الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: نحتاج نموذجا أخلاقيا صديقا للإنسان

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجرت جريدة "Il Sole 24 ore" التابعة لرابطة رجال الأعمال الإيطاليين مقابلة مع قداسة البابا فرنسيس نُشرت، اليوم الجمعة، 7 سبتمبر، وتطرق فيها قداسته إلى مواضيع مختلفة بدءًا من علاقات الفرد بالجماعة وثقافة الإقصاء إلى عبادة المال والنظام الاقتصادي الحالي واحترام البيئة، مرورا بالعمل ومشاكله ونشاط الشركات وظاهرة الهجرة وغيرها

وأكد البابا فرنسيس أهمية الجماعة والتي في إطارها تبرز مهارات الأفراد، موضحا أن حياة المجتمع ليست محصلة الحياة الفردية لأعضائه بل هي نمو الجماعة

وأشار إلى الدمج والذي يتطلب أولا النظر إلى البشرية باعتبارها عائلة واحدة، وفي حال اعتبار الجماعة التي نعيش فيها عائلتنا فسيصبح من السهل تفادي المنافسة واختيار المساعدة المتبادلة

وأشار في هذا السياق إلى مساهمة التقنيات الحديثة والعلوم في تسريع الأفعال، إلا أن القلب الذي هو للإنسان بالتميز هو ما يضيف عنصر المحبة إلى العلاقات وداخل المؤسسات.

وردا على سؤال حول حديث قداسته عن الإقصاء أراد البابا فرنسيس إيضاح معنى هذه الكلمة متحدثا عن ظاهرة جديدة، حيث لا يقتصر الأمر على الاستبعاد والإجحاف، فحين نمارس الإقصاء نوجه ضربة إلى علاقات الانتماء إلى المجتمع في جذورها، ومَن يتعرض للإقصاء ليس شخصا يُستغل بل هو شخص مرفوض بالكامل

وتابع أن اقتصادا بمثل هذه التركيبة هو اقتصاد يقتل لأنه يضع في مركزه المال ويطيعه، وحين لا يعود الإنسان في المركز ويصبح الهدف الأول والوحيد كسب المال فإننا نصبح خارج الأخلاقيات ونؤسس تركيبة من الفقر والعبودية والإقصاء، وليس هذا النموذج الأخلاقي صديقا للإنسان، حين نفقد القدرة على الانتباه إلى صرخات ألم الآخرين، أما الأخلاقيات الصديقة للإنسان فهي الحافز لارتداد نحن في حاجة إليه.

وتحدث الحبر الأعظم عن غياب الوعي بالأصل المشترك، بالانتماء إلى جذور مشتركة للبشرية، وإلى مستقبل علينا بناؤه معا، لافتا إلى أن هذا الوعي الأساسي يسمح بتطوير قناعات جديدة وأساليب حياة جديدة.

وشدد البابا فرنسيس على أهمية الشخص البشري في النظام الاقتصادي، فبدونه لا يمكن لأي نشاط أن يتم. وتوقف عند أهمية العمل، فهو الذي ينتج المال، مؤكدا خطأ اختيار النظام الاقتصادي الحالي أي اعتبار المال هو مَا ينتج المال، كما أن العمل، لا المال، هو ما يمنح الإنسان الكرامة.