتقد ان زوجه دقلديانوس وبناته مسيحيات" وهنا أمر دقلديانوس اسرته بتقديم الذبائح للاوثان كما اصدر منشور الي كل الامبراطوريه بالمثل والا العقاب‘ وكان هذا تصرف رد فعل طبيعي من الحكام الرومانيون الذين كانوا يتميزون بالنزعه الدينيه.
وتأكيدا لتطهير الامبراطوريه من الاديان الغير معترف من الدوله امر ديقلديانوس بحرق كبير كهنة المانويه مع كتبهم المقدسه‘ وفي عام 302 م في الاسكندريه امر بقتل المانويين الفقراء بحد السيف اما المتعلمين فارسلهم لتركيا وفلسطين للعمل بالسخره في المناجم وجعلهم عبيد ثم بعد ذلك اتجه للمسيحيين. 
في عام 302 دخل دقلديانوس و جلاريوس في جدل حول مستقبل المسيحين في المملكه ووكان رأي دقلديانوس أن تسريح المسيحين من الجيش والدواووين الحكوميه كاف لارضاء الالهه ولكن جلاريوس اقترح قتلهم‘ فلما اختلفا علي هذا الامرذهبا لسؤال الالهه وفي معبد ديديما اخبرهم كبير الكهنه برغبة الاله ابوللوا علي افناء المسيحيه بقتل المسيحيين وهو الامر الذي كان ديقلديانوس يرفضه.
بدأ دقلديانوس اضطهاده للمسيحين بقطع لسان الشماس رومانوس القيصري ثم أمر بقتله
وفي فبراير عام 303 اصدردقليديانوس مرسوم بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسه ومصادره اموالها ومقتنياتها الثمينه ومنع المسيحيين من الصلاه وحدث ذلك في الولايه التابعه له والاخري التابعه لجلاريوس اما الولايات التابعه لقسطنطين ووماكسينتوس فلم يحدث بها اذي للمسيحيين بالصوره المنظمه‘ وقبل نهايه فبراير عام 303 اشعل خصيان القصر النيران في قصر دقلديانوس فاتهم جلاريوس المسيحين في حرقه "ربما دبر ذلك جلاريوس ليزيد من حنقه دقلديانوس علي المسيحيين" فقتلوا جورجينوس ودوريسيوس المسيحيين العاملين بالقصروشخص اخر يدعي بطرس عذبوه اولا ثم قتلوه ومعهم اسقف المدينه ثم بعدها باسبوعين حدث حريق أخر " ؤدربما كانت هي الاخري من تدبير جلاريوس" وهنا بدأت اعنف مرحله دمويه في تاريخ المسيحيه وقدمت الكنيسه الجامعه التابعه لدقلديانوس وجلاريوس اكثر شهداءها خلال سنتين‘ اما الاقاليم التي كانت تحت حكم قسطنطين ومكسيميان فلم يتضرر فيها المسيحيين
صدرت بعد ذلك عدة فتاوي رافضه للعنف المفرط مع المسيحيين لان الاضطهاد عامة كانت غير مقبول من الوثنيين وايضا لم يقابل بالترحاب لتأثيره السلبي علي اقتصاد المملكه كما ان ديقلديانوس نفسه من البدايه لم يكن موافقا علي قتل المسيحين بل مكتفيا بتسريحهم من الجيش والوظائف الحكوميه ومنعهم من الصلاه وذلك بدافع ديني لارضاء الالهه‘ وفي عام 305 اعتزل دقليديانوس الحكم الي ان مات في الثالث من ديسمبر عام 302 وفي عام 311 اعلن جلاريوس فشل الامبراطوريه الرومانيه في التخلص من المسيحيه

تصور مدارس الاحد والكتب الكنسيه القبطيه ديقلديانوس بالرجل الدموي الذي يستمتع بتعذيب وقتل المسيحيين‘ حتي ان معظم الاقباط يعتقدون أن دقلديانوس كان يشرف بنفسه غلي تعذيب وقتل المسيحيين‘ ولكن هذا غير صحيح وغير منطقي‘ كيف يشرف امبراطور بنفسه علي قتل مئات الالف من الشهداء في عامين فقط من سنه 303 الي 305 م هذا بالاضافه الي إنشغاله لأدارة شئون المملكه والجيش‘ التاريخ يقول لنا ان من استهدفوا المسيحيين هم الحكام الاقليميين والمحليين بعدما اساؤا عن عمد استخدام فرمان دقلديانوس للتضييق غلي المسيحين وجعلوا منه ذريعه للقضاء علي المسيحيه وتسجل لنا الكتب القبطيه ان دقلديانوس كان يامر بنفسه بقتل الاقباط ولكن هذا مستحيل لان مقر اقامه دقلديانوس في ايطاليا وعمليه مخاطبته ربما ستحتاج الي اسابيع حتي يجئ الرد‘ اغلب الظن أن الحكام المحليين كانوا يصدروا القرارت وتُفهم علي انها من فم دقلديانوس علي اساس انه الامبراطور
كما يصور لنا التاريخ الكنسي ان دقلديانوس كان يأمر أما بعباده الاوثان او القتل ولكن لم يكن هذا منهج الامبراطوريه الرومانيه (الممتده من شمال افريقيا الي الشرق الاوسط والعرب وكل اوروبا) ان تجبر الشعوب علي اعتناق ديانتها‘ بل كان الحكم الروماني له سلطه مدنيه دون التدخل في ثقافات الشعوب ومعتقداتها‘ ولكن ايضا اغلب الظن ان افعال الولاه المحليين كانت تفهم علي انها قرار امبراطوري بسبب مرسوم دقلديانوس
لم يكن دقلديانوس بهذا السوء بل بالاحري صديقه جلاريوس اكثر قسوه وعداوه ضد المسيحيين وهناك من يقول ان دقلديانوس امن بالمسيح في نهايه ايامه.