الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

محمد عبدالوهاب.. رحلة الصعود والرحيل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحلّ، اليوم الجمعة، الذكرى الثانية عشرة لرحيل ظهير أيسر النادي الأهلي محمد عبدالوهاب ، وأغلى شباب الكرة المصرية، بعد أن ودّع الدنيا كلها وليست ملاعب كرة القدم فقط، في 31 أغسطس عام 2006.
بدأ عبدالوهاب مشواره مع الكرة وعمره 14 عامًا بمركز شباب سنورس، وعن طريق مدربيه ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فِرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألومنيوم ومنه إلى الفريق الأول.
نتيجة تألقه في صفوف الألومنيوم اختاره حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للشباب رقم 13 في بوركينا فاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار 4/ 3 سجل نجما الأهلى ومنتخب مصر أحمد فتحي وعماد متعب، ثلاثة أهداف، وحسني عبدربه هدفًا، وكان محمد عبدالوهاب قد سجل هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة.
عبدالوهاب برز بشدة كلاعب يساري بحت، يتميز بتسديدات قوية وكرات عرضية متقنة، وهو ما كانت الكرة المصرية تفتقده في الأعوام الماضية، حتى إن حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب الشباب، دأب على إشراك اللاعب الراحل بمركز لاعب الوسط الأيسر في بداية انضمامه لمنتخب الشباب، وتألق عبدالوهاب في هذا المركز خلال كأس الأمم الإفريقية التي تُوّجت مصر بلقبها.
ولم يكتفِ عبدالوهاب بالتألق فقط، فأحرز هدفًا حاسمًا في شِباك أصحاب الأرض بمباراة الدور قبل النهائي من ركلة حرة مباشرة أصبحت بعدها "ماركة مسجلة" باسم النجم الراحل حرص على التسجيل منها باستمرار.
ومن كأس الأمم الإفريقية إلى كأس العالم بالإمارات، واصل عبدالوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقًا بعد أن أعاده شحاتة إلى مركز الجناح الأيسر المدافع الذي يجيد فيه كثيرًا.
وخلال كأس العالم، جذب عبدالوهاب أنظار نادي الظفرة الإماراتي، وضمّه من الألومنيوم لمدة أربع سنوات، لكن عبدالوهاب لم يرتدِ قميص الظفرة أبدًا، فالنادي الإماراتي أعاره في الموسم الأول إلى إنبي الذي كان في بداية بزوغ نجمه في الدوري الممتاز، ومن ثم ضمّه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادًا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبدالوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شِباك السودان بمستهل مباريات التصفيات.
ولم يفت تألق عبدالوهاب الشديد على مسئولي الأهلي، الذين سارعوا باستعارته لمدة موسمين من الظفرة.. لكن عبدالوهاب لم يلق النجاح نفسه في بدايته مع الأهلي، فلم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله.
وواصل عبدالوهاب سعيه الحثيث للحصول على مكانة أساسية في الجبهة اليسرى للأهلي، في ظل منافسة شرسة من لاعب بحجم الأنجولي جيلبرتو، والمثير أن اللاعب الراحل كان صاحب مكانة أساسية في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع الأهلي.
الموسم الثاني لعبدالوهاب مع الأهلي شهد دخول اللاعب في تشكيله البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي بنهائي دوري أبطال إفريقيا نوفمبر 2005.
دخل عبدالوهاب بديلًا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرًا تخلله كرة عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفًا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان مدرّبه البرتغالي.
وحصل عبدالوهاب على فرصة أخرى ذهبية لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوى بعد إصابة جيلبرتو البالغة، بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية.
وبات عبدالوهاب لاعبًا مهمًّا في صفوف الأهلي ومنتخب مصر، ولا سيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز "الفراعنة" بكأس الأمم الإفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء.
وضح النضج على عبدالوهاب رغم أنه لم يكمل عامه الـ23 بعد، وقاد الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006، وكان سببًا في انتصارات عديدة للفريق الأحمر محليًّا وإفريقيًّا.
تُوفي محمد عبدالوهاب في صباح 31 أغسطس 2006 على البساط الأخضر إثر أزمة قلبية حادة مفاجئة وهو يؤدى التدريبات العادية باستاد التتش ورحل محمد عبدالوهاب وهو يبلغ من العمر 22 عامًا.