معارك كبرى يخوضها طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا "STEM"، بدءًا من الامتحانات ومن ثم النتيجة، إلى الالتحاق بالتنسيق.. وشهد عام 2018 تحديدًا أزمات متتالية هي الأبرز منذ إنشاء تلك المدارس.
حيث قام العشرات بتنظيم وقفات احتجاجية لتحديد مصيرهم في تنسيق الجامعات، مرورًا بأزمة نتيجة الثانوية التي جاءت صادمة للجميع.
"البوابة نيوز"، ترصد أبرز الأزمات والمشاهد مع طلاب الصف الثالث بمدارس"STEM"، هذا العام من بدء الدراسة للتنسيق الجامعي.
تنسيق الجامعات
بدأ موقع تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد الحكومية الإلكتروني، التابع لبوابة الحكومة المصرية، اليوم الجمعة، استقبال رغبات طلاب مدارس المتفوقين "STEM"، للالتحاق بالجامعات الحكومية.
ووافقت وزارة التعليم العالي، على تخصيص نسبة مرنة للطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية المصرية في العلوم والتكنولوجيا من مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالجامعات المصرية الحكومية، بحيث تحسب على أساس الأعداد المقرر قبولها سنويًا من حملة الثانوية العامة المصرية في الكليات العلمية والعملية التي تتناسب مع طبيعة دراسة هؤلاء الطلاب خلال المرحلة الثانوية، ومنها: كليات (الطب– الصيدلة– طب الأسنان– الطب البيطري– الهندسة– العلوم– الحاسبات والمعلومات)، على أن يكون لحملة هذه الشهادة مكان واحد على الأقل في كل كلية من هذه الكليات، مع جبر كسر العدد إلى العدد الصحيح الأعلى.
المواد المرجحة: يكون مجموع الدرجات في الثانوية العامة أو المجموع الاعتباري للدرجات في الشهادات المعادلة هو أساس المفاضلة بين الطلاب في القبول، ووفقا لترتيب رغباتهم مع مراعاة الشروط الأخرى بكل كلية ومعهد.
واعتبر الطلاب وأولياء الأمور أن هناك غموض في إعلان الأماكن المتاحة، والنسبة المرنة، منذ بدء التنسيق، فضلا عن تأخر التنسيق.
وبحسب أولياء الأمور، اضطر عددًا من ابنائهم، إرسال أوراقهم للتقديم في تنسيق الجامعات الخاصة، تلبية لأي نداء يأتيهم، بسبب القلق وسوء التنظيم المتعمد.
أعداد الطلاب
يبلغ أعداد الطلاب الحاليين بمدارس "STEM"، على مستوى الجمهورية 3187 طالبا وطالبة، موزعين على 11 مدرسة، منهم 1460 طالبًا بالصف الأول الثانوى، 1048بالصف الثانى الثانوى، 679 بالصف الثالث الثانوى.
70 % اتجهوا للتحويل
كشف مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم، عن اتجاه عدد كبير من طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا "STEM"، التحويل لمدارس أخرى.
وقالت المصادر لـ"البوابة نيوز"، إن قرابة 70% من الطلاب سحبوا طلبات التحويل، من المدارس، بعد ما قامت أعداد كبيرة من تلك النسبة بملء الطلبات واعتمادها من وحدة "ستيم" بوزارة التربية والتعليم.
ووصلت نسبة الرسوب لأول مرة هذا العام، إلى 44% من نتيجة الثانوية 2018، مما أدى إلى مخاوف لدى الكثيرين من أولياء الأمور والطلاب نفسهم على مستقبلهم.
نتيجة الثانوية
نظم العشرات من أولياء طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا "STEM"، يوليو الماضي، وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء اعتراضا على نتيجة الشهادة الثانوية، مطالبين بإعادة التصحيح، وإنصاف أبنائهم، حيث وصلت نسبة الرسوب إلى 44 %
وأكد أولياء الأمور ومجلس الأمناء بمدارس "ستيم" لـ"البوابة نيوز"، أنه يوجد تخريب في نواحي عديدة، لافتًا إلى أن مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، يتم تدميرها وتدمير جيل كامل من أبناء مصر العباقرة.
وتساءلوا: هل يعقل أن يكون نسبة نجاح لهذه المدارس 56%؟ وهل يعقل أن يكون درجات أحد الطلاب 91% وراسب في ثلاث مواد؟.
وطالب أولياء الأمور، الجهات المسئولة ضرورة فتح هذا الملف للتحقيق فيه، والتدخل السريع والعاجل لوقف هذه المهزلة ومحاسبة كل من كان له يد في هذا.
تعديل النتيجة
بلغت النتيجة للشهادة الثانوية 78،54%، وتعديل بعض النتائج من دور ثان إلى ناجح، وذلك عقب احتجاجات أولياء الأمور، والتظلمات.
إعادة هيكلة
كشف مصدر مطلع، عن إجراء إعادة هيكلة بقرار من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لوحدة "STEM"، بالوزارة وهي المسئولة عن مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولجيا.
