الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قطار تطوير التعليم يتجاهل عزبة "خير الله" بمصر القديمة.. مدرسة واحدة تخدم مليوني نسمة.. مبنى متهالك يعمل لفترتين.. الأهالي: الوزارة وعدت فأخلفت.. نلحق أبناءنا بمناطق بعيدة.. وارتفاع نسبة التسرب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من أن عدد سكان عزبة "خير الله" بمصر القديمة يقترب من المليوني نسمة، إلا أن المنطقة لا تمتلك غير مدرسة ابتدائية وحيدة تعمل فترتين صباحًا ومساء، من خلال مبنى واحد يحمل اسم "مدرسة هدى شعراوى" صباحا، و"المستقبل" مساء.
أثناء توجهك للمدرسة، لا تستطيع الوصول بسهولة، حيث يغرق المبنى وسط الزحام وصخب باعة الفاكهة والخضار وكأنها بنيت وسط سوق كبيرة، لتبقى شاهدًا على مدى افتقار المنطقة للخدمات الأساسية.
"الإهمال" هو المصطلح الأكثر تعبيرا عن حال المدرسة الإبتدائية الوحيدة بعزبة خير الله، وذلك على الرغم من بدء تطبيق نظام التعليم الجديد، وسط تجاهل حكومي وتعليمي كبير للأزمة.
الأمل في الحصول على مقعد صار حلمًا لأبناء الكثيرين، من السكان الذين يقترب عددهم من مليوني نسمة. 
مسافات طويلة يقطعها أولياء الأمور للذهاب لمدارس أخرى مما يكلفهم أعباءً مادية، ولم تشفع لهم تصريحات د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بأنه يخدم الفقير قبل الغني.
وعود كثيرة قطعها المسئولون مرارًا وتكرارًا وألفتها آذان أهالي العزبة، لإنهاء مشكلاتهم مع التعليم، التي ما زالوا يعانون منها، لعدم وجود إلا مدرسة ابتدائية واحدة، تابعة لإدارة البساتين ودار السلام التعليمية، وتحتضن أبناءهم ما تسبب للذهاب لمدارس في مناطق أخرى. 

وعود الوزارة 
أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانا رسميا في ديسمبر 2016، وذلك عقب زيارة قام بها الوزير السابق الدكتور الهلالى الشربينى للمنطقة، أكدت ـ خلاله ـ أن منطقة عزبة خير الله من المناطق التى تحظى باهتمام الوزارة؛ ومن المناطق الأكثر احتياجًا وذات كثافة سكانية مرتفعة؛ ولا يوجد بها سوى مدرسة واحدة فقط، وأن كثافة الفصل بها تتعدى 85 طالبًا، وتم إدراجها ضمن خطة الوزارة. 
كما ذكر البيان أنه سيتم إنشاء عدد 3 مدارس بحلول العام الدراسى القادم 2017/2018، وبناء العديد من المدارس الأخرى بهذه المنطقة عند توافر الأرض التى سيتم البناء عليها. 
"البوابة نيوز" تجولت بين سكان عزبة خير الله، في محاولة لصناعة جسر تعبر عليه شكاوى أهالي المنطقة.

يقول، أيمن عبدالله، من سكان المنطقة: إن مشكلة التعليم، لدينا كبيرة جدًا، لافتًا إلى الكثافة الطلابية داخل فصول المبنى الوحيد، والذي يضم مدرستين، تعملان على فترتين. 
وأضاف «عبدالله»، أن ما يزيد على 80 طالبًا في الفصل الواحد، مشيرًا إلى أن نصف التلاميذ على المقاعد والنصف الآخر على الأرض، مشيرا إلى أن وعود الوزارة أكثر من مرة تلاشت تماما ولم نجد أي اهتمام حكومي. 

تقف الطفلة دنيا، أمام منزلها، وبابتسامة لم يهزمها الواقع المرير، قالت لـ"البوابة نيوز": "احنا عايزين، مدرسة، قريبة"، لأن مدرستنا بعيدة، مضيفة "بنركب مواصلة «رايح- جاي»، والأجرة جنيهين، للذهاب وأخرى للعودة". 

لم يختلف الأمر كثيرًا، عند الطالبة رحمة يسري، وهي من أبناء عزبة خيرالله، حيث قالت: "منطقتنا مفيهاش غير مدرسة واحدة"، مشيرة إلى أن مسافة المدارس التي نضطر الذهاب لها، خارج المنطقة بعيدة ووسط زحام. 
الرجل السبعيني، صلاح إبراهيم، أكد على وجود مدرسة واحدة، تخدم الكثيرين، بالعزبة، قائلًا: نضطر لالحاق ابنائنا في مدارس الزهراء، نظرًا للكثافة الموجودة هنا. من جهتها وصفت سعاد عبد التواب، من أبناء عزبة خيرالله، حال المقيمين بالمنطقة، مشيرة إلى أنه في عزبة خير الله، عدد السكان كبير جدًا، مطالبة بانشاء مدارس، ولفتت إلى أن الغالبية يذهبون إلى مدارس بعيدة، مما تجعل الطفل يعزف عن المدرسة. 
وأشارت إلى أن أغلب الأطفال هنا "أميون"، وتمنت وجود مدارس تحتويهم، وكذلك فصول محو أمية، علشان الكبار يتعلموا.

دروس خصوصية 
جميعة سعد، ولية أمر، أوضحت، "الأولاد مش عارفة تتعلم، بالمدرسة هنا"، وقالت: "قمت بيع حلق، علشان ولادي يلتحقوا بالمجموعات والدروس الخصوصية".


محمد أحمد، وهو صاحب محل بالمنطقة، أكد أن الكثافة تتعدى 80 طالبًا، فضلًا على أن المعاملة غير محترمة، والمدرسة وسط سوق خضار. 
وأضا، أن هناك منطقة ممكن يتم انشاء مدارس بها، وهي مساحات خالية تمامًا، مثل اسطبل عنتر، لافتًا "بنضطر نروح مدارس منطقة الزهراء".