الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الإهمال يُحيط أسبلة «البازدار» و«إسماعيل» و«أمين أفندي».. و«الآثار» غائبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعانى سبيل «البازدار»، وهو واحد من أشهر الأسبلة بحى الجمالية، من حالة من التخريب تعدت الإهمال، إن جاز التعبير، فالسبيل الذى تم بناؤه فى سنة ١٦٤٠ على يد محمد أفندي، تحول إلى مستودع لأكوام من المخلفات والقمامة، بينما كان لأكثر من أربعمائة عام مقصدًا للكثير من أهالى القاهرة التاريخية، وهو سبيل أثرى يحمل رقم «٢٧»، منتصف القرن الـ١١ هجريا منتصف القرن ١٧ ميلاديا.

وأصبح المشهد غير حضارى أمام العديد من السائحين الذين يأتون لتلك الأماكن لالتقاط الصور التذكارية لهم مع المبانى التى مر عليها ما يقرب من ٤٠٠ عام، والتى نالتها يد الإهمال من المسئولين الذين لا يقدرون تاريخ بلدهم، حتى أحاطت أكوام القمامة والمياه الجوفية بالأسبلة، وقد نقل هذا الأثر من مكانه الأصلى الذى كان بين الأزهر والمشهد الحسينى بشارع الباب الأخضر لموقعه الحالى بدرب القزازين.

وفى جولة لمحررة «البوابة نيوز» للموقع التاريخي، رصدت تاريخ «البازدار» الذى كان يعلوه «كُتاب وملحق»، وقد تحول لصندوق لجمع القمامة من الأماكن المجاورة للمنطقة وإلقاء المياه المتسخة على باب السبيل، مما يؤدى لتدمير التربة التى تحمى جدران المبنى من الانهيار.

وقالت «أم صلاح» المقيمة بجوار السبيل، إنها تحزن لأن المسئولين لم يحافظوا عليه، وأنها ترى أولاد الشارع والحى كله يلعبون أمامه، ومنهم من يساعد فى تخريبه والعبث بجدرانه بأدوات حادة، ودائما ترى الأجانب يأتون إلى السبيل لالتقاط الصور له ومعه، وأوضحت أنها «طلبت ذات مرة من السائحين ترميم السبيل والحفاظ على ما تبقى منه، وعودة المياه له وسماع صوتها مرة أخري».

وفى مقابل سبيل البازدار، نجد سبيلا لا يقل جمالا فى قيمته الأثرية والذى أنشأه الأمير إسماعيل بن أحمد الشهير بالمغلوى سنة (١٦٥٧م - ١٠٦٨هـ)، الحامل أثر رقم ٥٧ لكنه مغلق، وليس الإغلاق أزمة، بل الكارثة تكمن فى التصاق البنايات السكنية به مباشرة، وإغفال الحى عن بناء منازل بجواره وعدم الحفاظ عليه وبقائه وحده فى هذه المنطقة حتى لا يتأثر بالسلبيات من المواطنين، واستعمال الأهالى للجدران والكتابة عليها وتشويه قيمة الأثر، ومحو قيمته بعد العبث فى الفتحات التى تتسرب منها القمامة إلى داخل السبيل، وأيضا المياه التى يلقيها سكان الحى أسفل الحوائط للسبيل، والتى أودت به مبكرا لانهيار أجزاء من حجارته المرصعة بكتابات قرآنية نظرا للسباق الذى كان بين الملوك والأمراء فى أيهما أفضل فى التشييد والبناء فى الأسبلة واختيار التصاميم والزخرفة التى تليق به وبحكمه فى ذلك الوقت.

ومن معالمه البارزة فى البناء حيث تجد أعلاه كُتابا ورواقا كاملا المنافع وملحقا به مدفن وحوانيت جانبية، وتأخذ القاعة الداخلية شكل المستطيل، وبها شبابيك عديدة منها ما يتخذ لتسبيل ماء الشرب، وهو مواجه لسبيل البازدار فى الجهة الشمالية الشرقية، والشباك الثانى للتسبيل يوجد فى الواجهة الجنوبية الشرقية، والتى أصبحت عرضة للانهيار، لأن آخر ترميم وإصلاح تم ضمن الآثار الإسلامية بحى الجمالية خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ومن وقتها لا زائر للسبيل.

وعلى بعد خطوات من سبيل «إسماعيل»، وسبيل «البازدار» نجد سبيل «أمين أفندى بن هيزع»، الذى أنشأه السيد على بن هيزع سنة (١٦٤٦م - ١٠٥٦هـ)، مغلق وأمامه أكوام من القمامة ترتفع كلما ألقى السكان المحيطون به بمخلفاتهم، وخرفان وماشية يمتلكها أحد ساكنى هذا الشارع، والتحفير أسفل الجدران لرؤية ما بداخله بحثا عن النفيس والغالي، مما أدى لتآكل معظم الجدران من الجوانب بسبب «الكحت» بالآلات الحادة من قبل الغير واعين بقيمة هذا الأثر، ويتميز بأنه أول سبيل قاهرى عثمانى ما زال باقيًا حتى الآن يحتوى على حجر المُصاصة، الذى لا مثيل له فى أسبلة كثيرة.