الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تفاصيل «الخديعة الكبرى» حول هجمات 11 سبتمبر

هجمات 11 سبتمبر
هجمات 11 سبتمبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مرور ١٧ عاما على أحداث ١١ سبتمبر الأليمة فى الولايات المتحدة، إلا أن تداعياتها الكارثية، لا تزال تلقى بظلالها، سواء فيما يتعلق بتصاعد العنصرية ضد المسلمين فى الغرب، أو فشل الحروب، التى شنتها واشنطن، فى وضع حد للإرهاب، الذى استفحل خطره، أضعاف ما كان عليه فى السابق، خاصة بعد ظهور تنظيم «داعش».
ولعل ما يزيد الصورة قتامة، أن تنظيم القاعدة، الذى نفذ هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١، لم يختف من المشهد، مثلما كان متوقعا، بل إنه عاد مؤخرا لينشط بقوة، خاصة فى الصومال ومالى ومنطقة الساحل الأفريقي، ما أثار الشكوك فى جدوى استراتيجية واشنطن فى محاربة الإرهاب، وجدد الاتهامات بأنها لا تزال تتعامل مع النتائج، دون معالجة جذور هذه الآفة الخطيرة، التى لا دين لها، وتهدد البشرية بأكملها.
ويضاعف من الصدمة أيضا، أن هناك أخطاء وقعت فيها أمريكا، قبل هذه الأحداث، إلا أنها قامت بالتغطية عليها، ومارست الخداع حينها، وسارعت لصب جام غضبها على المسلمين، ما أعطى ذرائع للتنظيمات الإرهابية لاستقطاب متشددين جدد، عبر الترويج بأن هناك حربا صليبية جديدة، وأنه لا بديل عما أسموه «الجهاد».
ففى ١٤ سبتمبر ٢٠٠٤، كشفت إلينور هيل، رئيسة لجنة التحقيق المنبثقة عن الكونجرس الأمريكي، أنه كانت هناك تحذيرات من هجمات إرهابية كبيرة، قبل تاريخ وقوعها. وأضافت أن مسئولى الحكومة الأمريكية تلقوا تحذيرات فى يوليو ٢٠٠١، بأن تنظيم القاعدة سوف ينفذ هجوما إرهابيا ضد مصالح الولايات المتحدة، وأن «الهجوم سيكون كبيرا، لكى يسبب عددا كبيرا من الضحايا».
ولم يسبتعد البعض أيضا احتمال أن تكون أحداث ١١ سبتمبر مدبرة، فى إطار مخططات المحافظين الجدد أو اليمين المتطرف فى أمريكا، للسيطرة على النفط فى العالم العربي، وهذا ما ظهر فى تصريحات أدلى بها «بول كريغ روبرتس»، مساعد وزير الاقتصاد فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، لصحيفة «موسكوفسكى كومسوموليتس» الروسية فى ١٢ سبتمبر ٢٠١٦، إذ كشف أن كثيرين داخل الولايات المتحدة يشككون فى الرواية الرسمية حول هذه الأحداث، مشيرا إلى أن ٢٧٠٠ مهندس فى مجال تركيب هياكل البنايات العالية، ومهندسين معماريين من رابطة «المعماريين والمهندسين من أجل الحقيقة بشأن ١١/٩» التى تضم خبراء مؤهلين، وصفوا الرواية الرسمية بأنها مزيفة، لأن ما حدث فى ١١ سبتمبر، غير ممكن عمليا، بالنظر إلى العثور أثناء دراسة أنقاض برجى مركز التجارة العالمى المنهارين على آثار مواد تستخدم فى عملية هدم المبانى المسيطر عليها، بالإضافة إلى تأكيد رجال إطفاء وتقنيين كانوا يعملون فى البرجين على وقوع انفجارات فيهما، وأن الانفجارات الأولى وقعت فى الطوابق تحت الأرض قبل اصطدام الطائرات بالبرجين. كما أشار روبرتس إلى مذكرات لـ«المحافظين الجدد»، صدرت فى تسعينيات القرن الماضي، تضمنت دعوات لشن حروب على العراق وسوريا وليبيا، وذلك قبل أحداث سبتمبر. 
وتابع روبرتس «استنادا إلى خبرتي، أقول إذا كانت أحداث ١١ سبتمبر من تدبير القاعدة، وفق الرواية الرسمية، فيجب على البيت الأبيض والكونجرس إعطاء تفسير لكيفية تمكن المنفذين من خداع دولة كالولايات المتحدة و١٦ وكالة استخبارات، واستخبارات الناتو وإسرائيل، ومجلس الأمن القومى الأمريكى ودائرة الخدمات الجوية ودوائر الأمن فى المطارات: كيف فشلت جميعها فى اليوم نفسه والوقت. وبدلا من هذا رفضت الحكومة إجراء أى تحقيق فى الموضوع خلال سنة كاملة، إلى حين التخلص من الأدلة جميعها».
وتابع «أحداث ١١ سبتمبر كانت جريمة الدولة ضد الديمقراطية، واستخدمتها حكومة الولايات المتحدة لبدء حرب دمرت بالكامل أو جزئيا بلدان عربية ومسلمة، وقتلت ملايين الناس وحولت ملايين آخرين إلى مشردين ومهاجرين، كما استخدمت هذه الأحداث لإنشاء الدولة البوليسية الأمريكية»، حسب تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن هجمات 11 سبتمبر 2001 أودت بأرواح 2977 شخصا، وذلك عندما اختطف 19 شخصا 4 طائرات ركاب مدنية، ليوجهوا 2 منها إلى برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما وجهت الطائرة الثالثة نحو مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أما بخصوص الطائرة الرابعة فقد سقطت في ولاية بنسلفانيا، بعد أن حاول طاقمها وركابها استعادة السيطرة عليها.
ويعاني نحو 75 ألف شخص في الولايات المتحدة من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية نتيجة لهذه الهجمات، واستنشق بعضهم جزيئات مسببة للسرطان، أثناء محاولتهم انتشال المصابين من تحت الأنقاض.
وتسببت هذه الهجمات بتغيير تاريخ العالم، إذ ردت واشنطن عليها بإطلاق "حرب عالمية ضد الإرهاب"، إلا أنه بعد 17 عاما من وقوعها، وصل خطر الإرهاب الدولي إلى مستوى غير مسبوق.
وسواء اعتقد البعض بصحة الرواية الأمريكية حول هذه الأحداث أو زيفها، فإن هناك "خديعة كبرى"، لا يختلف عليها كثيرون، وهي أن واشنطن استغلت هذه الأحداث في تحقيق مخططاتها التوسعية في الشرق الأوسط، ومحاولة نهب النفط العربي، بالإضافة إلى جعل إسرائيل الأكثر تفوقا في المنطقة من الناحية العسكرية، والسماح لها بممارسة المزيد من جرائمها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.