الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القصائد المبتورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخذلك ومضات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى وطننا العربي، وترميك فى مسار مظلم لا طائل منه، فأقود نفسى إلى بؤرة نور، لأغتسل وأغسل قلمي، فأتجه إلى قصائدى المبتورة.
لا أعنى بقصائدى المبتورة حرفية الترجمة؛ لأن هناك فى عالم الأدب فعلا قصائد مبتورة، أشهرها قصيدة قوبلاى خان (حفيد جنكيز خان) لصامؤيل كولريدج، وهو شاعر إنجليزى كان مصابًا بالروماتيزم ويسكن الأمة بالأفيون.. فلو طرق الباب صديق وعاد للكتابة، ينسى تماما الموضوع..فيترك قصائده مبتورة... الحسنة الوحيدة لتلك القصيدة المبتورة أن كولريدج توقف عند جزء شديد الغواية، وتركنا نحن محبى الشعر نعيش مع خيالنا نهاية قصة شرقية جامحة؛ حيث كل قارئ يضع للقصيدة النهاية المتهورة التى يحلم بها.
أعود لموضوعى لأشرح ما عنيت بالارتماء فى حضن القصائد المبتورة، كلما أحسست بجفاف عاطفى أو ثقافى ألجأ إلى علاج القصائد المبتورة.
فى حضن مكتبتى قصائد كثيرة أحبها، أبدأ أولا بقطف شطرين من القصيدة غير الفضلى لدى، ثم أنتقل إلى شاعر أحب إلى قلبي، وأنتقي من قصيدته ثلاثة أشطر، وقصيدة أخرى أمتص منها رحيق أربعة أشطر أو خمسة.. وهكذا تصاعديا إلى أن أصل إلى قراءة كاملة لقصيدة أعشقها. أقرأ بنهم حتى أرتوى شعرًا... هذا ما عنيت به الارتماء فى حضن قصائدى المبتورة.
كانت العراق حجيج الشعر والشعراء فى الوطن العربي، ويكفى أن مهرجان «إربد» للشعر، سجل دورته الـ٣٣ الثالثة.
لكن مع مأساة الاحتلال الجديد المقنع بألف وجه ومسمى، تناسلت المهازل وطالت كل أوجه الحياة، وضربت الشعر فى مقتل، ورغم احترامى لبعض المحاولات الجادة لإحياء الشعر العربي، أبطالها مدن:
كالقاهرة وطنطا المصريتين، وصور اللبنانية، والطائف السعودية، وجرش الأردنية، والشارقة وأبو ظبى الإماراتيتين، وتطوان المغربية، والخرطوم السودانية، والبصرة العراقية.. لكن تبقى تلك الاحتفاءات غير مؤثرة فى الشباب، وهم مربط الفرس وغايتى من كتابة هذه الومضة.
شعراء العرب المعاصرين، لم يختفوا عن المشهد الثقافى العربي، وكثيرون منهم لم ينفصلوا عن هموم وآمال أمتهم العربية.
لكن المشكلة فى الشباب العربى الذى بغالبيته لا يقرأ ولا يتذوق الشعر.
كلنا نعلم أنه بسبب أمية العرب فى العصر الجاهلي، لم يدون الشعر الجاهلي، إنما كان الرواة يتولون حفظ الشعر وإشاعته، ونحن أحفادهم لا نختلف كثيرا عنهم فى أميتنا للشعر، وليس لدينا رواة يحفظون الشعر ويتناقلونه..
فما الحل..؟ سأطرح مبادرة عرابتها (البوابة) لعلها تثمر بردود أفعالكم٪
تقوم «البوابة» بجمع لجنة عربية من مجموعة أدباء وشعراء رصينين يختارون أول ٢٩ قصيدة لشعراء مصريين وعرب مختلفين. ثم مبادرة ثانية، نطلب من ٢٩ نجمًا محبوبًا للشباب، إلقاء قصيدة من تلك القصائد ونصورهم، وبهذا نسمع الشعر فى سياراتنا ونشاهد الشعر على «اليوتيوب».
ربما تلك الهدية البسيطة للمكتبة العربية قد تكون الدواء.. ولأبدأ بنفسي، أنا أقترح اسم النجم محمد منير المصرى ليلقى قصيدة لنزار قبانى السورى. وأنت عزيزى القارئ تقترح من، من قائمة المشهورين المحبوبين للشباب، ليقرأ قصيدة ولمن من الشعراء.
------------------
ومضة أمل
ليست ومضتى الثالثة فى «البوابة»، تثمينًا لمكانة الشعر، إنما تهذيبًا لأرواح أصبحت جافة، وعنيفة، لابتعادها عن تذوق الفنون بكل أطيافه.
الشعر هبة لمن يجد إلى تذوقه سبيلا..