الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الرجاء" رسالة أبناء العذراء مسرة لإدخال البهجة على "المظلومين"

 كنيسة السيدة العذراء
كنيسة السيدة العذراء مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة، وتحديدا أسرة القديسة مهرائيل لذوى الاحتياجات الخاصة «الرجاء»، تلك الأسرة التى يقول القائمون عليها بأن الهدف منها كان إدخال البهجة على تلك الفئة من الأبناء «المظلومين»، وإخراجهم من القمقم الذى يعيشون فيه، لا هدف سوى ذلك ولا هدف أنبل منه فى الأساس، تلك «الأسرة» ـ والتى يطلق عليها أسرة لأنها بالفعل كذلك، فهى لم تكن مجرد خدمة بالشكل الروتينى والمنتشر كأقرانها، فكانت تهدف لإسعاد الأولاد وأهاليهم فقط، حيث لا نية منها للتأهيل أو ما شبه، رغم تحقق ذلك بالفعل ولكن بشكل طفيف.
وباتت أسرة القديسة مهرائيل تقدم أنشطتها وخدماتها ومساعدتها لـ«الحلوين» طيلة 21 عاما حتى اللحظة، وباتت أيضا بركة الله متجلية بها فى كل الأوقات، فرغم المجهود الجبار الذى يحتاجه مخدومو الخدمة، إلا أن الله دوما ما يسدد ذلك حتى حال ندرة الخدام، وأما عن أموال دعم الخدمة والتى تُجمع بشكل ذاتى عن طريق خدامها والمسئولين عنها، ومن يريدون التبرع لأولئك الأطفال، كانت دوما كافية وتفيض، تلك الخدمة التى يؤمن عشرات الخدام الذين شاركوا فيها بأنها ستكون بوابة دخولهم للسماء، بعد أن خدموا عبر خط عمرها أكثر من 100 مخدوم، تلك الخدمة التى اهتمت بتأهيل الخادم ومشورة الأهل وفرحة الابن ورضا الله، تلك الخدمة التى سنحاول خلال السطور التالية أن نستعرض مراحل تكوينها منذ أن كانت فكرة وحتى الآن.
كانت البداية، عندما فكر مجموعة من خدام كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة، فى خدمة ذوى القدرات الخاصة، وبدأت الفكرة فى ظهور ملامحها وتبلور أركانها وأخذ حيز البداية فى التنفيذ فى سبتمبر من عام 1997، بعد موافقة أمين التربية الكنسية آنذاك المهندس الراحل خليل زكي.
ويروى القائمون على تأسيس الخدمة أنه خلال أول اجتماع لهم كان الشغل الشاغل هو كيف نبدأ تلك الخدمة، خاصة أنهم ليسوا ذوى أصحاب خبرة فى التعامل مع تلك الفئة من الملائكة، إلا أنهم وجدوا ضالتهم فى ثقل معلوماتهم فى الأمر بالاستعانة بخبرات سابقة، وبالفعل تم التواصل مع أمناء الخدمات المشابهة فى الكنائس المحيطة، وكان لخدام ذات الأسر بكنيستى مار مرقس شبرا، والعذراء روض الفرج «أسرة البركة» الفضل فى تشجيع الخدام على اكتمال هدفهم.
كانت المهمة الأولى لأولئك الخدام هى جمع الحالات بمحيط الكنيسة، حيث تم الأمر بمساعدة خدام الكنيستين السابق ذكرهم، فجمع الأسماء والأعداد وأنواع الحالات وتصنيفها، كان أولى مراحل العمل الميدانى فى عملية التأسيس، حتى يتثنى الوقوف على كل الحالات التى تحتاج لتلك الخدمة، وكان عدد المخدومين حينها حوالى 20 مخدوما، هم من بدأت عليهم الخدمة، وكان عدد الخدام لهم حوالى 15، وكان عدد الخدام كبيرا جدا بالنسبة لعدد المخدومين مقارنة بالخدمات الأخرى بالكنيسة، إلا أن طبيعة الحالات كانت تحتم ذلك، حتى يستطيع كل خادم أن يتكفل بالعناية والاهتمام بمخدومه.
حدد القائمون على الخدمة حينها موعد البداية والعمل، وكان ذلك فى الجمعة الأولى من صوم الميلاد «الصيام الصغير»، والموافق يوم الجمعة 28 نوفمبر عام 1997، بعد أن تم اختيار اسم للأسرة وشفيعًا لها، والذين كانوا (أسرة الرجاء، والقديسة مهرائيل)، وكان يجمع المخدومين حينها ميكروباص الكنيسة مع الاستعانة بأربع سيارات خاصة للخدام، تجوب محيط الكنيسة حسب التوزيع الجغرافي لأماكن سكنهم، ونوع حالتهم، «من يستطيع الصعود للميكروباص ومن يحتاج إلى سيارة ملاكى لسهولة الركوب»، كما تم تحديد موعد الخدمة يوم الجمعة، نظرا لذهاب المخدومين لمدارس خاصة بهم طيلة الأسبوع، ومنها المدارس الداخلية، كما أن ذلك اليوم مناسب جدًا لوجود وفرة فى الخدام، وأيضا لعدم تضاربه مع موعد خدمات ذات الأولاد بالكنائس الأخرى.