الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إسلام المصريين وإسلام الإرهابيين الإخوان والسلفيين (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونستكمل ما بدأناه فى مقال الأمس.. فما نستقيه من فريضة الجهاد للشيخ حسن البنا (الذى اغتيل فى حادث مدبر) وتبناه الإخوان المسلمين مع السلفيين الذين يلتحون بالإسلام السياسى حديثًا ويطمعون فى خلافة إسلامية فى عصرنا تحت رايات الجهاد (الإسلام - أو الجزية - أو الحرب) لتكون النتيجة الحتمية لكل شعوب الأرض (الحرب هى الحل ــ لا الإسلام هو الحل) ليطوعوا الدين شعارًا للقنص حتى إن بعضهم نادى بفرض الجزية على المسيحيين من أهل مصر أيام حكم الإخوان (عودة لنهب المصريين المسيحيين باسم الدين) يحق لهم نهب بلاد الله وخلق الله بلى عنق التاريخ لتبييض الوجوه الكالحة السواد والمطالبة بإنشاء دولة دينية من رحم هذا الفكر الصحراوى الذى سيطال كل شىء رافعين ثقافة تمجد الجاهلية وتحتقر كل تقدم بإضفاء القدسية باسم الإسلام معاودة لتبرير جرائم القتل والنهب بإعلان أن الجيوش مسيرة بأمر إلهى لنشر دينه ـ ليصبح سلب الممتلكات وأسر النساء والأطفال وبيعهم فى أسواق الجوارى والعبيد حقًا مقدسًا لإمبراطوريات مطلوب إحياؤها بعد أن اندثرت بغير رجعة.
أبدًا بلدنا للنهار بتحب موال النهار - على رأى الشاعر الحبيب الأبنودى (رحمه الله) فرواد الاستنارة فى مصر المنورة بأهلها - مصر الولادة بالأمل من نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن - فى أرضها غرسوا بذرة الإسلام المستنير الذى ارتوى من ماء النيل فأصبح سكان مصر مسلمين ومسيحيين ومن كل ملة ودين متضامنين عند الحاجة يقتسمون رغيف الخبز بالملح إخوات رضاعة من ماء النهر الفائض دائمًا بالحنان منذ الأبد وإلى الأبد ببهائه الأسطورى.
لقد كان الإمام محمد عبده إمام المجددين فى كل العصور فاتحًا لباب الاجتهاد بإعمال العقل - ورفض اقتران الحكم بالسلطة الدينية ــ وآخى بين العلم والدين حيث قدم تفسيرًا للدين وفقًا لتطلعات العصر فكان الرائد لكل المستنيرين، ومن قبله كان رفاعة الطهطاوى إلى قاسم أمين إلى على عبدالرازق - الذى دحض فكرة الخلافة فى الإسلام من أساسها لما أصدر كتاب «الإسلام وأصول الحكم»، وفيه يقول «فإنما كانت الخلافة ولم تزل نكبة على الإسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد» إلى أحمد لطفى السيد إلى طه حسين إلى نصر حامد أبوزيد... وإلى كل من أهدرت دماؤهم بفتاوى قوى البطش الأعمى ذبحًا أو اغتيالاً (فرج فودة - نجيب محفوظ) دفاعًا عن الحرية للوطن والمواطن... إلى.. إلى.. فى متسلسلة لا ولن تنتهى فما خاضوه من معارك لنصرة العلم والتعليم وحق تحرير المرأه....الخ. 
فى الخلاصة هؤلاء المفكرون الخلاقون بذروا الاستنارة لميلاد النهار فى أرض مصر.
مازالت السيدة العجوز.. التى تحمل وجه النور.. رغم ملامح الحزن وتجاعيد الزمن.. لا تبارح مخيلتى.. فى ذلك الركن المعتم من الدار.. أراها وهى تقترب حثيثًا من عتبة الموت.. ممسكة بيد سميحة القبطية رفيقة عمرها.. ودمعة فى المآقى تسيل فى صمت على فراق محتوم.. فى ذلك الوجه المضىء بالرضا وجه أمى.. قبل أن تفارقنا إلى رحلة الموت.. راضية بما قسمه لها الله.. هذا السلام مع النفس.. يرحل بى كلما نظرت إلى ذلك الركن المعتم من الدار.. لأرى ومضة النور تشع فى نفسى.. فما زال الوجه المضىء لا يبارح مخيلتى رغم الفراق.. وهذا القلب مخزن الفرح والحزن فى آن ما زال يبعث بإشارات الرضى.. حيث يسكن إسلام المصريين.. بروح السماحة والسلامة آمنين حتى الفراق.