وقال المصدر في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": إن فوضى التصحيح، قد تطيح برئيس قطاع التعليم العام، ورئيس عام الامتحانات، من منصبه، وربما لا يتم التجديد له خلال الفترة المقبلة، خاصة أنه المسؤول الول عن العملية الامتحانية، وأيضًا لوصوله لسن المعاش، في 2019.
وأوضح المصدر أن إعادة الهيكلة تأتي بعد أن وصلت نسبة الرسوب إلى 44% من نتيجة الثانوية لهذا العام، ورجح المصدر أن الهيكلة تشمل قيادات بوحدة "STEM"، وعددًا من مديري المدارس.
اعتصامات
نظم طلاب وطالبات مدرسة المتفوقين بالغردقة، خلال التيرم الدراسي الأول، اعتصامًا داخل فناء المدرسة للمطالبة باعتماد التنسيق على النسبة المرنة التي تعني مقارنة عدد طلاب الثانوية العامة- بطلاب مدارس المتفوقين STEM وهو ما تسبب العام الماضي في أنه أمام كل 1000 طالب ثانوي عام 5 طلاب فقط من مدارس المتفوقين يدخلون الكليات المتاحة لهم.
وأعلن الطلاب حين ذاك، أنهم مستمرون في الاعتصام المفتوح لحين استجابة وزارة التربية التعليم لمطالبهم، أهمها التنسيق يعتمد على النسبة المرنة ومعناها مقارنة عدد طلاب الثانوية العامة العادية مقارنة بطلاب مدارس المتفوقين STEM وهو ما تسبب العام الماضي في أنه أمام كل 1000 طالب ثانوي عام 5 طلاب فقط من مدارس المتفوقين يدخلون الكليات المتاحة لهم.
كما نظم عشرات الطلاب في الإسكندرية، ورفضوا الدخول إلى الفصول والقاعات الدراسية، اعتراضًا على ما وصفوها بـالقرارات الظالمة، وعدم اتخاذ موقف من الوزارة حتى الآن، مؤكدين رفضهم لمثل هذه القرارات، التى أكدوا أنها لا تصب فى مصلحة الطلاب.
وأصدر الطلاب بيانًا أوضحوا فيه سبب اعتصامهم، ويتمثل فى نظام التنسيق الخاص بهم، الذى يعتمد على نظام "النسبة المرنة"، الذى يعتمد على احتساب عدد طلاب مدارس المتفوقين، وتقسيمه على العدد الإجمالى لطلاب الثانوية العامة، مشيرين إلى أن نظام الدراسة يعتمد على الحضور والمشاركة على مدار العام الدراسى، وإعداد بحوث ومشروعات للتخرج سنويًا.
و اعتصم طلاب الصف الثالث بمدرسة المتفوقين بمدينة جمصة، فى محافظة الدقهلية، وعددهم 64 طالبًا وطالبة، داخل فناء المدرسة، اعتراضًا على نظام التنسيق، وانضم إليهم عدد من طلاب الصفين الأول والثانى، وامتنع معظم الطلاب عن دخول فصول الدراسة، بينما فضل آخرون العودة إلى الفندق الذى يقيم فيه الطلاب.
وفى الغربية، نظم طلاب مدرسة المتفوقين بمدينة طنطا وقفة احتجاجية داخل فناء المدرسة، صباح اليوم، اعتراضًا على نظام التنسيق، ورفع بعض الطلاب لافتات منها "مستقبل المستقبل بيضيع"، و"التنسيق بيضيع مستقبلنا".
ودخل طلاب مدرسة المتفوقين بكفر الشخ، في اضراب، عن الدراسة، مؤكدين رفضهم الدخول إلى قاعات الدراسة، اعتراضًا على نظام التنسيق والامتحانات، وعدم استجابة وزارة التربية والتعليم لمطالبهم والعمل على حلها، ورفع عدد من الطلاب لافتات كتبوا عليها: "أغيثونا.. مستقبلنا بيضيع" وتجمع مايقرب من 80 طالبا، في فناء المدرسة، حاملين لافتات تطالب بتدخل "التعليم"، وانقاذهم والحفاظ على مستقبلهم.
وقال أحد المحتجين إننا نطالب بتحديد موقفنا من التنسيق ونظام الامتحانات، وتخفيض عدد ساعات حضور الحصص، وإصدار قرار بكل ذلك مضيفا أن هناك مشكلات عديدة في مدارس المتفوقين، أبرزها عدم وجود نظام محدد على أساسه يتم الإلتحاق بالجامعات الحكومية والخاصة موضحا أن نظام الامتحانات للصف الثالث بمدارس المتفوقين، يقوم على النظام التراكمي، ومن المفترض أن يتم قبلها تحديد مفاهيم للجزء التراكمي، لكن حتى الآن، لم يُحدد شيئا.
وقال أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، إن اقتراحات الطلاب بشأن التنسيق الجامعي، والمساواة في ذلك، وصلتنا، مشيرًا إلى أن وزارة التعليم العالي هي من تصدر القرار في هذا الأمر مضيفا، أن مسألة الورقة الامتحانية ومواصفاتها، لم يصدر بها أي قرار نهائي أو تفاصيل محددة لإعلانها، والأمر ينطبق على نظام الصف الثالث الثانوي في كل المدارس مؤكدا ان مكتب الوزير سيتواصل مع إدارة المدرسة وتقوم بحل المشكلة إن وُجدت".
