الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهاردة.. 1964 وفاة القمص سرجيوس

القمص سرجيوس
القمص سرجيوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن مشهد القمص الذى صعد منبر الأزهر، وخطب من عليه فى الحاضرين فى أحد أفلام الثلاثية لحسن الإمام من وحى خيال المخرج أو مؤلف الفيلم أو صاحب الثلاثية الروائى نجيب محفوظ، وإنما هو شخصية حقيقية، وهو القمص سرجيوس. ولد فى جرجا بسوهاج فى ١٨٨٢، وهو قس وخطيب وثائر وطنى يُعد نموذجًا حيًا لمعنى الوحدة الوطنية، ولم يعبأ بمنصب ولم يخش سلطانا. 
أصدر سرجيوس مجلة «المنارة المرقسية» فى سبتمبر ١٩١٢ فى الخرطوم، عندما كان وكيلًا لمطرانيتها كمنبر لدعوة الأقباط والمسلمين إلى التلاحم الوطنى، وغضب عليه الإنجليز وأمروا بعودته إلى مصر فى ٢٤ ساعة. وفى ثورة سنة ١٩١٩، برز القمص سرجيوس وسط الثائرين، فكان أشبه بعبدالله النديم، إذ وهبه الله لسانًا فصيحًا جعله خطيبا رفيعا مفوها، إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب خطيب مصر أو خطيب الثورة الأول.
خطب سرجيوس فى الأزهر أكثر من مرة، معلنًا أنه مصرى أولًا ومصرى ثانيًا ومصرى ثالثًا، وأن الوطن لا يعرف مسلمًا ولا قبطيًا، بل مجاهدون فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء.
وهو نفسه الشخصية التى ظهرت فى أحد أفلام حسن الإمام «ثلاثية نجيب محفوظ» معتليًا المنبر يخطب فى المسلمين مؤكدًا الوحدة الوطنية أثناء ثورة ١٩١٩. ذُكِر عنه أنه ذات مرة وقف فى ميدان الأوبرا يخطب فى الجماهير المتزاحمة، وفى أثناء خطبته تقدم نحوه جندى إنجليزى شاهرا مسدسه فى وجهه، فهتف الجميع: «حاسب يا أبونا، حايموتك»، وفى هدوء أجاب أبونا: «ومتى كنا نحن المصريين نخاف الموت! دعوه يُريق دمائى لتروى أرض وطنى التى ارتوت بدماء آلاف الشهداء. دعوه يقتُلنى ليشهد العالم كيف يعتدى الإنجليز على رجال الدين».
أصدر عددًا كبيرًا من الكتب، كذلك كتب الكثير من المقالات فى مجلات غير مجلته، كان يوقع عليها باسم «يونس المهموز»، إلى أن وافته المنية ٥ سبتمبر ١٩٦٤، وأطلق اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة.