الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الاقتصاد والسياسة يجتمعان في زيارة الرئيس السيسي إلى بكين

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مستوى الزيارة كونها الأرفع في الزيارات الرئاسية المتبادلة، وبرنامج العمل المكثف.. ملمحان رئيسيان في "زيارة الدولة" التي بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم (السبت) لجمهورية الصين الشعبية، والتي سيجري خلالها مباحثات قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينج تتناول تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسيشارك في فعاليات قمة منتدى الصين إفريقيا، وسيعقد على هامشها سلسلة من لقاءات ثنائية مع قادة وزعماء القارة السمراء .

الاقتصاد والسياسة يجتمعان في تلك الزيارة التي ستستغرق أربعة أيام، وتعد الخامسة التي يقوم بها الرئيس السيسي للصين منذ عام ٢٠١٤، والأولى في فترة ولايته الثانية، وتعكس نوعية الزيارة المكانة الكبرى التي تحظى بها القاهرة لدى بكين، كما أن مشاركة مصر في منتدى الصين إفريقيا الذي تستضيفه الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي الإجمالي وأسرعها نموًا على مستوى العالم، يؤكد إدراك القيادة الصينية للمكانة التي تتبوأها مصر على النطاق الإفريقي وتقديرها لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في دورته المقبلة  2019.

وتأتى القمة المصرية الصينية المرتقبة التي ستسبق انطلاق قمة منتدى الصين إفريقيا، فى ظل حرص مصر على جذب الاستثمارات الصينية ورؤوس الأموال والسياحة، وتعكس مكانة الصين فى إستراتيجية السياسة الخارجية لمصر، خاصة مع تنويع التحالفات الذي بات أحد معالم السياسة المصرية في السنوات الماضية، كما تأتى تأكيدا لاعتبار بكين القاهرة أهم دولة إقليمية خارج مجموعة بريكس.

زيارات أربع سبقت تلك الزيارة كللت جميعها بالنجاح الذي عزز المزيد من التواصل والتعاون بين مصر والصين صاحبتي أعرق حضارة في العالم، فقد قام الرئيس السيسي بزيارته الأولى للصين في ديسمبر عام ٢٠١٤، بعد شهور قليلة من توليه المسئولية، وفيها حرص الرئيس على توطيد العلاقات المصرية - الصينية فى مجالات التجارة والاقتصاد والسياسية، مؤكدًا دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء "طريق الحرير"، مشيرًا إلى أن القاهرة تدعم مثل هذه المبادرات الإيجابية التي تستهدف تحقيق التعاون ومصالح الشعوب.

وفي تلك الزيارة التقى الرئيس السيسي بعدد من المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين، وحثهم على الاستثمار في مصر، وهو ما أتى ثماره في الزيارة الثانية التي قام بها الرئيس السيسي في سبتمبر عام 2015، وفي تلك الزيارة كان الهدف الرئاسي واضحًا وهو تعزيز فرص التقارب المصري مع عدد من الدول الآسيوية الفاعلة وفي مقدمتها الصين، خاصة أنه كان واضحًا رغبة الجانبين في ترجمة نتائج الزيارة الأولى لواقع ملموس، حيث أكد الرئيس أن الحكومة المصرية سارعت إلى تنفيذ خريطة طريق اقتصادية لإنعاش الاقتصاد الوطنى، داعيا الشركات الصينية إلى المساهمة فى مشروعات تنمية اقتصاد مصر.

والتقى الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء الشركات الصينية التى تستثمر فى مصر، بهدف إيجاد فرص مناسبة للتعرف على مدى التقدم فى المشروعات التى تنفذها تلك الشركات، والعقبات التى تواجهها، والتأكيد على حرص الحكومة على توفير كافة التسهيلات اللازمة لدعم الاستثمارات الصينية فى مصر، مشيرا إلى أن اجتماعه مع رؤساء الشركات الصينية يعد رسالة للشركاء الصينيين تؤكد أن تنفيذ المشروعات الصينية سيتواصل، ولافتا إلى أن الشركات الصينية الراغبة فى تشييد مشروعات صناعية فى محور قناة السويس ستحظى بكافة التسهيلات اللازمة.

وحظيت الزيارة الثالثة للرئيس السيسي للصين بأهمية من نوع خاص، حيث باتت مصر مركز اهتمام دوائر صناعة القرار العليا فى الصين على مستوى الشرق الأوسط، ولذلك حرصت الصين على دعوتها لحضور قمة "مجموعة العشرين" بالرغم من أن مصر ليست من أعضائها، وعكست تلك الزيارة التي تمت في مدينة هانجتشو الصينية، طبيعة التعامل الصينى مع مصر، فقد كانت مصر إحدى 5 دول فقط حول العالم تمت دعوتها للمشاركة فى أعمال القمة من خارج دول المجموعة، وهو ما يعطي انطباعا عن الرؤية الصينية للدور المصرى في مجالات المال والأعمال والقضايا الأمنية والسياسية الكبرى.

وجاءت الزيارة الرابعة التى قام بها الرئيس للصين قبل عام فى شهر سبتمبر الماضى (٢٠١٧)، التي زارها في تلك المرة بدعوة من الرئيس الصيني لحضور أعمال قمة دول مجموعة البريكس (الصين ـ روسيا ـ البرازيل ـ جنوب إفريقيا ـ الهند).