تنسيق الجامعات
ورفعت مجالس أمناء مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، مذكرة للعرض على الرئيس السيسي، بشأن أزمة تنسيق قبول طلاب هذه المدارس بالجامعات، بعد استنفاذ الطرق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، والمجلس الأعلى للجامعات.
وتتمثل أزمة تنسيق قبول طلاب STEM بالمدارس في اعتمادها على "النسبة المرنة"، وتعني قسمة عدد الطلاب الناجحين، على المقاعد المتاحة بالكليات العلمية لطلاب الثانوية العامة، كل عام، لتحديد عدد المقاعد المتوفرة لهم بالجامعات.
ويترتب على "النسبة المرنة" هذا العام، وفق الطلاب، دخول عدد كبير منهم كليات العلوم، الأمر الذي يرفضونه، نظرًا لتميز دراستهم ورغبتهم في الالتحاق بكليات تتناسب ومستواهم العلمي.
وجاء بالمذكرة، أن كل مسؤول طلب من أعضاء مجالس الأمناء التقدم بمقترحات، وطوال هذه الفترة تمت مناقشة هذه المقترحات وتقديمها لكل الجهات لاختيار المناسب لحل مشكلة التنسيق، وانتهى الأمرإلى تواصل مكتب وزير التعليم العالي بممثلي مجالس أمناء STEM، بتاريخ 5 مارس الماضي، للاجتماع بالدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي ومسئولي التنسيق بالوزارة، وتم التنبيه على ممثلي المجالس بالحضور في تمام الثالثة عصرًا.
رد صادم
وقال ممثلو المجالس: إنهم حضروا في الموعد المحدد، لحضور الاجتماع، واجتمعوا بكل من سيد عطا مسئول مكتب تنسيق القبول بالجاماعت المصرية، ثم الدكتور يوسف راشد أمين عام المجلس الاعلى للجامعات، وتناقشوا من جديد في جميع المقترحات من الساعة الثالثة عصرًا وحتى الثامنة مساءً، وفي النهاية حضر وزير التعليم العالي، ليصدمهم برده غير المبرر بأنه لا يوجد مشكلة، وليس هناك إلزامًا أو أي عقد يلزم وزارة التربية والتعليم بتعديل نظام التنسيق الحالي لطلاب STEM
وجاء بالمذكرة أن رد وزير التعليم العالي جاء كالتالي: "كفاية إن الدولة بتصرف وتعلم أبنائكم، ولو ترائى لنا إدخالهم جميعًا كلية بعينها فالدوة حرة واللي مش عاجبه يحول ثانوي عام أو أي تعليم بفلوسه، ونحن لسنا برنامج ما يطلبه المستمعون"، ورفض الاستماع لأي وجهة نظر.
وأضاف ممثلو مجالس الأمناء، أنه بعد اعتراضهم على تصريح، أبدى الدكتور خالد عبدالغفار ما يسمى حلًا من وجهة نظره، وهو أن يتقدم بطلب لزيادة المنح المقدمة من الجامعات الخاصة للعرض عليه، ليتخذ القرار المناسب، وأحال النقاش في هذا الشأن للدكتور يوسف راشد أمين المجلس الأعلى للجامعات، وبمناقشته أكد انه على أولياء الأمور أن يقنعوا رؤساء الجامعات الخاصة بزيادة عدد المنح المقدمة لطلاب STEM.
ولفتت المذكرة إلى أن جميع الجهات بالدولة على علم بأزمة تنسيق قبول طلاب STEM بالجامعات، بعد عرضها من الطلاب بشكل متحضر ومن خلال وجودهم داخل مدارسهم ودون أي مخالفة لنظم وقوانين الدولة، إذ قدم الطلاب النداء لوالدهم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لمساعدتهم، وطلب المسئولون من مجالس الأمناء تقديم مقترحاتهم، ورغم اعترافهم جميعًا باختلاف هذا النوع من التعليم وتفوق وتميز هؤلاء الطلاب إلا أنهم تخلوا عن كل وعودهم.
واختتم ممثلو مجالس الأمناء المذكرة بـ: "رغم كل معاناة الطلاب في المدارس وبذل الجهد لاجتياز دراستهم واختباراتهم ومشاريعهم وتفوقهم على المستوى المحلس والدولي وحصولهم على معظم المراكز الغعلمية في مختلف المسابقات سواء المحلية أو الدولية، إلا أنهم راضون بما تراه القيادة السياسية في هذا الشأن سواء بإبقاء وضع التنسيق الراهن كما هو ومساواتهم بأي نوع آخر من التعليم، رغم المصاريف والتكاليف الكبيرة لإنتاج عالم مصري متميز، أو أن تأمرون بتعديل نظام تنسيقهم"، وفي جميع الأحوال هؤلاء أبناء الوطن وفي خدمة وطنهم على كل المستويات".
